تحدث الناقد الفني والسيناريست سمير الجمل عن الفنان الكبير سمير غانم بعد وفاته أمس الجمعة، عقب صراع مع المرض عن عمر يناهز 84 عاما.
وقال سمير الجمل في تصريح خاص لـ'أهل مصر': 'بداية سمير غانم مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح جعلته يعتاد على الجمهور، وفي بداية الفرقة كانت تقدم الفقرات في الحفلات وكانوا يقفون أمام الجمهور ويقدمون الاسكتشات الغنائية، فهذا الأمر يعوّد الممثل على أن يكون ذهنه حاضرا أمام الجمهور وعندما شرعوا بعد ذلك في تقديم مسرح كانت الأمور بالنسبة لهم سهلة'.
وأضاف: 'الثلاثي الضيف أحمد وجورج سيدهم وسمير غانم استفادوا من خبرات بعضهم وتميزوا في أنهم يقدموا أي شئ بمنتهى البساطة وقدموا الضحك للضحك، والثلاثي لم يقدموا أي فيلم لهم كبطولة لكنهم كانوا جزء مع البطل وكانت لديهم قدرة على خطف الأضواء من الأبطال، وتسببوا في نجاح أفلام كانت بها أسماء كبيرة مثل سعاد حسني وحسن يوسف وفريد شوقي وغيرهم'.
وتابع سمير الجمل: 'كانوا يخطفوا الأنظار لأن المشاهد التي كانت تكتب لهم كانت درامية، كما أن الأغاني والاستكشات التي قدموها في هذه الأعمال كانت مميزة ولاتزال حية حتى اليوم، بعد ذلك عمل جورج سيدهم وسمير معا بعد وفاة الضيف أحمد ثم انفصلا أيضا وعمل كل واحد منهما بمفرده'.
وأكمل: 'ويعتبر سمير غانم في المسرح بعد عبد المنعم مدبولي أستاذ الارتجال، ومسرحية موسيقى الحي الشرقي نقطة تحول في حياته لأنه كان ينوع بين المواقف المكتوبة والارتجالية بتميز شديد وهذا الأمر لا يستطيع أحد فعله إلا إذا كان متمكن، وفي السينما المخرجين كانوا يتركوا له الحرية في الارتجال'.
وواصل حديثه: 'هناك فيلم عملت فيه معه لكني لم أكتب اسمي عليه، بطولة سمير غانم ودلال عبد العزيز ويونس شلبي وهالة صدقي فطلبوا مني أن أقوي دور دلال عبد العزيز أكثر كي تستطيع أن تجاري يونس شلبي ولا يخطف الأضواء منها، حيث كانت تجسد في الفيلم شخصية زوجته، وطلب مني سمير غانم تقوية دور دلال عبد العزيز وقالي لي ملكش دعوة بدوري أنا هعرف أسد مع الناس دي، وبالفعل عدلت دورها مرة أخرى وأنا تقربت من سمير غانم من خلال دلال عبد العزيز بعد عملنا سويا في لصوص خمس نجوم وكان سيحدث بيننا مشاريع فنية لكنها لم تكتمل'.
واختتم: 'وسمير غانم كان يتميز بالاحتراف وكان يستطيع أن يعمل بدون نص، و لديه القدرة الكبيرة على الارتجال فمجرد معرفة ماذا تقول الشخصية كان يستطيع أن يفعل أي شئ بعد ذالك، وكان يفعل ذلك بمنتهى البساطة ولا يفرق معه دور أول أو ثاني، لذلك أعمال قليلة قدم فيها البطولة المطلقة، وكان لديه ثقة كبيرة في نفسه فمن الممكن أن يظهر في مشهدين ويكون مؤثر وكان إنسان مثقف ولديه وعي بما يقوم به وليس مجرد الضحك فقط'.