تؤكد مصادر متعددة أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير خرج فعليًا من دائرة المرشحين للعب دور في إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، رغم تصاعد حضوره في النقاشات منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وبحسب تسريبات نقلتها وسائل إعلام عبرية عن مطلعين على المداولات، فإن بلير لم يعد مرشحًا لعضوية "مجلس السلام" الذي اقترحه ترامب ضمن رؤيته المكونة من 20 بندًا لإدارة غزة بعد وقف إطلاق النار. ورغم أن ترامب وصف بلير سابقًا بأنه "مرشح قوي" وأبدى إعجابه به، فإن المشهد تغير مؤخرًا بصورة حاسمة.
التباينات داخل خطة ترامب
التحول المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية يعكس حجم الخلافات التي تحيط بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، والتي تتضمن بندًا جوهريًا يتمثل في نزع سلاح حركة حماس، وهو ما ترفضه الحركة قبل إلزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته في المرحلة الأولى، خصوصًا ما يتعلق بالملف الإنساني والإغاثي.
قراءة سياسية: تنافس إقليمي ومعركة نفوذ
يرى محللون سياسيون أن استبعاد بلير يكشف تصاعد تنافس الوسطاء الإقليميين واختلاف الأجندات المؤثرة في رسم ملامح اليوم التالي للحرب. وتشير القراءات السياسية إلى أن اسم بلير لم يكن مجرد اقتراح إداري، بل كان يعكس صراعًا واسعًا حول من يمتلك مفاتيح المرحلة المقبلة في غزة.
في السياق ذاته، يرى باحثون في العلاقات الدولية أن استبعاد بلير لا يعني فشل المقاربة الأمريكية، بل يكشف أن تفاصيلها ما تزال غامضة حتى لدى بعض المسؤولين الأمريكيين. ويؤكد هؤلاء أن "اليوم التالي" يجب أن يبقى فلسطينيًا بالكامل، وأن أي كيانات مستوردة قد تضر بالهوية الوطنية وتفكك الكيانية الفلسطينية.