رضا طاهر الفقي عن وائل الابراشي: الوجه الحزين الذي وزع علينا الابتسامات

رضا طاهر الفقى
رضا طاهر الفقى

نشر الكاتب الصحفى الكبير رضا طاهر، مقالًا مؤثرًا فى ذكرى وفاة صديقه وائل الإبراشي قائلا: 'وجه فيه عينان تحملان في  داخلهما ذكريات وخبايا والألام وأمال ،انتصارات وانكسارات  ، وعلي الوجه  ضحكه هادئه وابتسامه محسوبه ،وجه اشبه بتاريخ مصر في تلك الحقبه التي صاحبت ميلاده ففي عامه الأول كانت بداية المواثيق العامه للدوله الوليده والجديده ، والتي رسمت معالم النظام الجديد نظام دولة ناصر'.

وأضاف: 'وبعد أربع سنوات  من عمره كانت النكسه وهزيمة المشروع  الذي حلم به ناصر ، والذي استيقظ من جديدًا لحرب الأستنزاف، وتمر الأيام والسنوات ويأتي النصر، وترسم علامات البهجه علي وجهه،  مثل: كل مصر في ذلك الحين، إلا أن الأيام تقتنص منه تلك الفرحة مع وفاة الأب، وبدأ يحس أنه وحيد في زحمة الحياة، لا يدري ماذا يفعل وتغيم عيناه بالدمع كلما تذكر أباه، وأمام المنزل كانت هناك أرض فضاءً كوّن  فيها عالمه، حلمه، أمله ، حيث بدأت يده تتدرب علي الحبو والخطو علي الحروف ، وقراءة الكلمات ،وتشعبت مواهبه ،واتسعت ابعاد العالم من حوله كلما اوغل  في فهم رموز الشفره التي اودعت في الاجيال المتعاقبه التي جاءت الي الحياه ، قلت له ذات يوم ،ونحن جلوس في شربين بلد المنشا والتكوين ، اثناء تجوالي  في شربين احسست ان جدرانها وشوراعها مفعمه بالحياه  وفيها حياه اكثر من اماكن وشوراع اخري ، فرد شربين تلك الحائره مابين صخب التجار ، وحلم الفلاحين حيث انها  تقع مابين الدقهليه ،و دمياط وهم عالمين متقابلين  عالم العقل والتجاره وعالم  العفويه الريفيه  والزراعه  جعلت لها ماتري من زحمة الحياه وتعدد مشارب الاحياء، عنده ارتباط بالماضي دائما ،  ولاتظن ان شعور الانسان الداخلي بالارتباط بينه وبين الماضي من جهه وبينه  وبين المستقبل من جهه اخري  ، هذا  ليس عبثا وانما حكمه الهيه جعلت لهذا الارتباط دورا في تكوين شخصية الانسان ،وارتباط هذه الشخصيه بالمحيط ،واختزالها لكثير من المشاهد والخبرات مايسمي بالذاكره الفوتوغرافيه القادره علي الالتقاط والاستعاب ، التي جعلت الابراشي   معد  للفهم والالتقاط  الامر الذي صنع له تميز قال عنه الجواهرجي عادل حمود ه انه محقق صحفي من طزازفريد له ،عين حساسه  وذهن متوقد وروح تواقه للابداع، ان الكتابه الصحفيه  والتقديم الاعلامي مهنه يستطيع كثيرا  من الناس  ان يدعيها ، ولكن الموهبه تصحح الوضع دائما ،فلايثبت علي الزمن الاقليلون وابقاءهم صاحب اسلوب وصاحب شخصيه والابراشي صاحب اسلوب ميزه  عن غيره  وصاحب مدرسه اعلاميه يملك لذلك حاسه فريده  تميز بها عن الكثير من الصحفيين والاعلامين ،حاسة  الوصول الي جميع الناس بمختلف ميولهم وطبقاتهم او ما يطلق عليه مجازًا ادوات نهرو  في التاثير علي الجماهير ، وخبراء الأعلام يقيسون نجاح التاثير علي المتلقي علي نظرية نهرو ذلك السياسي الفذ  في الأرسال فكانت  موضوعاته الصحفيه التي بدأها في روز اليوسف تلك المدرسه العريقه التي اخرجت  العديد من عمالقة الفكر والادب  والصحافه.

هي ترجمان  للشارع المصري بما يعج به  من أحداث وفاعليات ،  وتقمصه الوجداني للمتلقي  في ادارة برامجه التي بدأت بالحقيقه التي ناقشت كل القضايا  التي لم تكن مالوفه من قبل ،وغاصت في هموم واوجاع المصريين واستمر خطه الاعلامي المميز في العاشره التي وجد المصريين  فيها  ضالتهم  وسلوهم، واصبح البرنامج  مفرده من مفردات حياة المصريين  حينما تدق الساعه العاشره مساءًا تتطلع  عيون المصريين  اليها لتجد متنافسا  لقضاياهم ،وتنفيسا لهموهم خلطه من دراما الشارع مأساته وملهاتة  تجدها بين طيات البرنامج الذي  كان صوتًا حرًا وكلمه شجاعه  وسوطا علي ظهور الفاسدين والمفسدين .. ويسجل سطرًا في سجل هذا الوطن  ،كما يرش البسمات علي درب المصريين ودربنا كم جبر قلوبًا وحقق احلامًا كثيره  ومسح دموعًا  وأضاء  شموعًا اجتمع عليها حلك الليل وهوج الريح ، اعتاد صاحبه ان يكون شعله وهاجه حتي مع الريح العاتي الذي كان يكيد له عدوانًا وحقدًا رحلة الأبراشي تستطيع  ان تطلق عليها  رحلة الألم مع الامل والألم يعانق القلم ليحقق التميز والتفرد وكانه كان يتمثل قول نزار قباني الذي قال استاذي الألم فالألم هو الذي علمني او مثل  ما قاله  الشاعر الفرنسي ،لافونتين لكي نكون عظماء لابد من المًا عظيم.. فلقد كان الألم هو الحافز دائما لديه حينما سأل عنه الشارع المصري في فترة غياب خرج الأعلامي سيد علي  قائلاً وائل الأبراشي حاله خاصه من التميز يسبق الجميع والجميع من بعده متساوون سالني بعض الأعلاميين  كيف يدير الأبراشي مشروعه الأعلامي قلت لهم باليقظه الدائمه ..  والمذاكره الدائمه ومذاكرة كل صغيره وكبيره وكل شارده وكل طله وكانها الطله الاولي  حاله من التحفز والترقب والسير في الطرق الغير معبده  التي لايمشي فيها كثيرين خوفًا من مشاقاتها ولكن هو يسير فيها وحيدا لكي يصل لغايته المنشوده  مثلما قال طاغورًا داعيًا للتميز اذا اردت التفرد فسير في الطرق الغير معبده  ولقد سيرت وحققت تميزًا اتمني الاتنقص الحماسه السير في  طريق طاغور من جديد.

WhatsApp
Telegram