نجم من رائحة الزمن الجميل، أعماله شاهدة على تألقه وثابتة في أذهاننا حتى يومنا، تواجده في أي عمل يمنحه الثقل الشديد الكفيل بنجاحه، يوظف خبراته المتراكمة في إدواره لتخرج في ابهى صورة، أنه الفنان الكبير كمال أبو رية، الذي كان لنا حوارا معه للحديث عن مسلسله الجديد 'عملة نادرة' المعروض في سباق مسلسلات رمضان 2023، والحديث عن غيرها من الموضوعات الهامة.
-في البداية كيف جاء ترشيحك في مسلسل عملة نادرة؟
كنت منذ فترة على تواصل مع مخرج المسلسل محمد العدل في أعمال أخرى لكن لم يحدث نصيب، وعندما عرض علي المسلسل وعرفت أنه من إخراجه كنت حريص على الشغل معه، وأرسلوا لي السيناريو وقرأته واتفقت عليه.
-ما الصعوبات التي مريت بها في العمل وكيف تغلبت عليها؟
بألتاكيد اللهجة الصعيدي صعبة، لكن تواجد معنا مصحح اللهجة عبد النبي الهواري، بجانب عمل البروفات مع الزملاء فكنا نتحدث ونقرأ أكثر من مرة، فتصبح الأمور سهلة.
-حدثنا عن تعاونك مع نيللي كريم؟
نيللي كريم حبيبتي، أول مرة التقي بها، بحبها جدا، وعلى المستوي الإنساني فيه صفات كثيرة جميلة بها وتتميز بالرجولة في تصرفاتها والجدعنة والطيبة، ومتعاونة جدا، وأصبحنا أنا وهي أصدقاء جدا وسعيد بتجربتي معها'.
-وكيف كان العمل مع الفنان جمال سليمان؟
صديق عزيز من قبل المسلسل، وفي العمل بيننا صراع من نوع مختلف، هو كبير عائلة في النجع بالصعيد وأنا كبير عائلة أخرى وفيه صراع دائم بيننا ولنا انشطة غير مشروعة مثل السلاح والآثار، لكن الأختلاف أنني أقل حدة منه ورجل يفكر أكثر ولست مندفعا، لكن هو متهور وعنيف وتسير الأحداث في هذا السياق'.
-من أكثر الممثلين الذين لفتوا نظرك في المسلسل؟
هناك أكثر من ممثل، مثل الأستاذ محمد فهيم، رأيت له من قبل مسلسل 'الجماعة'، عندما كان يجسد شخصية سيد قطب، وأنا معجب به فهو شخص موهوب وأحترمه جدا، والممثل ميزو الذي يؤدي شخصية ابن أخي، ممثل من طراز ممتاز وله مستقبل كبير جدا.
-حدثنا عن التعاون مع شركة العدل جروب؟
العدل جروب ثاني مرة أتعاون معهم، أول مرة في مسلسل 'العندليب'، الحقيقة الشركة وفرت إمكانيات كبيرة للمسلسل ولم تبخل بجهد او مال في الصرف على العمل، ويمكن يكون من أسباب نجاح المسلسل العملية الإنتاجية، زائد أن مخرج العمل ماندو العدل موهوب وأحبه وأعتبره مثل ابني، وهو مثل ابني فعلا، موهوب ولديه رسالة يقدمها وتجده دائما يفكر ومشغول بشغله والصورة التي يخرجها للجمهور والرسالة التي يرغب في إيصالها و بأداء الممثلين، شركة الإنتاج وفرت كل شئ، والمخرج على درجة عالية من الوعي والفهم لما يقدمه ومعنا مجموعة ممثلين جيدين، وهؤلاء ثلاثة عناصر مهمة جدا في المسلسل.
-هل ممكن تجسد صعيدي مرة أخرى؟
تشبعت من التمثيل بشكل عام سواء صعيدي أو غير ذلك، لكن أنا أعمل لأنه لا يصح أن لا أعمل، و على مدار أكثر من 35 سنة تمثيل كنت محظوظ لأني عملت كل شئ، سواء سير ذاتية وكوميدي وتراجيدي وشخصيات صعبة ومركبة وبسيطة ولطيفة، لكن أنا لابد أن أشتغل هل سأجلس في البيت؟، فممكن أعمل صعيدي ثاني وثالث ما المشكلة، وبصرف النظر عن التصنيف صعيدي أو غيره عندما يكون النص جيدا و مكتوب بشكل مميز وبناء درامي سليم والشخصية تمنحني مساحة أداء جيدة وأجد فرصة أنني أقدم أشياء جميلة من خلالها، لما لا، لكن النص هو الأساس، والصعيدي له في الحقيقية وقع جيد عند الجمهور المصري ويحب مشاهدته.
-ما الذي نعاني منه في الفن المصري مؤخرا؟
هناك أزمة كبيرة في كُتّاب السيناريو المصريين، خلال الفترة الأخيرة، من ناحية الأفكار والمحتوى، وهذان العنصران متكاملان، فقد نجد فكرة جيدة، لكن تتم معالجتها بشكل غير جيد، ويمكن أن نجد فكرة غير جيدة، وبالتالي لا تقدم رسالة، ولا تعبر عن شيء، الحقيقة عندنا مشكلة في الكتابة، والمفروض أننا نبحث عن كُتاب سيناريو موهبين، ولا مانع من أن نستعين بروايات الأدباء المصريين، كما أن لدينا في المجتمع المصري قضايا ومشاكل كثيرة يمكن تناولها.
-ما الشخصيات التي تتمنى تجسيدها مستقبلا؟
فيه أكثر من شخصية أتمنى أجسدها، لكن الوقت قد لا يسعفني، أو الإنتاج لا يفكر في الموضوعات التي أحب تناولها أو تمثيلها، من الشخصيات التي أتمنى تقديمها، شخصية محمد طلعت حرب، مؤسس الأقتصاد المصري الحر الوطني، بجانب المثال العظيم محمود مختار، صاحب نهضة مصر، وهو رجل معروف في العالم كله، هذه شخصيات مهمة، المفروض الناس تعرفها جيدا، وفي تاريخنا أشياء كثيرة أتنمى تقديمها، لكن حاليا شركات الإنتاج لا تهتم بمثل هذه الأعمال، ولا أعرف السبب.
-ما هواياتك التي تستمتع بها؟
أحب العب سنوكر، وتنس طاولة، وأعشق الرسم، خصوصا اللوحات الزيتية، وإن كنت منذ فترة طويلة لم أرسم، وفكرت في عمل معرض إذا ابتعدت عن التمثيل، أو أصابني الملل منه، ساعتها سأرسم وأبيع لوحات أو أعرضها، ولي علاقات بأشخاص أصحاب جاليريز، وناس كثيرين ممكن يأخذوا مني لوحاتي.
-هل يجب الاستعانة بالقضايا الموجودة في الواقع المصري ؟
بالتأكيد ضروري، لأن الفن هدفه المساهمة في إصلاح المجتمعات واستقرارها، فكل ما هو مفيد لمجتمعنا، و اي فكرة تجعل مجتمعنا أكثر استقلالا واستقرارا وتصلح من أحوال الناس نطرحها، لكن لا تكون كتابة لمجرد الكتابة وعبارة عن مشاهد متعاقبة و أشخاص يتحدثون كثيرا بدون قضية يكون المؤلف مشغول أو مهموم بها، وكون المخرج متبني نفس القضية فلا يجب أن تكون مجرد كلام يتم تصويره فقط.
-هل تابعت اي أعمال في رمضان ؟
أنا لا أتابع كل أعمال رمضان، أنا شخصيا إذا كان لي عمل في رمضان اسأل عنه فقط وقد لا اشاهده، لكن أحرص على السؤال عن رد فعل الناس واطمئن، وأثناء التصوير بحكم خبرتي أعرف أين تتجه ردود فعل الجمهور، حتى لو العمل شكله غير جيد في السيناريو ممكن أعرف أنه سينجح مع الناس او العكس، وأنا لا أتابع وصعب أشاهد كل شئ، لكن عندما أجد الراي العام يتجه لعمل معين اتابعه، والأعمال الرمضانية تكمل بعضها وتنافس بعضها.
-ما العملة النادرة في حياتك؟
بنتي حبيبة عملة نادرة، وهي شئ لا يتكرر، بحبها وهي فعلا على المستوى الإنساني خلوقة و ذوق وتفهم، وعندها رؤية للحياة، وهي التي تدير المنزل الان وتديرني أنا شخصيا وتؤدي كل شئ، فهي شئ نادر لا يتكرر في حياتي، وهي مساعد مخرج، متخرجة من الجامعة الألماني فنون تطبيقية ودرست فن.
-ما المخرج الذي ترغب مستقبلا في العمل معه؟
هناك مخرج شاهدت له عمل منذ عامين كان مسلسل 'لعبة نيوتن' لمنى زكي، وهو المخرج تامر محسن، الرجل هذا عجبني كثيرا، لأنه كان يهتم بلحظات الصمت أكثر من اهتمامه بالحوار، كان يهتم بمشاعر الممثل وهو في حالة صمت، بجانب أن إيقاعه مضبوط جدا، وعندما يشاهد أي أحد عمله قد لا يتحرك من أمامه، فهو مخرج جيد جدا، وطبعا فيه مخرجين شباب أخرين أحببتهم واشتغلت معهم منهم الاستاذ أحمد حسن من الشباب الجمال، ومحمد سلامة شاب جميل، عملت معه مشهد واحد فقط، وعجبني، لكن تبقى الأزمة عندنا في كتابة النصوص، و عندنا مخرجين كثيرين موهوبين، و ماندو العدل من المخرجين الجيدين، وكنت لا اتخيل أنه بهذا القدر من الشطارة.
-أخبرنا عن طقوسك في الشهر الكريم؟
شهر رمضان يفرض طقوس معينة علي وعلى غيري، فهو شهر تكون فيه حالتي المزاجية والنفسية حلوة مثل جميع المسلمين، فطقوسي فيه عبارة عن الاستيقاظ في الصباح والخروج للمشي، أو الجلوس مع الأصدقاء في النادي، أو العب سنوكر، ثم قبل اذان المغرب اقرأ القرآن، بعدها اتناول الإفطار، فهي عادات معتادة، وأكون في حالة روحانية جميلة مثل كل الناس.
-كيف حال السينما حاليا من وجهة نظرك؟
أنا غير متابع للسينما، لكن ما أسمعه يجعلني لا اتابع بالفعل، لانهم يخبروني أن السينما في مصر تراجعت كثيرا للأسف، مع أننا كنا ثاني سينما في العالم بعد إيطاليا و قبل الأمريكان، لكن التراجع يعود كذلك إلى النقطة التي ذكرتها سابقا وهي النصوص وافتقادنا لكتاب السيناريو الجيدين.
-كيف هي علاقتك بالسوشيال ميديا؟
علاقتي بالسوشيال ميديا ضعيفة جدا، ولا توجد لي اي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أملك فقط غير الواتس اب.
-ما رايك في المنصات؟
الأعمال التي تعرض على المنصات تكون ذات موضوعات لها طابع خاص عن الدراما العادية التي تعرض في المحطات العادية، ولكنها تعتبر تطور طبيعي لما يحدث في العالم، ومن الممكن أن تسحب البساط من السينما إذا لم تتدارك الأخيرة الأخطاء التي تقع فيها وما تعانيه من تراجع.
-هل تستعين برأي أحد في أعمالك؟
بالامانة نادراً ما أخذ رأي أحد في أعمالي لأن كلمتي من دماغي، لكن تصادف مرة أو مرتين وأخذت رأي الأستاذ نور الشريف في عمل، غير ذلك لا أخذ رأي اي حد غير فاهم، طالما أنا فاهم الأمور فأكتفي بذلك.
-ما الأعمال التي رغبت في مشاهدتها في رمضان ؟
مسلسل سره الباتع لأنه رواية مهمة ليوسف ادريس، فضلا عن مسلسل أمينة خيل 'الهرشة السابعة'، وأنا لي وجهة نظر أن أمينة ممثلة من طراز رفيع، فيه ناس كثيرين قد يختلفون معي في الرأي لكنها أكثر ممثلة مصرية أحب رؤيتها لا أعرف السبب، وعندنا كثير ممثلات في جيلها مثل منة شلبي ومنى زكي ممتازين الحقيقة، لكن أنا أرى أن أمينة خليل فيها حاجة مختلفة وحلوة.
-هل نراك في أعمال أخرى قريبا؟
عندي مسلسل أردني إجتماعي احتمال اشارك فيه، لكن الاتفاق لم يتأكد حتى الان؟