ينتظر مسؤولون أميركيون هذه الأيام أن تؤكد بلادهم خبر مقتل أحد قادة تنظيم القاعدة في اليمن بعد أشهر من تعقبه، إلا أن إعادة الرئيس الأميركي لنشر تغريدات عن العملية على حسابه في تويتر، طرح تساؤلات عديدة عمّا إذا كان ترمب يؤكد فعلا مقتل الوجه البارز والمعروف بتنظيم القاعدة وأكبر المطلوبين الإرهابيين عربيا ودوليا.
من جهتها، أضاءت مديرة موقع 'سايت' المهتم بمتابعة صفحات الجماعات المتطرفة على الإنترنت، بتغريدة لها عبر تويتر، السبت، على أهمية مقتل القيادي في تنظيم القاعدة قاسم الريمي إثر غارة أميركية دون طيار في جزيرة العرب لو تأكدت العملية فعلا.
وأشارت ريتا كاتز في تغريدتها، إلى أنه وعلى الرغم من انخفاض حيوية جماعة الريمي في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال خطيرا، فتلك الجماعة كانت قد اتخذت في اليمن نهج داعش والحوثيين نفسه، بحسب تعبيرها.
وريث الظواهري
وأضافت كاتز، أنه لو تأكد خبر مقتل الريمي، فإنها ستكون بمثابة ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة بأكمله، فالإرهابي القتيل كان مرشحا لخلافة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
يذكر أن أن ترامب كان نشر بعد تداول خبر مقتل الريمي تقارير صحافية على تويتر تتحدث عن الأمر، آخرها كان السبت، عندما أعاد نشر تغريدة نقلا عن صحافي أميركي تحمل خبرا عن العملية أيضا، ما اعتبره مراقبون إشارة جديدة من الرئيس الأميركي لتأكيد خبر الاغتيال.
يشار إلى أن معلومات كانت تحدثت عن مقتل الريمي إثر غارة أميركية في اليمن، في يناير الماضي، وهو الإرهابي الذي سبق وأن هدد مرارا بمهاجمة الأراضي الأميركية، وفقا لمسؤولين حكوميين حاليين وسابقين، وبحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز حينها.
وقتل قاسم الريمي (41 عاما) الذي يعد قائد التنظيم في اليمن في الغارة، إلا أن المسؤولين ينتظرون تأكيد مقتله قبل الإدلاء بتصريحات علنية، في نهج جديد بعدما تسرعوا في حوادث سابقة، بحسب الصحيفة.
ويشكل مقتل الريمي في حال تأكيده ضربة قوية للتنظيم الذي كان يرغب في مهاجمة الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي نوفمبر الماضي، حصل أفراد من وكالة الاستخبارات المركزية على معلومات بخصوص مكان تواجد الريمي من مخبر، ليتم تعقبه بطائرات استطلاع بدون طيار، وفق مسؤول أميركي.
كما ذكرت أنباء محلية في اليمن أن الغارة قتلت اثنين من المشتبه بهم في منطقة وادي عبيدة في وسط اليمن، لكنها لم تحدد هويتهما.
يعرف الريمي على أنه من قدامى المقاتلين في معسكرات تدريب كويدا في أفغانستان، ويعود أصله الإرهابي إلى الحقبة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر في أميركا.
عاد الريمي إلى اليمن وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات هناك بتهمة التآمر لقتل السفير الأميركي هناك. وبعد عام، خرج من السجن وانضم في صفوف تنظيم القاعدة.
بدورها، عرضت وزارة الخارجية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وتضاعفت المكافأة إلى 10 ملايين دولار، حيث ارتبط اسمه بالعديد من المؤامرات ضد الولايات المتحدة.
من هو قاسم الريمي؟
ولد 'قاسم عبده محمد أبكر' أو 'قاسم الريمي' والمكنى 'أبو هريرة الصنعاني'، في 5 يونيو/تموز 1978 في اليمن. وهو من الوجوه البارزة والمعروفة في تنظيم 'القاعدة' في الجزيرة العربية، وكان على رأس المطلوبين عربياً ودولياً لتورطه في أعمال إرهابية. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن للريمي أخاً معتقلاً في معسكر غوانتانامو.
أصبح الريمي قائد تنظيم 'القاعدة في جزيرة العرب' في 16 يونيو/حزيران 2015، خلفاً لناصر الوحيشي الذي قُتل بغارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك بعد أن 'أقسم الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري'.
ودعا الريمي حينها إلى شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة. وهو يُعد مسؤولاً عن تجنيد الجيل الحالي من ناشطي التنظيم المتطرف.