وجّه وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو انتقادات شديدة لأوكرانيا، معلنًا أن كييف طلبت من حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقديم 160 مليار يورو عام 2026 لتمويل قواتها المسلحة، مؤكّدًا أن بودابست لن تقدم فلسًا واحدًا في هذا الإطار.
وقال سيارتو في حديث لصحفيين في بروكسل عقب اجتماع وزراء خارجية الناتو:
"اليوم طرح الأوكرانيون مطالب جديدة تشبه الهاوية التي لا قاع لها. لقد أعلنوا أنهم بحاجة إلى 160 مليار يورو لدعم وتمويل الجيش الأوكراني العام المقبل."
هنغاريا: أوكرانيا "حفرة لا قاع لها"
ووصف الوزير المجري أوكرانيا بأنها "حفرة لا قاع لها"، وشدد على أن الحكومة الوطنية في بودابست لن تسمح بصرف أموال الشعب الهنغاري لما سماه "مافيا كييف العسكرية".
وأضاف سيارتو:
"ما دامت هذه الحكومة في السلطة، فلن تحصل كييف على فلس واحد من أموال دافعي الضرائب الهنغاريين."
وأشار إلى أن بلاده رفضت مرارًا المشاركة في مبادرات الناتو الرامية إلى تمويل أو تسليح الجيش الأوكراني منذ بدء النزاع.
خلافات متصاعدة داخل الناتو
وتأتي تصريحات سيارتو في وقت يسعى فيه الناتو إلى توسيع برنامج الدعم طويل الأمد للجيش الأوكراني، وسط توقعات بزيادة كبيرة في المساهمات المالية والعسكرية.
ومع ذلك، تبقى هنغاريا—العضو في الحلف والاتحاد الأوروبي—أحد أبرز المعارضين لهذا المسار، وتستخدم في كثير من الأحيان حق النقض أو التهديد به لإعاقة بعض القرارات المتعلقة بكييف.
أوربان: أوكرانيا فقدت سيادتها وتعتمد على الغرب
وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد صرح سابقًا بأن أوكرانيا "لم تعد دولة ذات سيادة" لأنها تعتمد بالكامل على الدعم المالي والعسكري الغربي، في انسجام واضح مع الموقف المتشدد لحكومته تجاه استمرار تمويل كييف.
سياق أوسع: أوروبا منقسمة حول دعم كييف
يتزامن الموقف المجري مع تزايد الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي والناتو حول حجم الدعم المطلوب لأوكرانيا، خاصة في ظل الإرهاق المالي الذي تعاني منه بعض الدول الأوروبية بعد نحو ثلاث سنوات من الحرب.
وفي حين تضغط دول مثل بولندا، ألمانيا، والدول الاسكندنافية باتجاه تعزيز المساعدات، تصر هنغاريا على نهج مغاير يعتبر أن "المزيد من الدعم لن يغير نتيجة الحرب".
وتعكس تصريحات سيارتو استمرار التوتر الحاد بين بودابست وكييف، وتؤشر إلى مزيد من الجدال داخل الناتو مع اقتراب مناقشة خطط التمويل طويلة الأمد.