أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات الإنسانية له.
وأضاف معاليه أن قطر لن تترك الفلسطينيين دون تمويل، لكنها لن تتحمل مسؤولية إعادة إعمار ما دمره الآخرون في قطاع غزة.
وأكد معاليه أن للفلسطينيين الحق في البقاء على أرضهم، ولا يحق لأي جهة إجبارهم على مغادرة وطنهم.
علاقة قطر بحماس
وقال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال مداخلة أجراها مؤسس شبكة تاكر كارلسون (TCN)، تاكر كارلسون، خلال اليوم الثاني من مداولات منتدى الدوحة 2025، إن العلاقة مع حماس تم بناؤها منذ 13 عامًا بناءً على طلب الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن جذور هذه العلاقة تعود إلى ما يقرب من 19 عاماً، عندما شاركت حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وأيضاً عندما نقلت مكتبها إلى الدوحة في عام 2012، والذي استخدم حصرياً لتسهيل التواصل بشأن وقف إطلاق النار وتمكين إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن دولة قطر واجهت انتقادات وهجمات بسبب استضافتها حركة حماس على أراضيها، موضحا أنه عند معالجة النزاعات من الضروري إشراك جميع الأطراف لحلها.
ومع ذلك، ورغم الانتقادات والاتهامات، فإن التواصل مع حماس أدى إلى اتفاقيات متعددة بشأن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وتخفيف معاناة المدنيين، كما أوضح، مشيرا إلى أن بعض السياسيين يحاولون استغلال هذا لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل، وتغذية الروايات التي ينشرونها واستخدام قطر كوسيلة لإلقاء اللوم على دول أخرى.
مساعدات تحت إشراف امريكا وإسرائيل
أوضح معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن جميع المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني تُنفذ بشفافية تامة وتحت إشراف الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تُسهّل هذه العملية التي تتم عبر الحكومات المتعاقبة هناك.
وأكد معاليه أن قطر لم تُقدّم تمويلًا لحماس، وأن الادعاءات في هذا الشأن لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أن هذه الادعاءات تهدف إلى نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة عن قطر، وهو ما لا يُحقق شيئًا على أرض الواقع.

وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن سجل دولة قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية على مدى العقود الماضية يظهر أنها لم تشجع أي أعمال عدائية، مشيرا إلى أن جميع حواراتها مع الولايات المتحدة تركز على خفض التصعيد وتحقيق السلام في المنطقة.

وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية المضللة التي تزعم أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة نُفذ بموافقة الرئيس ترامب، أشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن هناك من يسعى لتخريب العلاقة القطرية الأمريكية، موضحًا أن هذه التقارير تُريد أن تُصدق ذلك، وهذا ليس بجديد على قطر، فقد
شهدت قطر العديد من المحاولات القائمة على الأكاذيب والمعلومات المضللة والأكاذيب عنها، بالإضافة إلى تقويض علاقتها بالولايات المتحدة.
وأوضح سعادته أن العلاقة القطرية الأمريكية قائمة على المنفعة المتبادلة، إذ يعمل الجانبان على تحقيق ما لا يسعى إليه خصومهما، الساعين للتصعيد والهيمنة والسيطرة، بينما تدعو قطر إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والحوار، وهي سياستها منذ تأسيسها. وأكد أن الدعم القطري سيكون للشعب الفلسطيني، وليس لإعادة إعمار ما هدمته إسرائيل.
وقال إن قطر تتألم عندما تسمع الآخرين يتحدثون عن أهل غزة وكأنهم مختلفون عن الآخرين، لكن قطر ترى أن لأهل غزة الحق في تحديد مكان إقامتهم، وهم لا يريدون مغادرة وطنهم، كما رأينا في أكثر من مناسبة عند إزالة الحواجز بين شمال غزة وجنوبها.
وأشار معاليه إلى أن الأهالي شاهدوا عودة الأهالي إلى منازلهم التي سويت بالأرض، وإقامة الخيام على أنقاضها، وهو ما يدل على صمود هذا الشعب، مؤكداً أنه لا يحق لأي جهة تهجير هذا الشعب أو إجباره على النزوح إلى مكان آخر.
وأكد معالي رئيس الوزراء أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه إذا استمرت الانتهاكات في قطاع غزة فإن هذا الصراع قد يتصاعد مرة أخرى، وهذا أمر يجب على الجميع تجنبه.
وأكد أن الحل الأمثل يكمن في تنفيذ الخطة التي أطلقها الرئيس ترامب، والتي حظيت بإجماع دول المنطقة، وإعادة إعمار غزة ليبقى أهلها ويعيشوا على أرضهم، والتوصل إلى حل سياسي للقضية الأوسع من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين.
وأعرب عن أمله في ألا تقع حرب بين إسرائيل وإيران مستقبلاً، وأن يتم إيجاد سبيل لإحياء المفاوضات والمحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، محذرًا من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيمتد أثره إلى جميع دول المنطقة، مما قد يؤدي إلى اشتعال الصراع.