تحل ذكرى وفاة نجيب الريحاني الـ 72 الذي رحل عن عالمنا في 8 يونيو 1949 عن عمر ناهز 60 عامًا بعد تدهور حالته الصحية بمرض التيفود. ليكون رحيله بمثابة صدمة لكل محبيه حتى رثاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
رثاء السادات للراحل نجيب الريحاني
وقال الرئيس محمد أنور السادات في رثاءه للفنان الراحل نجيب الريحاني: 'إذا كان لي أن أقف اليوم لأتحدث إليكم من فوق هذا المنبر عن رجل عبقري من عباقرتنا فإنما أقف لأسجل لنجيب الريحاني ولمسرح نجيب الريحاني رسالة خالدة أدوها في سبيل الحرية وفي سبيل مكافحة الذل وفي سبيل تقويم الطغيان، أنه منذ سنة 19 ونجيب الريحاني، يكافح في أروع ما يكون الكفاح كانت الأفواه مكممة وكانت الحريات معطلة وكان الإنجليز يطاردون كل من يهتف بمصر ولكن الريحاني سخر من كل هذا من الانجليز والاستعمار وكل تلك المظالم بأعلى صوته من فوق هذا المنبر وظلت رسالته منذ ذلك التاريخ تتوالى في هجوم ساخر لاذع على كل الأوضاع العتيقة البالية'.
وتابع: 'هاجم النواب الذين يستغلون وظيفتهم هاجم الحكام الذين لا يعنيهم من أمر الحكم إلا مصالحهم الشخصية، وأخيرًا هاجم الطاغية أشد ما يكون الهجوم ومع ذلك نال احترام الطاغية، إذا كان لي أن أتحدث عن تلك الشخصية الفذة فقد لا أستطيع أن أوفي الريحاني حقه منذ أن بدأ يؤدي رسالته على هذا المنبر ويوم أن كان هذا الفن يعتبر دخيلًا وطالما قاومه، ولكن الريحاني صبر وصمد ولكن الكثيرين لا يعلمون ما كان في شخصية الريحاني من عناد وإصرار إلى هدفه أوصله على أن يعترف به وبفنه الجميع ثم عاد يهاجم تلك التقاليد التي هاجمته في يوم من الأيام بمرارة وسخرية ومع ذلك كان الجميع يؤمنون بفن الريحاني وشخصيته وفلسفته'.
وأضاف: 'أخذت ما أنتجته لنا هذه الشخصية الفذة هذا المسرح أو هذه المدرسة هذا المعهد الذي يؤدي رسالة منذ بدأت سنة 19 هي رسالة الحرية، ورسالة الأحرار لازالت هذه الرسالة ستقوم على أكتاف أناس طبعوا بما كان في شخصية الريحاني من قوة ومن إخلاص وحرية، ولازال زميلة وصفيه بديع يقوموا على هذه الرسالة ونحن من جانبنا ندعو الله سبحانة وتعالى أن تتابع هذه الرسالة في سبيل الحرية الأحرار، وفي سبيل تقويم كل المبادئ التي تقوم عليها نهضتنا الحديثة نحو مستقبل كريم ونحو حرية شاملة لجميع المواطنين لا فرق فيها بين حاكم ومحكموم وإنما تقوم فيها العلاقة على تساوي المسئوليات وعلى اعتراف الجميع بالوطن والوطن وحده'.
ذكرى رحيل نجيب الريحاني
جاء هذا الرثاء في حفل تأبين الراحل نجيب الريحاني، حيث أن الرئيس الراحل أنور السادات حرص على حضورالحفل تأبين الفنان الراحل وأقيم وقتها في مسرح الريحاني، وكان وقتها برتبة بكباشي، وصعد على المسرح ليلقي كلمة رثى فيها الريحاني.