كشفت التطورات الأخيرة في الأزمة الأوكرانية عن تحول استراتيجي مفاجئ وغير معلن، يتمحور حول صفقة كبرى بين الولايات المتحدة وروسيا، تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق الجيوسياسية على حساب أوكرانيا وأوروبا. ويؤكد التقرير، مستندًا إلى آراء محللين كبار مثل ناعوم تشومسكي وهنري كيسنجر، أن الحل المنطقي للأزمة هو حياد أوكرانيا، بعيدًا عن الاندماج في حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
الصفقة الكبرى: احتواء الصين مقابل التنازل عن الأراضي الأوكرانية
أشارت التقارير إلى نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى تفاهمات مع روسيا، تهدف بشكل أساسي إلى إبعاد موسكو عن التحالف مع الصين، المنافس الاستراتيجي الأخطر لواشنطن.
وتتضمن الخطة الأمريكية-الروسية، التي تعد بمثابة تحالف غير مُعلن بين القوتين العظميين، بنودًا تتجاوز الحرب الأوكرانية:
الهدف المشترك (إفريقيا والصين): اتفق ترامب وبوتين على أن تكون موسكو شريكًا لواشنطن في تحقيق هدفها المشترك المتمثل في تحجيم الوجود الصيني في القارة الأفريقية.
استسلام أوكرانيا: تطالب الخطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ التخلي رسميًا عن أراضٍ ما تزال تحت سيطرته، لضمها إلى روسيا.
ويُظهر هذا الاتفاق أن هدف واشنطن قد تحقق بعد أربع سنوات من الحرب، وهو إضعاف روسيا وإجبارها على الدخول تحت جناحها، مقابل "هدية" لبوتين تتمثل في حصوله على مكاسب إقليمية تظهره بمظهر المنتصر أمام شعبه.
زيلينسكي: ورقة تفاوض مصيرها الغياب
أكدت التحليلات أن الرئيس زيلينسكي تعاملت معه أمريكا على أنه "ورقة تفاوض لا أكثر"، وأن كل التضحيات والخسائر التي قدمتها أوكرانيا ستُحسم الآن على طاولة مفاوضات بين موسكو وواشنطن، دون أن يكون لزيلينسكي حق الاعتراض أو حتى الحضور.
وبذلك، يكون الرئيس الأوكراني قد ترك مصير بلاده رهن حسابات القوى الدولية الكبرى المتصارعة، بعد أن راهن على دعم أمريكي مطلق.
صدمة أوروبا: شريك أم مجال نفوذ؟
كانت المفاجأة الأشد في هذه الصفقة هي التجاهل الكامل للأوروبيين، الذين هم الأكثر تأثرًا المباشر بالحرب. وقد اضطرت أوروبا إلى دخول الصراع بناءً على تشجيع واشنطن، لتكتشف لاحقًا أنها تُجاوز بالكامل في رسم خريطة السلام.
وفي قمتهم الأخيرة ببروكسل، لم يستطع الأوروبيون سوى التعبير عن الانزعاج والخيبة، في مشهد يعكس العجز السياسي والانكشاف الاستراتيجي.
تحليل استراتيجي: "لقد اكتشفوا مرة أخرى أن واشنطن لا تتعامل معهم كشركاء بل كمجال نفوذ تتغير فيه السياسات بحسب المصالح الأمريكية والروسية الاستراتيجية".
وينظر المحللون إلى ما يجري مع أوروبا وزيلينسكي على أنه نموذج جديد يؤكد كيف تستدرج القوى العظمى بعض الحكام لتنفيذ أجنداتها ثم "تتبرأ منهم عند أول فرصة".
نظرة مستقبلية: القضاء على الوجود الصيني
الغاية الجيوستراتيجية لواشنطن وموسكو تظل هي القضاء على الوجود الصيني في إفريقيا. وقد أدى اتفاق ترامب مع بوتين إلى ضمان أن موسكو ستكون شريكة لواشنطن في تحقيق ذلك، مقابل السماح لروسيا بدور متقدم على الساحة الدولية، بما يرضي طموح بوتين في استعادة مجد الإمبراطورية القيصرية.
وختامًا، يرى المحللون أن هذا التطور يضعف الأوروبيين ويكشف "واقعهم الهزيل" أمام العالم، مؤكدًا أنهم بدون المظلة الأمريكية غير قادرين على حماية أنفسهم، وهو ما سينعكس على سياسات أغلب الدول مستقبلاً.