بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتستمر العمليات العسكرية التي تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين بشكل يومي، تتواصل المساعي الدبلوماسية لإعادة إطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار التي توقفت مؤخراً. ووسط هذه التطورات، صوّت المجلس الوزاري الأمني والسياسي الإسرائيلي (الكابينت) لصالح خطة تهدف إلى السيطرة على القطاع تدريجياً.
جهود دبلوماسية لإحياء المفاوضات
أفادت مصادر مطلعة أن الوسطاء يجرون اتصالات مكثفة في محاولة لإيجاد حلول جديدة تُحيي المفاوضات. وأكدت المصادر أن الفصائل الفلسطينية المشاركة في المفاوضات مستعدة لاستئناف الحوار، وتنتظر رداً رسمياً على المقترح الذي قدمته من الجانب الإسرائيلي.
مؤشرات على مقترح جديد
ذكرت تقارير إعلامية أن مبعوثاً أميركياً التقى مؤخراً برئيس الوزراء القطري في إسبانيا لمناقشة خطة شاملة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين. ووفقاً لمصدر مطلع، يعمل الجانبان على صياغة مقترح جديد لصفقة شاملة سيتم تقديمه للطرفين خلال الأسبوعين المقبلين. قد يؤدي هذا المقترح إلى تأجيل الخطط الإسرائيلية لشن هجوم جديد على مدينة غزة.
ومع ذلك، يرى مسؤول إسرائيلي أن الفجوة كبيرة، والحديث عن اتفاق شامل في هذه المرحلة قد يكون غير مجدٍ، خاصة وأن المقترح يتضمن تفكيك الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه الأخيرة، وتتمسك بمطالبها الأساسية بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة إعمار القطاع.
الوضع الميداني والإنساني يتدهور
تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث كثف سلاح الجو من استهدافاته للبنايات السكنية في مناطق غرب حي الزيتون وعسقولة وحي الصبرة، بعد أن طُلب من السكان إخلاؤها. هذه الاستهدافات أدت إلى تدمير أكثر من 12 مبنى، ويبدو أنها تمهد لعملية برية في تلك المناطق.
وفي جنوب القطاع، تتكثف الغارات والقصف المدفعي في شمال ووسط خان يونس، مع تقدم الدبابات الإسرائيلية نحو منطقة المواصي.
تزامناً مع هذه التطورات، ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 61,369 قتيلاً و152,850 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023. وفي الساعات الـ24 الماضية فقط، قُتل 39 شخصاً وأصيب 491 آخرون. وتشير الإحصائيات إلى مقتل 12 شخصاً من منتظري المساعدات في محيط محور نتساريم.
أزمة إنسانية متفاقمة
تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وتزداد حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال. وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى وفاة 11 شخصاً في الـ24 ساعة الماضية جراء المجاعة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات بسبب سوء التغذية إلى 212 حالة، من بينهم 98 طفلاً.
تستمر المساعدات في الوصول عبر الإنزال الجوي، لكنها تتعرض لعمليات نهب واسعة. وقد أدى سقوط صندوق مساعدات إلى مقتل طفل وإصابة آخرين، لتكون هذه الحالة الثالثة منذ بدء عمليات الإنزال الجوي. وقد بلغ إجمالي عدد ضحايا حوادث المساعدات 1743 قتيلاً وأكثر من 12,590 إصابة.
وقد دخل القطاع 1,115 شاحنة مساعدات فقط، وهو ما يمثل 14% من الاحتياجات الفعلية، وتعرضت غالبيتها للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية مستمرة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
