بين النجاح والإحباط.. عاش فريق عمل الفيلم الأردني أميرة حالة من التخبط في المشاعر في وقت قصير، بين السعادة العارمة من ردود الأفعال الإيجابية عليه والجوائز التي حصل عليها حتى وصوله لآن ترشحه دولة الأردن حتى يمثلها في حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى أن وصلنا للمحطة التي فاجأنا بها المخرج محمد دياب وهي 'وقف فيلم أميرة'، لاتهامه بالإساءة للاسرى الفلسطينيين.
بداية عرض فيلم أميرة
عُرض فيلم أميرة بطولة النجمة صبا مبارك وتارا عبود وإخراج محمد دياب بمهرجان فينيسيا لأول مرة في سبتمبر الماضي، وذاع صيته عقب عرضه في مهرجان الجونة السينمائي بدورته الخامسة ولاقى اشادة من الجمهور الذي تفاعل معه ثم مهرجان قرطاج السينمائي.
تنويه خاص لفيلم أميرة من مهرجان قرطاج
حصل فيلم أميرة للمخرج محمد دياب على تنويه خاص من لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ضمن فعاليات الدورة الماضية الـ32 من أيام قرطاج السينمائية في تونس، ونافس فيلم أميرة في مسابقته الرسمية.
ترشيح فيلم أميرة للأوسكار
أوصت لجنة مستقلة تتألف من خبراء مهنيين باختيار فيلم أميرة لتمثيل الأردن في سباق الأوسكار، وهو إنتاج مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين والإمارات والسعودية، وتم تصويره بالكامل في الأردن، وإخراج المصري محمد دياب عضو أكاديمية فنون وعلوم السينما، وجاء في بيان اللجنة: 'يغوص فيلم أميرة بقوة في قضية الهوية والإنسانية من خلال عيون فتاة تبحث عن نفسها. أسلوب محمد دياب البارع في صناعة الفيلم يشد المشاهد من خلال دقة تفاصيل الصراع الداخلي الذي يجسده الممثلون بجمالية وخاصة تارا عبود وصبا مبارك وعلي سليمان. إنها جرأة عظيمة في صناعة الأفلام بأبهى حالاته'.
جوائز ومشاركات فيلم أميرة
فاز فيلم أميرة بجائزة لانتيرنا ماجيكا من جمعية تشينيتشيركولي الوطنية الاجتماعية الثقافية للشباب (CGS)، جائزة إنريكو فولتشينيوني من المجلس الدولي للسينما والتليفزيون والإعلام السمعي البصري مع منظمة يونسكو، وجائزة إنترفيلم لتعزيز الحوار بين الأديان. وفي مهرجان مهرجان أيام قرطاج السينمائية الفيلم تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
كما شارك فيلم أميرة في مهرجانات شيكاغو، مونبلييه الدولي لسينما البحر المتوسط (سينيميد)، والجونة السينمائي .
منع عرض فيلم أميرة
فوجئ الجمهور العربي بقرار وقف عرض فيلم أميرة، وذلك عقب اتهامه بأنه يسيء للأسرى الفلسطينيين. وجاء قرار وقف عرض الفيلم استجابة لحملة إلكترونية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي طالبت الأردن بمنع الفيلم وتداوله، وسط تنديد فلسطيني به، رغم مشاركة الأردن في إنتاجه وتصويره على أراضيها وترشيحها له لتمثيلها في الأوسكار، إلى جانب بطولة عدد من الممثلين الأردنيين له وفي مقدمتهم صبا مبارك وتارا عبود.
وأصدر المخرج محمد دياب بيان بخصوص فيلم أميرة، وقال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك': 'منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر ٢٠٢١ في مهرجان فينيسيا والذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجان الجونة وقرطاج وشاهده آلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي، كان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني وينتقد الاحتلال بوضوح، كان من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية ولهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، في الفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف، كل الأطفال تم التأكد من نسبهم، طرق التهريب تظل غامضة'.
وتابع: 'لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء تهريب النطف في ٢٠١٢، الفيلم يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينيين'.
وأضاف: 'اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء يطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الإنسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر، والفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، البطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز للقضية العادلة، والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح في الجريمة التي يتناولها الفيلم، الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص ويرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم'.
واستكمل حديثه: 'الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية ولهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونقلها للعالم و دافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية ومسؤولية مخرجه، أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نفهمه ولكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً أو اجتزائاً'.
واختتم المخرج محمد دياب، حديثه وقال: 'أخيراً فإن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم، نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته، نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية'.
ريفيو "أهل مصر" عن فيلم أميرة
قصة فتاة مراهقة تدعى أميرة والتي تجسد دورها الفنانة الأردنية تارا عبود، تكتشف أن والدها 'نوار' المعتقل التي تزوره برفقة والدتها والتي جسدت دورها الفنانة صبا مبارك. بأنه عقيم لتنقلب حياة الفتاة ووالدتها رأسًا على عقب. فكيف لوالدتها التي أجرت عملية التلقيح المجهري بالسائل المنوي الذي أرسله لها زوجها وعلى آثره أنجبت أميرة بأن يكون عقيمًا؟
اكتشفت الفتاة أميرة عقب بحث طويل بأن أحد ضباط الاحتلال هو من بدل نُطفة والدها بنُطفته الخاصة لتكون الصدمة الكبرى بأنها ابنة ضابط اسرائيلي دون علمها أو علم والدتها. وتقرر بأن تنتقم وتقتله حتى ترى معاملة والدها الحقيقي لابنته فتقرر أن تعفو عنه وتترك فلسطين مثلما نصحها 'نوار'. وأثناء هروبها وفي جيبها صورة الأب الحقيقي الاسرائيلي تهاجمها قوات الاحتلال وتُستشهد 'أميرة' على يدهم يستدعوا هذا الضابط الذي وجدوا صورته داخل جيبها. وهنا يبكي الإسرائيلي الذي تسبب في وفاة ابنته.
فيلم استطاع بسلاسة أن يخلق حالة من الشجن لغالبية الجمهور الذي شاهده، حيث أنه وسع فكرهم عن القضايا الفلسطينيية المعتادة وكشف الستار عن قضية لم تُناقش من قبل. فيلم أبكى الجمهور وحزنوا عند قرار وقفه!
طاقم عمل فيلم أميرة
يضم فريق عمل فيلم أميرة عدد كبير من النجوم العرب، في مقدمتهم صبا مبارك وعلي سليمان، والممثلة الشابة تارا عبود التي يقدمها الفيلم لأول مرة سينمائياً في دور أميرة، مع قيس ناشف ووليد زعيتر. وهو من مونتاج أحمد حافظ الذي سبق له التعاون مع دياب في فيلم اشتباك، ومن تأليف الثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب.