في ذكرى رحيل صلاح چاهين الـ 36.. تميزت أشعاره بالبساطة والتعبير عن أوجاع الغلابة

صلاح جاهين
صلاح جاهين

يحل اليوم الذكرى الـ 36 لرحيل الشاعر العبقري صلاح چاهين،الذي دخل قلوب الجمهور من أوسع أبواب البساطة والاتساق مع الواقع والتعبير عن أوجاع الغلابة، محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، ولد في شارع جميل باشا في شبرا، كان والده المستشار بهجت حلمي، يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة، درس چاهين، الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق.

'ياللي عرفت الحب يوم وانطوى حسك تقول مشتاق لنبع الهوى حسك تقول مشتاق لنبع الغرام دا الحب مين داق منه قطره ارتوى وعجبي'.

تزوج صلاح چاهين مرتين، زوجته الأولى الرسامة سوسن محمد زكي، عام 1955 وأنجب منها أمينة چاهين وابنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة منى جان قطان، عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية چاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.

تمتع صلاح چاهين، بمواهب عدة مثل كتابة الشعر والرسم والتمثيل أيضًا، فهو كان بمثابة فنان شامل، في بداياته لم يكن قادرًا على إختيار أي موهبة ليكرس لها وقته ومجهوده، فقرر أن يترك نفسه لكل المواهب حتى يجد ذاته في واحدة منهم، درس الفنون الجميلة التي كانت سببًا في خوضه تجربة الرسم بشكل عشوائي حتى تحولت تلك التجربة إلى مرحلة هامة في حياته ويصبح رسام كاريكاتير عرفه كل المصريين بـ 'وعجبي' تاركًا بصمة واضحة في عالم الصحافة، وتظل رسوماته شاهدة على هموم المصريين وأحوالهم.

أبدع صلاح چاهين فى مجالات شتى، كتب الأغاني وغنى بعض كلماته، كتب سيناريو الأفلام، وعمل چاهين محررًا فى عدد من المجلات والصحف، ورسم الكاريكاتير فى مجلة روز اليوسف، وصباح الخير ثم انتقل إلى جريدة الأهرام، وقبل أن يعمل في الأهرام كان چاهين يكتب الشعر العامي حتى قام الضباط الأحرار بنزع فتيل ثورة 23 يوليو 1952 التي كانت مصدر إلهام لـ چاهين و قام بتخليد جمال عبد الناصر، فعليًا بأعماله حيث سطر عشرات الأغاني.

ولكن هزيمة 5 يونيو 1967م خاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة أدت إلى إصابته بالإكتئاب، وكانت النكسة الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات التي لحنها سيد مكاوي، وغناها على الحجار، وقدمت الرباعيات أطروحات سياسية تحاول كشف الخلل في مسيرة الضباط الأحرار والتي يعتبرها الكثير أقوى ما أنتجه فنان معاصر.

عُرف صلاح چاهين بـ 'شاعر الثورة وفيلسوف الفقراء'، ويقول في إشعاره: 'على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندي أحب وأجمل الاشياء'، هكذا هي مصر عند صلاح جاهين، الذي كانت ولادته متعثرة وتعرضت والدته للخطر، مما جعله يولد شديد الزرقة ودون صراخ حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتاً، ولكن صرخته كانت منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال، وتسببت تلك الولادة المتعثرة في عدم استقرار حالته المزاجية، كما أدت إلى إصابته بالحدة في التعبير عن المشاعر سواء كانت فرحًا أو حزنًا.

ألف أكثر ما يزيد على 161 قصيدة، منها قصيدة 'على اسم مصر' وأيضًا قصيدة 'تراب دخان' التى ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967، وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس فى مصر.

وكرمه الرئيس جمال عبدالناصر، فى 'عيد العلم' 1965، ومنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وكانت وفاة الرئيس عبد الناصر، هي السبب الرئيسي لحالة الحزن والإكتئاب التي أصابته وكذلك السيدة أم كلثوم حيث لازمهما شعور بالانكسار لأن عبدالناصر كان الملهم والبطل والرمز لكرامة مصر بعدها لم يستعيد جاهين تألقه وتوهجه الفني الشامل حتى توفي في 21 أبريل 1981 .

WhatsApp
Telegram