منتج كاسيت ومؤلف أغاني ومخرج، وصاحب شركة 'فري ميوزك'، إنه نصر محروس صانع النجوم الذي يحلم أي صوت جديد بالعمل معه، وعلى الرغم من أنه كان صاحب الفضل في أن يضع الكثير من الفنانين الكبار أقدامهم على السلمة الأولى نحو النجومية، إلا أن اسمه أصبح يأتي مع كونه أكبر محتكر للنجوم في الوسط الفني؛ فعانى من اضهاده الكثير من الفنانين، أبرزهم: بهاء سلطان، ومن بعده محمد محيي، وخالد عجاج، وإيمان البحر درويش، وأيضًا الشاعر الغنائي عنتر هلال، وسومة، وآخرهم الفنان دياب، والذي خرج مؤخرًا وكشف عن معاناته بسببه، في حين أن الكينج محمد منير، ومحمد فؤاد، وأنغام، وشيرين عبد الوهاب، وتامر حسني، استطاعوا أن يفلتوا من قبضته.
ونقدم في السطور التالية، حكايات نصر محروس وشركته 'فري ميوزك' مع هؤلاء الفنانين، والتي سنبدأها بالفنانة شيرين عبد الوهاب، التي وصل بها الأمر إلى دخولها أحد المستشفيات للعلاج من صدمة عصبية بسبب تعسفه معها.
لقاء شيرين بنصر محروس وإثبات الفتاة بنت الحارة الشعبية موهبتها
بدأت القصة في أحد ليالي عام 1999، عندما قرر الملحن الكبير صلاح الشرنوبي أن يأخذ فنانة يراها صاعدة من يدها ويذهب بها إلى المنتج نصر محروس، ولكنه وقتها لم يعرها أي اهتمام خصوصًا وأنه وقتها كان لديه الفنانة أنغام، وهدى عمار، وبعدها بعامين جاءته مكالمة هاتفية من الشاعر مصطفى مرسي، ليتذكرا مع بعضهما هذه الفتاة والتي كانت شيرين عبد الوهاب.
وقرر محروس، التواصل مع شيرين؛ لتشعر بأنها جائها الملهم الذي أرسله الله إليها ليصعد بها إلى سلم النجومية، فقدمها مع الفنان محمد محيي من خلال دويتو في أغنية 'بحبك'، وحققا نجاحًا كبيرًا، ثم جمعها بالفنان تامر حسني في ألبومًا غنائيًا بعنوان 'فري ميكس 3' في عام 2002، سحقا به الجميع في سوق الغناء.
وتأكد نصر محروس في هذه اللحظة أن البنت الصغيرة القادمة من أحد الأحياء الشعبية، قادرة على خطفها للأضواء من الجميع، سواء القادمات من لبنان وقتها، أو الراسخات في القاهرة من مصريات وعرب، فأنتج لها أول ألبوم غنائي لها بمفردها، وهو 'جرح تاني' وطرحه عام 2003، لتحقق له نجاحًا كبيرًا لم يكن يحلم به، وفي المقابل لم تجد هذه الفتاة ما وعدت به في أول لقاء جمعها بملهمها وحلمت به.
وعود نصر محروس الكاذبة
وتلقت شيرين عبد الوهاب التي كانت وقتها فتاة تحلم بالشهرة والنجومية، وعودًا كثيرة من المنتج نصر محروس، أبرزها: 'يوني فورم'، لفرقتها كاملة، ومصور خاص، وماكيير، ومهندس صوت، وأجهزة تصاحبها، وشقة تمليك، حتى تتخلص من الضغوط التي كانت تتعرض لها من قبل أصحاب الشقة التي حصلت عليها بالإيجار الجديد، وعندما كانت تطالبه بكل ذلك كان يتهرب من ويماطل، حتى شعرت شيرين بأنها ضحك عليها فانهارت ودخلت أحد المستشفيات بمصر الجديدة لمعاناتها ببدايات انهيار عصبي.
لم يكلف نصر محروس أن يتصل بنجمته التي حققت له الملايين؛ للاطمئنان على حالتها الصحية، في حين أن الجميع اتصل بها من منتجين وفنانين، لتخرج بعدها من المستشفى وتبدأ في البحث عن شقة للإيجار أخرى، وترفض سفرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إحياء 15 حفلة، وقالت وقتها: 'عيب أغني في أمريكا في ظل هذه الظروف التي يموت فيها أطفال العراق على أيديهم'.
عقد الاحتكار وعقوبات نصر محروس للمطربين
وعند احتفالها بنجاح ألبومها الأول، وفيلمها 'ميدو مشاكل'، واستعدادها للسفر إلى دبي، لإحيائها حفلًا غنائيًا، وقبل أن تصعد سلم الطائرة وجدت اتصالًا هاتفيًا من المنتج نصر محروس، ليطلب منها التوقيع على ملحق لعقده معها، وكان العقد الأصلي مليئًا بالشروط المجحفة ولكنها لم تكن تكفي من وجهة نظره، لتكتشف بأنها تقر وتلتزم بعدم التعاقد أو الاتفاق مع الغير على أداء أية أغنيات بغرض تسجيلها أو عرضها على مختلف الوسائل المسموعة أو المرئية الموجودة بغرض دعائي أو تجاري وبالأخص يمنع شرائط الكاسيت أو الكليبات أو البرامج والإعلانات أو الأسطوانات والهاتف والإنترنت والسينما والمسرح والمسلسلات، وشرط جزائي مليون ونصف جنيه، وذلك لمدة 10 سنوات، تتقاضى فيهم 575 ألف جنيه فقط.
ألبوم 2005 وما بعده
في عام 2005 طرحت الفنانة شيرين عبد الوهاب ألبومها الغنائي الثاني مع شركة نصر محروس وهو 'لازم أعيش'، ليبدأ نجمها يتصاعد بشكل كبير في سوق الغناء، في حين أنها لم تجد مقابل لذلك، وبعد الكثير من الخلافات والهروب والتماطل من قبل صاحب شركة 'فري ميوزك' تكتشف شيرين حجم الكارثة التي بداخلها، وظلت تنتظر من ينقذها من أيدي نصر محروس، ومن الشرط الجزائي الكبير، فتقرر بدورها عدم العمل مع نصر محروس إلا على جثتها، مع صيحاتها بـ'حسبي الله ونعم الوكيل فيه'.
شركة روتانا تنقذ شيرين عبد الوهاب من أيدي نصر محروس
خرجت شركة روتانا السعودية في عام 2005، وقررت أن تنقذ شيرين عبد الوهاب من أيدي نصر محروس، منتج البوماتها ومحتكر صوتها الغنائي وتضمها إليها، معلنة عن إبداءها استعدادها لدفع الشرط الجزائي الذي يتضمنه عقد فري ميوزيك مع شيرين، وبعد أن أغلقت كل الأبواب ووصلت بين شيرين ونصر إلى ساحات القضاء، وافق الأخير عن التخلي عن نجمة شركته شيرين في عام 2007 لصالح روتانا التي ساهمت في أن يصبح اسم شيرين عبد الوهاب واحد من أهم أسماء المطربات في مصر والعالم العربي.