في ذكرى ميلاد علي الكسار.. الناقد إلهامي سمير يكشف كواليس بداية رائد المسرح الكوميدي الغنائي

على الكسار
على الكسار
كتب : ندى صدقي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير الكوميدي علي الكسار، حيث إنه ولد في ذلك اليوم ١٣ يوليو من عام 1887، تميز بلهجته النوبية وشخصيته الفريدة ، وأصبح رائد المسرح الكوميدي الغنائي.بدأ الكسار حياته الفنية عام 1908 بالعمل في فرقة 'دار التمثيل الزينبي' التي أسسها في عام 1907، ثم عمل في فرقة 'جورج أبيض' وتعرف هناك على أمين صدقي، وكونا معًا فرقة تمثيل عام 1916.

علي الكسارعلي الكسار

بدايته الفنية

وتحدث الناقد الفني إلهامي سمير عن الفنان علي الكسار قائلا: ''بما إن السينما هي اللي خلتنا نكون وجهات نظرنا عن فنانين زمان، فكان الاعتقاد الراسخ عند ناس كتير أن على الكسار أصله من النوبة وأنه أسود... لكن هل تعلم حضرتك أنه أصلا مكنش نوبي ومكنش أسود.

بداية علي الكسار

الكسار أول ما بدأت حياته ورحلة كفاحه اشتغل سروجي مع أبوه لكن بعد فترة لقي نفسه مش حابب الشغلانة ومش عارف ينجح فيها، فسابها، وراح اشتغل مع خاله السفرجي، وفي الفترة دى كان أغلب تعاملاته مع ناس من النوبة شغالين في نفس الكار.

وبعد فترة شيطان الفن لعب في دماغه والتمثيل جرفه في سكته، فاشتغل في كازينو دى بارى عند الست مارسيل، ونجح من أول يوم.

في الفترة دي كان أغلب الجمهور بيروح لنجيب الريحاني ومن هنا فكر الكسار في شخصية جديدة يقدر ينافس بيه شخصية كشكش بك اللي بيقدمها الريحاني فهداه تفكيره للفترة اللي اشتغل فيها سفرجي واخترع شخصية عثمان عبد الباسط، النوبي البسيط اللي الدنيا بتلبسه في مشاكل مالوش دخل فيها.

وزي ما اخترع الشخصية اخترع الكسار خلطة خاصة بيه تخلى لونه أسود بجد، وكان بيروح المسرح قبل المعاد بكام ساعة عشان يلحق يدهن وينشف، ورفض أنه يكشف لأي حد سر الخلطة... زي كنتاكي كده.

نجح الكسار في شخصية عثمان عبد الباسط، وكتب الريحاني في مذكراته عن النجاح ضده : فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح الفرقة، ورأيت أن كازينو دي باري المجاور لنا والذي تديره مدام مارسيل، ويعمل به الأستاذ علي الكسار، قد احتكر إقبال الجمهور، فما العمل إذن؟ أوقفت التمثيل في مسرحي ليلة أمضيتها بهذا الكازينو لأدرس عن كثب هذا الإقبال وسببه، وقد أدهشني أن كل ما رأيته عبارة عن استعراض يغلب عليه الطابع الإفرنجي، ويتخلله بعض مواقف فكاهية يظهر فيها الأستاذ علي الكسار، وما دام الجمهور يحب هذا النوع الاستعراضي فما المانع أن نقدم له ما يشتهيه؟

المهم أن مشوار الكسار انطلق وبقى من مشاهير المشاهير، لحد ما كون ثروة تخطت المليون جنيه، وده رقم مفزع وقتها، ورغم أنه كان ثري ثراء فاحش إلا أنه عمره ما بأن عليه، مش بخل لا سمح الله، وإنما لأنه كان راجل بسيط جدا، لا رمى فلوسه في الميه ولا راح اشترى أسطول عربيات وطيارة خاصة وقال إن النجومية عايدة كده.

مرضه علي الكسار

وفي أيامه الأخيرة وبعد ما الفقر أتمكن منه كعادة نجوم الزمن ده ، تعب وراح مع ابنه مستشفى قصر العيني عشان يعمل عملية البروستاتا، وقال ابنه عن اليوم ده : 'عندما وصلنا إلى مبنى الاستعلامات أملي والذي اسمه للموظف المختص ومشينا خطوات قليلة ثم قال لي: تعالى يا بني لما نروح نمليه نمرة تليفون المنزل، قال له: خد عندك كمان نمرة تليفون المنزل علشان لما أموت تبلغوا البيت... رد عليه الموظف بعد الشر عليك يا أستاذ علي... ودخلنا الغرفة حتى انتهى موعد الزيارة وتهيأت للرحيل فنظر لي وقال: خد معاك العصايا دي وخلي بالك منها، تعانقنا وقبلني وقبلته وكان الوداع الأخير وخرجت من المستشفى أحمل معي عصاه وكأنها رسالة سلمني إياها'.

وفاته

توفي بمستشفى القصر العيني يوم 15 يناير عام 1957 عن عمر ناهز ال69 عام بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستات.

WhatsApp
Telegram