في ذكرى رحيل موسى صبري.. علاقة وطيدة بالسادات ومعارك مع أهل الفن والأدب

موسى صبري
موسى صبري
كتب : ندي صدقي

يحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب والصحفي موسى صبرى، حيث رحل عن عالمنا في 8 يناير عام 1992، وهو صحفي ورئيس تحرير للكثير من الجرائد، وفي بداية حياته الصحفية اعتقل في عهد جمال عبد الناصر لمدة 9 أشهر بتهمة توزيع الكتاب الأسود الذي نشره مكرم عبيد في ذلك الوقت.

وألف صبرى العديد من الكتب والمقالات، وبسبب قربه من الرئيس الراحل أنور السادات، كانت له العديد من المقالات بلغ عددها 980 مقالة مابين 1970 و1981، ومن أبرز أعماله: ' السادات الحقيقة والأسطورة، دموع صاحبة الجلالة ، شيوعيون في كل مكان، مذكرات موسى صبرى 50 عاما فى قطار الصحافة '.

موسى صبري

موسى صبري

نشأته

ولد موسى صبري عام 1925، وهو من أبناء محافظة أسيوط ، حيث نشأ بها حتى حصل على التوجيهية ثم انتقل إلى القاهرة عام 1939 ليلتحق بكلية الحقوق، حيث كان يدرس القانون إلا أنه كان مهتما بالصحافة، وفي بداية حياته الصحفية اعتقل لمدة 9 أشهر بتهمة توزيع الكتاب الأسود الذي نشره مكرم عبيد الذي رصد فيه فساد الحكومة، وبعد خروجه من المعتقل عمل في مجلة بلادي، ثم سكرتير للتحرير في مجلة الأسبوع، وعمل بعد ذلك في مجلة الفصول، ثم انتقل عام 1947 للعمل كمشرف على الصفحات الأدبية بصحيفة الأساس، ثم انتقل بعد ذلك للعمل بصحيفة الزمان.

بدايته مع الصحافة

بدأ موسى صبري مشواره مع جريدة أخبار اليوم عام 1950 وعمل محررًا برلمانيًا، ثم عمل نائبًا لرئيس تحرير صحيفة الأخبار ثم رئيسًا لتحرير مجلة الجيل، ثم رئيسًا لتحرير صحيفة الأخبار، انتقل للعمل فترة بصحيفة الجمهورية ثم عاد مرة أخرى رئيسًا لتحرير الأخبار، وفي عام 1974 عين نائبًا لدى رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ثم رئيسًا له عام 1975، وظل موسى صبري محتفظًا بمنصبه كرئيس لمجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس لتحرير صحيفة الأخبار إلى أن حان موعد خروجه على المعاش في نهاية عام 1984 ليبدأ في كتابة مذكراته التي دونها في كتاب باسم 50 عاما في قطار الصحافة.

مذكرات موسى صبرى 50 عاما فى قطار الصحافة

فى مذكراته 'مذكرات موسى صبرى .. 50 عاما في قطار الصحافة' الصادرة عام 1992، عن دار الشروق للنشر، يروى الكاتب عددا من المواقف والأحداث التى حدثت معه منذ دخوله المعتقل فى بداياته، وأيضا تحدث فيها عن العمل في حقل الصحافة لمدة لا تقل عن خمسين عاماً، وكيف كانت البداية، والمواقف التي تعرض لها أثناء العمل بها ، وتأثره بزعماء الحركة الوطنية ورموز الفكر فى الثلاثينيات، نهاية بعمله بالصحافة وكيف كانت علاقته بالرؤساء.

موسى صبري

موسى صبري

خطبة الرئيس السادات

أعد موسى خطبة الرئيس السادات أثناء زيارته للقدس، حسبما ورد في مذكرات جيهان السادات، كما كانت لموسى صبري علاقة جيدة بمحمد أنور السادات، مما دفعه لكتابة مقالات عنه بلغ عددها 980 مقالة مابين 1970 و1981.

معركته مع طه حسين بسبب أدب "العفاريت"

كانت بداية علاقة موسى صبرى بـ طه حسين، عندما كان الأخير يعمل وزيرا للمعارف، وتقدم إليه بطلب لمساعدته فى العمل، كما كان عادة العميد فى تقديم يد العون للطلبة المتفوقين، وهناك فى مبنى الوزارة قابل سيد قطب القيادى الأخوانى الذى كان يعمل حينها مديرا لمكتب عميد الأدب العربى، الذى استمع إليه إلى طلبه، بعدها أدخله مكتب طه حسين، الذى قابله بالترحاب والود وطلب منه يحدثه عن سبب تفوقه، قبل أن يخبره أنه كلم صديقه محمد صبرى أبو علم وزير العدل حينها، من اجل توظيفيه بالنيابة، لكن ربما قصة اعتقاله سالفة الذكر حالت دون تعيينه فى وظيفة وكيل النيابة.

لكن التقى موسى مرة أخرى مع طه حسين بعد عمله فى الجمهورية، حيث تم تعيين عميد الأدب العربى، كرئيس للتحرير بشكل شرفى، بحسب تأكيد صلاح سالم لموسى صبرى، لكن العميد كان يطلب الاطلاع على المانشتات وذات يوم رفض العميد مانشت يقول 'ديجول فى أزمة' ورأى العميد أنه من الأفضل تغييره لـ'ديجول فى حرج' بسبب أن ما يواجه الرئيس الفرنسى لا يعد بمثابة أزمة، وهنا أكد موسى صبرى أن كلمة حرج صعبة فى المانشات خاصة وأنها تكتب بدون تشكيل، لكن العميد أصر، وحين استشار كامل الشناوى طلب منه استمرار المانشت الأول، وأنه سوف يحدث العميد، إلا أن ذلك لم يحدث وحدث أزمة كبيرة بسبب ذلك هدد فيها طه حسين بالاستقالة.

الأزمة الأكبر التى واجهت 'صبرى' مع طه حسين ، كانت عندما قام الكاتب إبراهيم الوردانى بنشر مقال له بجريدة الجمهورية يرى فيها أن من يطالبون بدراسة الأدب اليونانى القديم، يطالبون بدراسة أدب العفاريت والأساطير والخرافات التى ليست لها قيمة، وهو المقال الذى وجه فيه العميد دعوة للتخلف، واحتج لأن المقال أيضا لم يعرض عليه ، وقرر العميد مواجهة ذلك التخريف من وجهة نظره، بنشر مقال للرد على ذلك، وأن ذلك قمة الجهل، مشيرا إلى أدباء الجيل الجديد لا يقرأون، وأثناء مراجعة 'موسى' للمقال وجد أن طه حسين ظلمه بعدما هاجمه بالمقال، وطلب من كامل الشناوى عدم نشر المقال وإلا استقال، إلا أن الأخير عرض عليه عرض المقال ومن ثم الرد عليه.

هجومه على سهير البابلى

فى عام 1989 بدأت المعركة بين موسى صبري وملكة المسرح كما كانت تلقب سهير البابلى، كان صبرى قد خرج قبلها بخمس سنوات للتقاعد بعد أن رأس مجلس إدارة أخبار اليوم ورئاسة تحرير 'الأخبار' وكان يومها من أبرز كتاب الدار ويكتب مقالا سياسيا يوميا فى 'الأخبار' وآخر أسبوعيا فى 'آخر ساعة' اسمه (بعيدا عن السياسة) يخصصه لآرائه فى الفن والثقافة والحياة ، وكانت سهير البابلى حينها هى ملكة المسرح المتوجة بعد النجاح الساحق الذى حققته فى مسرحية (على الرصيف) مع المخرج الكبير جلال الشرقاوى وما أثارته من عواصف سياسية ونقدية ورقابية ، وبحسب ما ذكره الكاتب الصحفى أيمن الحكيم فى مقاله، حيث إنه أنتج لها بعد (على الرصيف) سمير خفاجى مسرحية (نص أنا.. نص إنتى) شاركها البطولة إسعاد يونس وشريف منير وأسامة عباس وأخرجها حسين كمال وبدأ عرضها فى 1988، وذهب موسى صبرى لمشاهدتها فوجدها فرصة ليصفى حسابه القديم.

وكانت المسرحية تتضمن خروجا عن النص، وأطلق موسى صبرى الطلقة الأولى فى المعركة من خلال مقال فى الأخبار، يمكن اعتباره بلاغا للرقابة ضد التجاوزات التى تحدث على خشبة المسرح، وخص بالذكر ما تفعله سهير البابلى، وانتقد هجومها وسخريتها من الوزراء وكبار المسئولين وتعريضها بهم على خشبة المسرح ما يصل لدرجة الإهانة الشخصية، وتوقف عند ما تقوله بحق وزيرة التأمينات الدكتورة آمال عثمان ووزير الإسكان حسب الله الكفراوى ورئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب، وفى اليوم نفسه كان رئيس الرقابة عبد الرحيم سرور يطير إلى الإسكندرية ليحضر العرض ويراقبه بنفسه على مدار أربع ليال، وهاجمها بعنف مفرط متهما إياها بأنها حولت المسرح إلى 'غرزة'.

وبعدها، وفى مقاله (بعيدا عن السياسة)، قرر موسى صبرى التصعيد، فكتب تلك الفقرة تحت عنوان (لا تعامل مع الهابطين بالفن) ، وخرجت سهير البابلى لترد، وعلى طريقة (كيد العوالم) وجهت الشكر لموسى صبرى لأن هجومه عليها تسبب فى تدفق الجمهور على المسرح لمشاهدة العرض 'الملعون'، وصالة المسرح أصبحت كاملة العدد، ولذلك فهى تعتبر أن الجمهور ناب عنها فى الرد على موسى صبرى.

الوفاة

توفي في 8 يناير عام 1992، وله حوالي 24 مؤلفا سياسيا وأدبيا من أشهرها: «وثائق حرب أكتوبر» و«السادات الحقيقة والأسطورة» و«دموع صاحبة الجلالة».

ونقدم لكم من خلال موقع 'أهل مصر'، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ موسى صبري ، سهير البابلي ، طه حسين , سعر الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات اليوم ، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً