ads
ads

تهديدات تل أبيب لسوريا: قلقٌ من تحوّل هادئ يعيد رسم الجنوب ويغيّر قواعد الاشتباك ( تحليل )

علم سوريا
علم سوريا

تعكس التهديدات الإسرائيلية المتكررة تجاه سوريا، والتي أعادت القناة 12 العبرية التذكير بها مؤخرًا، مستوى غير مسبوق من التوجّس داخل المؤسسة الأمنية في تل أبيب. فرغم أن عبارة: "إسرائيل تعرف كيف تتصرف إذا تخطّى السوريون الخط الأحمر" ليست جديدة في قاموس الردع الإسرائيلي، إلا أن توقيتها يعطيها وزنًا إضافيًا، في ظل مشهد إقليمي متحرّك وتبدّل متدرّج في وضع الجنوب السوري.

تحولات صامتة في الجنوب السوري

تشير التطورات الميدانية والإدارية في محافظتي القنيطرة ودرعا إلى واقع يتشكّل بهدوء، بعيدًا عن ضجيج الحرب التي طبعت المنطقة على مدى سنوات. إذ تشهد المناطق الجنوبية عودة تدريجية لمظاهر الإدارة المدنية، ومحاولات لإعادة ترتيب الأمن المحلي، ونشاطًا اجتماعيًا وسياسيًا يتشكّل دون تأثير مباشر من القوى الخارجية.

هذه العودة البطيئة للدولة السورية تثير قلق إسرائيل، لأنّ تل أبيب اعتادت التعامل مع الجنوب بوصفه منطقة رخوة يمكن توظيفها ضمن سياسات "حرب الظلال" التي مارستها لسنوات عبر ضربات دقيقة ورسائل غير مباشرة. أمّا اليوم، فالأرض تتغيّر، ومعها قدرة إسرائيل على ضبط المشهد كما اعتادت.

قلق إسرائيل: من السياسة أكثر من السلاح

يرى مراقبون أن ما يقلق تل أبيب ليس صعود قوة عسكرية سورية جديدة، بل تحوّل الجنوب إلى مساحة سياسية بعد أن كان ساحة عسكرية مفتوحة. فكل مسار سياسي جديد يعني بالضرورة إمكان نشوء قرار مستقل في منطقة ملاصقة للحدود الإسرائيلية، وهو أمر تتحسّس منه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشدة.

التغيير الاجتماعي والسياسي الجاري يعيد تشكيل توازن القوى بطريقة تبتعد عن مشهد الحرب التقليدي الذي تعاملت معه إسرائيل طوال العقد الماضي. وهذا ما يجعل تل أبيب حذرة من مستقبل الجنوب أكثر من حذرها من واقعه الحالي.

عودة الدولة.. وعودة الملفات المؤجّلة

رغم غياب مؤشرات على تشكّل قوة معادية جديدة في الجنوب، إلا أن عودة الدولة السورية إلى تنظيم الحدود قد تُعيد لدمشق جزءًا من موقعها السياسي، وهو ما تخشاه تل أبيب. فعودة الدولة تعني تلقائيًا إعادة فتح ملفات كانت مؤجّلة أو مغطاة بدخان الحرب، من بينها مستقبل الجولان، وترتيبات الأمن في الجنوب، وحدود الدور الإقليمي السوري.

تهديدات مبكرة قبل اكتمال الصورة

التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لا تعبّر فقط عن رغبة في رسم خطوط حمراء مسبقة، بل تكشف عن إدراك إسرائيلي بأن سوريا تتجه نحو مرحلة جديدة:

مرحلة دولة تعيد اكتشاف نفسها بعد سنوات الفوضى، وتعيد بناء مؤسساتها ببطء، وتستعد لأداء دور مختلف عمّا كان قبل الحرب.

وهذا التحوّل، حتى وإن كان غير مكتمل، يُعدّ كافيًا لإعادة تشكيل توازنات المنطقة، وخلق قلق مبكر لدى تل أبيب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الحكومة: طرح المطارات المصرية لا يعني بيع الأصول.. وجميعها يخضع لسيادة الدولة