في وقتٍ تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان وسط تحذيرات من اتساع رقعة التصعيد، يبدو أن المشهد الإعلامي العربي والدولي ينشغل، كعادته في مواسم الأعياد، ببريق السهرات وإطلالات النجمات، في مفارقة صارخة بين واقع سياسي مشتعل وصور احتفالية تملأ الشاشات ومنصات التواصل.
ومع اقتراب ليلة رأس السنة، عادت إطلالات النجمات لتتصدر العناوين، مقدّمة ما يشبه “دليل أناقة” لاختيار فستان السهرة، وكأن العالم يعيش إيقاعًا واحدًا لا تعكره أخبار القصف ولا أصوات النزوح. إطلالات هذا الموسم أكدت أن فستان رأس السنة لم يعد خيارًا تقليديًا، بل انعكاسًا لشخصية المرأة وطبيعة السهرة، من الجرأة اللافتة إلى الكلاسيكية الهادئة.
مايا دياب
جرأة لافتة في زمن التناقضات
برزت بعض الإطلالات الجريئة كخيار واضح للسهرات الخاصة، حيث حضرت الأقمشة القوية والقصّات غير التقليدية، مع شقوق جانبية واضحة وتفاصيل حادة تعكس رغبة في كسر القواعد. هذا النوع من الفساتين، الذي يعتمد على قماش لافت وقصّة تحمل ثقل الإطلالة وحدها، بدا وكأنه احتفال بالحياة في لحظة يتجاهل فيها كثيرون صور الدمار القادمة من لبنان.
الرسالة هنا ليست في الفستان بحد ذاته، بل في رمزيته: إصرار على الضوء، حتى لو كان محاطًا بالعتمة.
ماجي بوغصن
أناقة كلاسيكية على وقع الأخبار الثقيلة
في المقابل، اختارت بعض النجمات إطلالات أكثر هدوءًا، قائمة على التايور الكلاسيكي أو الفساتين ذات القصّات النظيفة والألوان الغنية، مثل الدرجات الداكنة الدافئة. هذه الإطلالات بدت أقرب إلى الأناقة المتزنة، المناسبة للسهرات العائلية أو الرسمية، وكأنها محاولة للتماسك وسط عالم مضطرب.
الأزرار اللامعة، اللؤلؤ، الأحذية المدببة، والمجوهرات الذهبية، جميعها عناصر أعادت الاعتبار لفكرة الفخامة الهادئة، بعيدًا عن المبالغة، في وقت تغيب فيه هذه الرصانة عن التعاطي الدولي مع ما يجري على الحدود اللبنانية.
بين الاحتفال والتجاهل
وبينما تستعد عواصم كثيرة لاستقبال العام الجديد بالاحتفالات والفساتين اللامعة، يبقى الجنوب اللبناني حاضرًا في الهامش، لا في العناوين الرئيسية. مشهد الأزياء هذا العام، وإن بدا بريئًا في ظاهره، يعكس فجوة أعمق: عالم يفضّل متابعة تفاصيل الإطلالات على مواجهة أسئلة الحرب والعدالة.
هكذا، تتحول موضة الأعياد إلى مرآة لواقع أوسع، حيث يستمر الاحتفال… فيما القصف مستمر، والاهتمام العالمي مؤجل إلى إشعار آخر.