استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان 'هل تكتشف التكنولوجيا الحديثة أسرار الأهرامات'، وذلك ضمن محور الخروج إلى النور تحدث خلالها الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي الأسبق، والدكتورة علا العجيزي أستاذ الآثار المصرية، وأدار الندوة حسام الدين حسن.
بدأت الندوة بكلمة الدكتورة علا العجيزي التي استعرضت ترتيب اكتشاف الأهرامات، مؤكدة أن هناك تفاصيل في تخطيط الهرم، واختلفت النظريات والآراء وتختلف كثيرًا، ولكن لا شك أن الهرم مُشيد ببناء هندسي دقيق جدًا.
وتحدث وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق الدكتور هاني هلال، عن تفاصيل كشف الأهرامات بالأشعة الكونية من الداخل، لكشف غموض أسراره المحيطة ببنائه.
وأكد أن الواضح أمامنا أن الهرم بني للدفن واُستخدم لإجراء الطقوس على الملك المتوفي، والدليل على ذلك وجود معابد جنائزية ملتصقة بالأهرامات، مشيرا إلى أن شكل الهرم المثلث مستوحى من أشعة الشمس التي تسقط على الأرض فتحدث شكلا مثلثا.
دور التكنولوجيا في اكتشاف أسرار الأهرامات
واستعرض مراحل اكتشافها وشرح تفاصيلها الهندسية، ولكل تصميم من حيث الأبعاد والارتفاع، مشيرًا إلى أن أول هذه الأهرامات هو هرم زوسر والذي بدأ بناؤه بمصطبة مائلة، وبعدها بني هرم ميدوم وفيها زادت مساحة المصطبة ليتغير شكل بناء الأهرامات، مع بناء أهرامات الجيزة الثلاثة، خوفو وخفرع ومنقرع.
وشرح الدكتور هاني هلال تفاصيل اكتشاف الممرات في الهرم الأكبر والتكنولوجيا التي يسرت تلك المهمة، موضحًا أنه في مدخل الهرم الأكبر يقع الممر المأمون هابطا، بعدها ممر صاعد صغير، وهناك العديد من الفرضيات والنظريات، والنظريات يمكن إثباتها ولا يمكن إثبات الفرضيات من الناحية العلمية، لذلك كان علينا كفريق مهندسين محاولة الوصول لتفسير أي ظاهرة تقف أمامنا، وفي عام 2015 تكون فريق دولي شاركت فيه مصر من خلال كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ومعهد الحفاظ على الآثار، وهيئة الطاقة النووية والطاقات البديلة الفرنسية، وشركة داسو اليابانية، وجامعة ميونيخ الألمانية، و70 عالما وباحثا، للعمل على اختبار مدى علمية نظرية أنه يمكن مسح الهرم من الداخل، كما تستخدم الأشعة في كشف جسم الإنسان، لنعرف كيف بني، عندما نعرف ما بداخله.
استخدام تقنيات تكميلية غير مدمرة لمسح الهرم الكبير
وأشار هلال إلى أنه تم استخدام تقنيات تكميلية غير مدمرة لمسح الهرم الكبير، واكتشاف الفراغات غير المعروفة، وذلك من خلال ثلاثة طرق، هي مسح الهرم بالأشعة تحت الحمراء، قياس درجات الحرارة داخل الهرم، ورصد جزيئات الميون، وهي أشعة تصل للأرض من الغلاف الجوي الخارجي وله قدرة كبيرة على الاختراق، إلا أن مشكلة هذه التقنية أنه لا يمكن قياسها ولا متى تنزل من السماء، وكان الحل في استخدام ألواح الأفلام القديمة بزيادة طبقة بلاستيكية ووضعها في غرفة الملكة، وهي التقنية التي استخدمت للكشف عن قلب المفاعل النووي يوكوشيما في اليابان عقب ما تعرضت له من توسونامي.
واستكمل هاني هلال: في مارس 2023 تم قياس درجات الحرارة داخل الهرم، والأفلام التي وضعت في غرفة الملكة والغرفة الكبيرة كشفت عن وجود طبقات من الجمالون، وهي التي تستخدم لتوزيع تحميل الأوزان على الجانبين حتى لا يسقط السقف، وفي الهندسة استخدام الجمالون يوضح أن وراء هذه الطبقات فراغات.