كريمة منصور، موهبة فنية كبيرة، اكتشفها المخرج الكبير تامر محسن، خلال السباق الرمضاني الماضي، في مسلسله "لعبة نيوتن"، من خلال شخصية والدة "مؤنس" الحقيقية، لتلفت الأنظار إليها بحضورها الرمميز، وتسليطها الضوء على الرقص المعاصر، الذي لا يعلم عنه أحد الكثير.
وخلال السطور التالية تحاور "أهل مصر" الفنانة كريمة عوض، لكشف تفاصيل المسلسل وكواليسه، بجانب حديث مهم معها عن الرقص المعاصر:
بدايةً.. كيف جاء ترشيحك للدور؟
شاهد المخرج تامر محسن لي أكثر من عرض في الرقص المعاصر، وتحدث معي عن الشخصية وخلفيتها عن الرقص المعاصر، فسعدت جدًا بها، ورأيت فيها مغامرة، ولكن مغامرة جيدة، خصوصًا مع مخرج كبير، فوافقت عليها.
كما أن دوري في المسلسل كان محوري وله عمق متصل بالشخصيات كلها، وسعيدة جدًا لأنني وصلت إلى الجمهور في النهاية، واستطعت توصيل الرسالة من دوري جيدًا.
وكيف كانت استعداداتك للشخصية؟
حرصت في البداية على فهم الشخصية وأبعادها، وعلاقتها بالشخصيات الأخرى، وخصوصًا زوجها الذي لم تراه أو تتعامل معه، ولكنها تحكي عن أمور كانت تحدث بينهما، مشيرة إلى أن كل هذه عوامل حرصت العمل عليها حتى تستطيع تقديم الشخصية، وتظهر بشكلها الذي ظهرت به في النهاية.
خفت في البداية، وتحدثت مع المخرج تامر محسن في هذا الأمر، وترددت كثيرًا، ولكن في النهاية اقتنعت بأن الممثل لا بد وأن يقدم كل الشخصيات بمختلف الأعمار، فقد يكون تحدي له في بعض الأوقات.
وكيف رأيتي القضايا التي ناقشها المسلسل؟
جميع القضايا التي ناقشها المسلسل مثل: حلم الجنسية الأمريكية، والطلاق الشفوي، والاغتصاب الزوجي، مهمة جدًا و ولم تناقش كثيرًا قبل ذلك، كما أنها تشير إلى الأفكار التي نورثها أحيانًا لأطفالنا بالخطأ وتسببها في دمارهم من الداخل مع مرور الوقت، وهو شيء مهم أيضًا يجب الحذر منه.
وماذا عن معاكسات سيد رجب لكِ في المسلسل؟
المعاكسات التي قالها الفنان سيد رجب في المسلسل كانت لطيفة جِدًّا لأنه هو من قالها على طريقته، فإذا قالها شخص آخر كانت من الممكن أن تمر مرور الكرام، ولا يهتم بها أحد.
إذا أردنا أن نعرف مسيرة كريمة منصور في سطور فماذا تقولين؟
أنا ليست غريبة عن الفن، فبدأت علاقتي به من خلال الرقص في طفولتي، واستمريت به حتى التحقت بمعهد السينما وتخرجت منه، ثم سافرت وأخذت ماچستير في الرقص، وعدت إلى مصر كمدربة، وتوليت بعد ذلك تدريب أحد الفرق لمدة سنة، ثم عملت كمدرس مساعد في معهد الباليه لمدة سنتين.
درست بعد ذلك رقص في الجامعة الأمريكية، حتى عام 2011، ثم أسست مركز القاهرة للرقص المعاصر، بدعم من الدكتور عماد المغازي وزير الثقافة الأسبق، وخرجت دفعتين الأولى ٢٠١٥، والثانية ٢٠١٩، و٩٥٪ من الذين يعملون في هذا المجال، تخرجوا من المركز من بينهم الفنان أحمد مالك، ولذلك أنا فخورة جدًا بهذا المشروع؛ لأنه مشروع مصري للشباب والفنانين الموهوبين.
وظهرت في أكثر من عمل، مثل "سابع جار"، وقدمت فيلمًا مع أحمج مالك وسلمى أبو ضيف، اسمه "ضرب الهشيم"، بجانب المثير من المشروعات المستقلة، حتى وصلت إلى "لعبة نيوتن" الذي يمثل لي خطوة بعيدة ومهمة.
ماذا عن فن الرقص المعاصر؟ ولماذا لا يعلم أحد عنه الكثير؟
منذ عودتي من الخارج وإنشائي المركز الخاص بالرقص المعاصر، وهناك فرق شاسع، فكما قولت تم تخريج دفعتين لعدد من الشباب الموهوبين، وهو فن مهم جدًا، ولكن لأنه لا يسلط عليه الضوء ويشاهد فقط بالمسرح، بأيام ومواعيد محددة، يجعله لا يصل إلى عدد كبير من الجمهور، متمنية أن يأخذ مساحة كبيرة سواء في السينما أو الدراما من خلال أعمال غنائية وراقصة خلال الفترة المقبلة، مثل التي كانت تقدم قديمًا فيلم "غرام في الكرنك".
وما هو الحل لإظهار هذا الفن للجمهور؟
أن يكون هناك دعم له، فأنا أناشد المعنيين بأنه يجب أن يكون هناك دعم لمجال الرقص المعاصر وأعماله، وتسهيل ذهاب الجمهور للمسرح بجانب الدعم الجيد لخريجي هذا المجال كبار وصغار والأعمال الفنية المستقلة مما يحقق التنوع وتسليط الضوء على مثل هذه الأعمال في السينما والدراما حتى ولو بمشاهد صغيرة.
من المقصر اتجاه هذا الفن؟
التقصير لا يأتي من جهة معينة، ولكنه يأتي من الجميع سواء شركات إنتاج، أو مؤلفين، أو حتى مخرجين، فهم لا يتطرقون لمثل هذا النوع من الفن، على الرغم من أهميته ومن الممكن من خلاله رسم حكايات مهمة.
إذا عرض عليكِ عمل عن الرقص المعاصر تخوضيه؟
بالتأكيد، فأنا أمثل وأرقص، وهذا حلم من أحلامي.