ads
ads

«لم نكن نعرف أننا سنقاتل»: شهادات حديثة تكشف مسارات تجنيد أفارقة في الحرب الأوكرانية

حرب أوكرانيا
حرب أوكرانيا
كتب : وكالات

إلى جانب الأرقام والتقديرات العامة، تلعب الشهادات الفردية دورا متزايدا في فهم كيفية انتقال مهاجرين أفارقة من البحث عن فرص عمل إلى المشاركة في الحرب الروسية–الأوكرانية. وخلال العامين الأخيرين، نشرت منصات إعلامية دولية تقارير حديثة تسلط الضوء على هذه المسارات الشخصية، التي غالبا ما تبدأ بعروض عمل وتنتهي على خطوط القتال.

في تقرير نشره موقع UNITED24 خلال عام 2025، روى طالب من توغو كيف وصل إلى روسيا بهدف الدراسة والعمل الجزئي، قبل أن يُعرض عليه عقد قُدم باعتباره “حماية منشآت”، ثم اكتشف لاحقا أنه عقد عسكري كامل.

ويقول الطالب في شهادته إنه لم يكن على دراية بطبيعة المهام المطلوبة، وإن الوثائق التي قُدمت له كانت باللغة الروسية، ما حدّ من قدرته على الفهم أو الاعتراض.

حالات مشابهة وثقتها صحيفة The Telegraph في تقرير نُشر منتصف 2025، تحدث عن مواطن كاميروني استجاب لإعلان وظيفة في مصنع لإنتاج مستحضرات تجميل، قبل أن يُحتجز عند وصوله وتُصادر أوراقه، ثم يُطلب منه توقيع عقد عسكري.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه الواقعة ليست معزولة، بل تأتي ضمن نمط أوسع يستهدف عمالا مهاجرين يعانون من أوضاع إقامة غير مستقرة، ما يقلل من قدرتهم على الرفض أو طلب المساعدة.

تشير تقارير إعلامية إلى أن بعض هؤلاء المجندين لم يتلقوا تدريبا عسكريا كافيا قبل نقلهم إلى مناطق قتال. وفي تقرير نشرته قناة France 24 عام 2025، وُصفت هذه الحالات بأنها انتقال “سريع ومربك” من العمل المدني إلى المشاركة في نزاع مسلح.

وتضيف القناة أن عددا من الأفارقة الذين التقتهم قالوا إنهم لم يكونوا على دراية بحجم المخاطر التي سيواجهونها، أو بمدة العقود التي وُقعت.

بعض هذه القصص انتهى بأسر المجندين على يد القوات الأوكرانية. وتظهر مقاطع مصورة وتقارير صحفية نشرها UNITED24 أن عددا من الأسرى الأفارقة أكدوا أنهم لم يختاروا القتال عن قناعة، بل نتيجة ضغوط أو وعود لم تتحقق.

وتُستخدم هذه الشهادات في الإعلام الأوكراني لإبراز البعد الإنساني للملف، مع التأكيد على أنها تعكس تجارب فردية لا يمكن تعميمها دون تحقيقات مستقلة.

في تقرير نشرته قناة الجزيرة في نوفمبر 2025، وصف مسؤولون أوكرانيون هذه العقود بأنها “استغلال لحاجة المهاجرين”، مشيرين إلى أن الطوعية تصبح محل تساؤل عندما يكون الخيار البديل هو الترحيل أو الاحتجاز.

وفي المقابل، لم تصدر ردود روسية رسمية تفصيلية على هذه الشهادات، مكتفية بتأكيد أن التجنيد يتم على أساس قانوني.

تشير تقارير إعلامية إلى أن عددا من المجندين الأفارقة لم يتمكنوا من التواصل مع سفارات بلدانهم بعد توقيع العقود. وفي تقرير لـBBC عام 2025، عبّرت عائلات عن صعوبة تتبع مصير أبنائها بعد سفرهم، ويرى محللون أن ضعف المتابعة القنصلية، إلى جانب تعقيدات الهجرة والعمل، يسهم في تفاقم هذه الحالات.

رغم اختلاف تفاصيل الشهادات، فإن القاسم المشترك بينها يتمثل في ضبابية المعلومات قبل السفر، وصعوبة الخيارات بعد الوصول. وتتعامل وسائل الإعلام الدولية مع هذه القصص بوصفها جزءا من ملف إنساني ما زال قيد المتابعة، خاصة مع استمرار الحرب وتزايد الاعتماد على مصادر بشرية غير تقليدية.

تكشف الشهادات الحديثة أن مسارات تجنيد الأفارقة في الحرب الأوكرانية لا تُفهم فقط من خلال القرارات السياسية أو الأطر القانونية، بل أيضا عبر تجارب أفراد وجدوا أنفسهم أمام خيارات محدودة. وبين الروايات الفردية والبيانات العامة، يبقى الملف مفتوحا على أسئلة تتعلق بالهجرة، والعمل، وحدود الطوعية في زمن النزاعات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بعد خروج عربة قطار.. إجراء تحويلة مؤقتة لحركة القطارات بالمنوفية