تحل اليوم الذكرى السابعة لرحيل الفنان الكبير نور الشريف، 'فليسوف الفن'، الذي ترك بصمة لأجيال لا تزال متعلقة بأدواره رغم الرحيل، رحل نور، عن عالمنا في مثل هذا اليوم 11 أغسطس 2015، تاركًا وراءه تاريخًا فنيًا كبيرًا في المسرح والدراما والسينما.
وقدم نور الشريف، ما يقرب من 250 عملًا فنيًا بين السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، وحقق نجاحًا كبيرًا من خلال أعماله التليفزيونية، ولعل أبرزها مسلسل 'لن أعيش في جلباب أبي'، والذي ما زال يستحوذ على اهتمام المشاهدين في كل مرة لعرضه لأنه يعمل على جمع العائلة المصرية وما زال أسم المعلم عبد الغفور البرعي وفاطمة كشري يتردد إلى الآن وقصة حبهما معًا.
الأعمال التلفزيونية
كما قدم عدد من الأعمال التلفزيونية من أبرزها (رجل الأقدار، عمرو بن العاص، الحرافيش، هارون الرشيد، عمر بن عبد العزيز، لن أعيش في جلباب أبى، الرجل الآخر، عائلة الحاج متولى، العطار والسبع بنات، حضرة المتهم أبى، الدالى، متخافوش، الرحايا)، بالإضافة إلى عدد من الأدوار المسرحية.
أعتمد نور الشريف على مناقشة أجرأ القضايا والملفات الاجتماعية والاقتصادية والدينية أيضًا في أعماله الفنية مثل( المصير، كتيبة الإعدام، الكرنك، عمارة يعقوبيان، سواق الأتوبيس، ليلة ساخنة، دائرة الانتقام، ناجي العلي، الحفيد، أولى ثانوي، حبيبي دائمًا، حدوتة مصرية، السكرية، قصر الشوق، العار، زمن حاتم زهران، أهل القمة، دم الغزال، دماء على الاسفلت، غريب في بيتي، مدرسة المشاغبين، ليلة البيبي دول، مسجون ترانزيت).
عمارة يعقوبيان
جسد الفنان الراحل نور الشريف، فى فيلم 'عمارة يعقوبيان' دورًا خاصًا جدًا وهو دور 'الحاج عزام' الرجل المزور والنائب النصاب المختبئ وراء عباءة الدين.
فهو رجل تجاوز الستين وبدأ منذ ثلاثين عامًا يذكره المسنون في شارع سليمان باشا وهو جالس على الأرض في ممر كافيه 'الأميركيين' بالجلباب والملابس الصعيدية، وأمامه صندوق خشبي صغير حيث بدأ بتلميع الأحذية للمارة.
ثم اختفى بعد ذلك أكثر من عشرين عامًا وظهر فجأة وقد حقق ثروة ضخمة وتحول ماسح الأحذية هذا إلى مليونير من تجارة المخدرات، ويطمح للدخول فى عالم السياسة من خلال مجلس الشعب ليستكمل مسيرة الوحل والفساد.
ليلة البيبي دول
وقدم نور الشريف، بـ أداءً استثنائيًا بفيلم 'ليلة البيبي دول' جسد دور الإرهابي عوضين الأسيوطي، الذي ينتظر وصول فوج سياحي أمريكي لتفجيره، انتقامًا مما حدث معه في سجن أبوغريب الأمريكي، هذا الفوج الذي يضم سارة شرودر اليهودية الأمريكية، التي تترأس مؤتمرًا للسلام الدولي للتواصل بين الشعوب.
مسجون ترانزيت
وقام نور الشريف، بأداء دور اللص المتسلل والقاضي المزور فى فيلم 'مسجون ترانزيت' مع الفنان أحمد عز وأدى دور 'اللواء شوقي' الذي يظهر بعد ذلك أنه حرامي يدعي عادل عرابي.
دم الغزال
و جسد نور الشريف شخصية 'جابر عميش' الرجل الذي يعيش على خداع الناس والنصب عليهم ويكون مصيره الموت في حادثة مروعة.
كما يجسد نور شخصية زير النساء الذي يمارس الرذيلة مع جراته ويسعي لممارستها مع شابة صغيرة، يأتي الفيلم من إخراج محمد ياسين، وتأليف وحيد حامد الذي قال أن الفيلم مأخوذ من قصة حقيقية من داخل إمبابة.
المصير
ومن ينسى تجسيد نور الشريف، لشخصية الفليسوف الشهير 'ابن رشد' فى فيلم 'المصير' للمخرج يوسف شاهين.
وتدور أحداث الفيلم في الأندلس في القرن الثاني عشر حول الفيلسوف 'ابن رشد' الذي كان قاضي قضاة قرطبة، واستطاع نور، أن يُصور الصراع الذي دار بين التوجه الفكري المتمثل بـ ابن رشد، الذي ينادي بالإجتهاد وبين التوجه الفكري المتمثل بالشيخ رياض، الذي يدعو إلى التمثل بالسلف، وينتهي هذا الصراع بإحراق كتب ابن رشد.
وبرغم حرق الكُتب يكشف الفيلم الحقيقة الأبدية بأن الأفكار لا يمكن ردعها أو محاربتها مثل الجيوش وذلك لأن للفكر أجنحة، وهو ما يظهر في نهاية الفيلم وهو أنه بالرغم من حرق كتب ابن رشد، في الأندلس إلا أن نسخًا منها حفظت في مصر.
جري الوحوش
وقدم نور الشريف، العبرة والعظة من خلال تجسيد شخصية 'سعيد أبو الدهب' الرجل العقيم الذي لا يرضى بحاله ولا يقتنع بقضاء الله وقدره وانجرف وراء هدفه في الإنجاب ناسيًا رحمة الله.
ويوضح الفيلم الصراع بين الدين والعلم، وضرورة تقبل الإنسان لقدره والرضا برزقه، وعلامات السعادة الثلاثة: المال، البنون، والصحة.
ناجي العلي
كما خلدت السينما المصرية رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي اغتاله شاب مجهول في أحد شوارع العاصمة البريطانية لندن عام 1987 وخلدت السينما قصة 'ناجي العلي' في فيلم حمل اسمه عام 1991، وأدى شخصيته الراحل نور الشريف، وأخرجه المخرج الراحل عاطف الطيب.
وبسبب هذا العمل دخل نور الشريف معارك شرسه مع كل الأطراف التي يمسها الفيلم من قريب أو من بعيد الحرب عليه، إذ والفيلم أثار حفيظة الأنظمة العربية التي لطالما هاجمها ناجي العلي، في رسوماته بضراوة.
ذلك وجسد نور الشريف شخصية تاجر المخدرات في 'العار'، والقاتل بـ فيلم 'الطاووس'، والشاب الثائر بفيلم 'الكرنك'، وأخيرًا جسد شخصية الملحد في فيلم 'الأخوة الأعداء' وأبهر بأدائه النُقاد بمصر ومختلف الدول العربية.
رحل الفنان نور الشريف، عن عالمنا في مثل هذا اليوم الخميس الموافق 11 أغسطس بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، تاركًا مسيرة فنية حافلة بالأعمال الهامة والبارزة في تاريخ السينما المصرية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
