'لقاء الله طيب ولكن نعمل ما يؤهلنا للقاء الله وبقول للي خايف علشان هيسيب حبايبه بالموت إن دي قوانين الحياة'.. رحلت صاحبة هذه الكلمات التي أخذت على عاتقها تسخير علمها وتوصيله بشكل مبسط لفترة من الزمن، بدأت من ثمانينات القرن الماضي، هي الداعية عبلة الكحلاوي أستاذة الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بجامعة الأزهر، التي وافتها المنية منذ قليل، عن عمر ناهز 71 عامًا.
وبمجرد إعلان نبأ وفاتها أخذ مريدوها ومحبيها في البحث عن آخر تصريحاتها وفيديوهاتها، لنجد مقطع فيديو أثناء تحدثها عن الموت تقول فيه: الموت حقيقة نورانية وجد في عالم الحقيقة، وهذا يعني محدش مات وجه حكالنا قال إيه ولكن أن في حالة الإعياء يقولون أنه حصل الموت وفيه هذه اللحظات يقال إنها تشبه أنبوب أسود ضيق وتفضل ماشي وتتحدف في النهاية لعالم نور، والله هو النور، وقال لنا الموت خلق، الحياة والموت جزيرتان من محيط هذا النور'.
وأضافت في تقديمها برنامجها بقناة اقرأ: 'الموت حقيقة، الإنسان يصل ببصره إلى أبعد مدى والحجب بتتلاشى، ويعرف مكانه، أما من المقربين وأصحاب اليمين، ويشوف الأولين والآخرين وأن وعد الله حق، الدليل أن الموت رجعة إلى الله، لو تتبعنا الآيات القرآنية نعلم أن المؤمن لا يخاف، فاللهم ارحمنا إذا فارقنا النعيم، اللهم ارحمنا إذا التفت الساق بالساق، اللهم ارحمنا إذا تركت الأقلام والأوراق، اللهم ارحمنا يوم لا ينفع مال ولا عيال'.
يذكر أن انتقلت الدكتورة عبلة الكحلاوي إلى أكثر من موقع في مجال التدريس الجامعى، منها كلية التربية للبنات في الرياض وكلية البنات في جامعة الأزهرفي عام 1979 تولت رئاسة قسم الشريعة فى كلية التربية فى مكة المكرمة.
واعتادت على إلقاء دروس يومية صلاة المغرب للسيدات بجوار الكعبة المشرفة، وقد استمرت هذه الدروس منذ عام 1987 إلى 1989 كانت تستقبل خلاله مسلمات من سائر أنحاء العالم، وبعد عودتها إلى القاهرة بدأت فى إلقاء دروس يومية للسيدات فى مسجد والدها محمد الكحلاوى فى البساتين وركزت فى محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام بجانب شرح النصوص الدينية والإجابة عن التساؤلات الفقهية.
وكشف الدكتور محمد الكحلاوي شقيق الدكتور عبلة الكحلاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية للبنات بورسعيد السابقة، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' عن آخر اللحظات في حياتها، موضحا أن عضلة القلب توقفت تماما وحاول الأطباء أن ينقذوها ولكن نفذ أمر الله دون أن يساعدها أحد أو يمتنع عن قضائه.