فنانة من جيل التليفزيون وزمن الكبار، تتسم بالنضارة والشباب الدائم، الالتزام والاحترام، الحضور والقبول، الاختيار قبل الانتشار، لم تستطع الأيام أن تنال منها، بل زادتها جمالًا، وعلى الرغم من بدايتها السينمائية إلا أنها صنعت اسمها في التليفزيون، الذي مثل لها قلعتها الحصينة التي تحميها من أزمات السينما ومحسوبياتها، وقدمت من خلاله عددا كبيرا من الأعمال التي ناقشت قضايا عن الأسرة المصرية، ومشاكل أبنائها، والنموزج المثالي للمرأة المصرية المثقفة، فهي الفنانة الكبيرة ليلى طاهر، التي أعلنت أمس خبر اعتزالها الفن نهائيًا دون رجعة.
اعتزال الفنانة ليلى طاهر التمثيل
وعبر الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم من خبر إعلان الفنانة ليلى طاهر اعتزالها التمثيل، بعد مسيرة فنية طويلة، مليئة بالأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية.
أدوار تليق بتاريخ ليلى طاهر
اعتزال ليلى طاهر، جاء بعد 8 سنوات عجاف، توقفت فيها عن مشاركتها في أي عمل سواء للسينما أو التليفزيون أو المسرح، ظلت خلالها تناشد صناع الفن على تقديمهم أعمال وقضايا مهمة، ورغبتها في تقديم أدوار تليق بها وبتاريخها الكبير، وخصوصًا صناع الدراما، فكانت تريد أن تشارك في أعمال ذات مضمون هادف، تناقش قضايا أساسية في المجتمع، خاصةً وأن السينما تحولت إلى شريط فيديو يشاهده الناس وهم في بيوتهم من خلال القنوات التليفزيونية 'حسب تصريحات لها'.
موضوعات تصلح للنجوم الكبار
ورأت ليلى طاهر أنها لا تنطبق عليها مقولة أن الفنان عندما يتقدم في العمر يتجاهله القائمون على الصناعة والأعمال الفنية؛ لأنها دائمًا لا تقدم سوى الأدوار التي تناسبها ولا تبحث عن الكم، ولكنها تعتقد أن سبب هذه المقولة يرجع إلى سيطرة المنتج التاجر على الأعمال الفنية الذي يبحث دائمًا عن الإيرادات دون الاهتمام بالنواحي الفنية، لافتة إلى أن حل الأمر عندما يكون المنتج نفسه فنانًا فسيختلف الأمر لأنه سيكون أقدر على توظيف كل فنان في دور الذي يناسبه مما سيشجع المؤلفين والكتاب على تقديم موضوعات تصلح للنجوم الكبار، خصوصًا وأنهم مقصرين أيضًا.
ليلى طاهر ومشكلتها مع السينما
على الرغم من أن أعمالها في السينما ليست كثيرة، إلا أنها ظلت ترفض مشاركتها في أي عمل سينمائي، وتضع شرطها الأول هو أن يكون دورها رئيسيًا ومحوريًا خلال الأحداث، موضحة أنها لا تشترط مساحته، ولكن يجب أن يكون مؤثرًا في الأحداث حفاظًا على تاريخها الفني، مؤكدة على أنها لا تهتم بكم الأعمال التي تقدمها ولكن ما يهمها هو تقديم فن راقي يسهم في تنمية الذوق العام للمجتمع.
علاقة ليلى طاهر بالتليفزيون
ارتبطت 'عرافة ألف ليلة وليلة'، ارتباطًا وثيقًا بالتليفزيون، وابتعدت عن السينما، على غرار الكثيرين من أبناء جيلها، واستطاعت تقديم مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة التي حققت لها الشهرة والنجومية، وخصوصًا أعمالها مع الفنان الراحل 'حسن عابدين'، و'عائلة شلش'، و'ألف ليلة وليلة'، و'حلقات عمو فؤاد'، كلها علامات في تاريخها الفني الكبير.
ورأت الفنانة الكبيرة أن التليفزيون استطاع أن يعوض الكثير من الفنانين والفنانات عن غياب السينما والمسرح؛ لاستطاعتهم أن يجدوا من خلاله العمل أو الشخصية التي تناسبهم، بجانب عدم اهتمامه بالشباك، ووضعه في الاعتبار القيمة الفنية، مؤكدة على أنه هوالوحيد الذي يحفظ للفنان مكانته على عكس السينما والمسرح، 'حسب تصريحات صحفية لها'، وهو ما ترد به على قلة أعمالها وغيرها من فناني جيلها في السينما، معبرة عن اسيتائها من النجمات الحاليات مشيرة إلى ن الممثلة في التليفزيون أصبحت موضة فإذا نجحت في دور معين تكرره في جميع أدوارها بعد ذلك.
سر نضارة ورشاقة ليلى طاهر
وحول سر نضارتها ورشاقتها، تؤمن الجميلة ليلى طاهر، بأن الإعتدال دائمًا في كل شئ سر كبير في احتفاظها برشاقتها وجمالها، مشيرة إلى أنها تنام جيدًا ولمدة لا تقل عن 7 ساعات يوميًا، وتتجنب السهر إلا في أضيق الحدود، ولا تسرف في وضع المكياج لأنه مواد كيميائية تضر البشرة وتستعمله في عملها فقط، وتحرص على تعريض وشها للهواء والشمس، وتهتم بوجبتين فقط في اليوم، وخصوصًا وجبة الفطار، وتبتعد عن النشويات والدهون، وأكل كل شئ بكميات صغيرة، بجانب ممارسة الرياضة ولو لمدة 5 دقائق يوميًا.
ملخص مشوار ليلى طاهر في الفن
قدمت ليلى طاهر في مشوارها الفني أكثر من 268 عملًا بين السينما والمسرح والتليفزيون، بدأت العمل كمذيعة في التلفزيون المصري واشتهرت في ستينيات القرن العشرين بتقديمها برنامج 'مجلة التلفزيون' باﻹضافة إلى تقديمها لمجموعة من برامج المنوعات، لكنها كانت تفضل التمثيل، واتجهت للعمل في مجال السينما.
من أبرز أعمالها السينمائية: 'أبو حديد، زمان يا حب، قطة على نار، الأيدي الناعمة، القاهرة في الليل'، كما شاركت كذلك في العديد من المسلسلات التلفزيونية والتي تنوعت بين المسلسلات الدينية والاجتماعية والكوميدية منها: 'القضاء في الإسلام، لا إله إلا الله، بوابة الحلواني، فوازير عمو فؤاد، عائلة الأستاذ شلش، ألف ليلة وليلة'، كما شاركت في العديد من المسرحيات أبرزها: 'ضحك ولعب ومزيكا، والسنيورة تكسب، وقناع السعادة، وزيارة بلا موعد، وربع دستة اشرار'، وكانت آخر أعمال سيت كوم 'الباب في الباب' بأجزائه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
