يحل اليوم ذكرى وفاة النجمة مديحة يسري أو سمراء النيل كما لقبها النقاد، حيث إنها توفيت في ذلك اليوم 30 من مايو عام 2018 عن عمر ناهز الـ 99 عاما، بعد أن أثرت السينما المصرية والعربية بالعديد من الأفلام التي تظل خالدة في الوجدان.
مديحة يسري
ولادة ونشأة مديحة يسري
ولدت مديحة يسري أو غنيمة في 3 من ديسمبر عام 1918 لأسرة مصرية ثرية، وقالت مديحة في أحد الحوارات عن سبب اختيارها اسم مديحة، إن والدها كان مريضا والطبيب لم يجد له علاج وعند ولادتها وجد الطبيب علاج مناسب له وشفاه فقام بتسميتها غنيمة لكن صديقتها لم يعجبهم الاسم وكانوا ينادونها هنومة، وبعد دخولها عالم التمثيل اختار لها محمد عبد الوهاب اسم مديحة يسري.
بدايتها في عالم الفن
كانت تعشق التمثيل منذ طفولتها لكن نتيجة نظرة المجتمع للفنان حينها كان يرفض والدها دخولها عالم التمثيل رغم حبها الشديد له وقالت مديحة في ذلك إنها اضطرت لتغيير اسمها لكي لا يعرفها أحد وأيضا اسمها لم يعجب محمد عبد الوهاب الذي شاركت معه في أول أفلامها وهو 'ممنوع الحب' عام 1940 كصاحبة وجه مبتسم، واختيرت واحدة من بين أجمل عشر نساء في العالم خلال حقبة الأربعينات.
حصلت على فرصتها الحقيقة حينما شاهدها يوسف وهبي وهي تؤدي مشهدا في إحدى البلاتوهات فاستدعاها هو وشريكه توجو مزراحي، وعرض عليها العمل معه في ثلاث أفلام دون أن تعمل مع غيره، وهم: «ابن الحداد» و«فنان عظيم» و«أولادي».
والد مديحة يسري
وتحدثت مديحة يسري في أحد الحوارات عن رأي والدها بعدما أدرك باحترافها التمثيل دون إخباره إذ قالت: ''غضب والدي بعدما قرأ في إحدى المجلات أن ابنته التي غيرت اسمها من هنومة خليل إلى مديحة يسري ستدخل الـ بلاتوهات لتصوير فيلم سينمائي، من بطولة المطرب فريد الأطرش، في زمن يعرف الجميع أن الفن فيه لم يكن يضع الفنان فوق مستوى الشبهات، بل كان الفنان، على العكس، مواطنا من الدرجة الثانية، لا تُقبل شهادته في المحاكم لأنه مشخصاتي، تصرفت بعناد، واعترفت له بما فعلتْه، ومن أول مواجهة، بل دافعت عن اختياري بشراسة يصعب تخيلها في عصر كانت المرأة فيه محض عبء على الرجل.
وتابعت: ''كانت يد أبي في الرد أسرع من كلماته، صفعني على وجهي بقوة، فسقطت على الأرض في عنف لم يتعامل به معي سابقا، كانت أول وآخر مرة يصفعني وبهذه الحدة، بل وصل الأمر إلى أنه هددني بالقتل إن لم أتراجع وأعتذر عن الفيلم، كانت أصعب لحظة في حياتي''.
زواجها من محمد فوزي
تزوجت مديحة يسري الفنان محمد فوزي الذي ساندته كثيرا في تأسيس شركة الأسطوانات الخاصة به، وحدث اللقاء الأول بينهما في فيلم «قبلة في لبنان»، وبعد زواجهما اشتركت معه في بطولة العديد من الأفلام التي أعادت اكتشاف نقاط دفينة في موهبتها مثل فيلم «فاطمة وماريكا وراشيل» الذي يعد أول تجربة كوميدية لها، كما شاركته في بطولة أفلام «آه من الرجالة»، «بنات حواء» الذي قدمت فيه دور رئيسة جمعية المرأة تساوي الرجل.
بعد عشر سنوات من الارتباط، قررت مديحة الانفصال عن محمد فوزي بسبب خيانته لها، وقد أثمر زواجهما عن ابنهما «عمرو».
وعن زواجها من محمد فوزي قالت مديحة يسري في أحد الحوارات: '' قبل أن أتزوج من زوجي محمد فوزي كنت اجتاز مرحلة دقيقة في حياتي، فقد فقدت الثقة في كل شيء وبدأت أفكر في اعتزال الناس والجلوس في بيتي، لكن محمد فوزي جاء ليعيد إلى ثقتي بالحياة ويجعلني أغير عقيدتي في الناس، ويحملني على أن أقبل على الحياة ويمدني بالقوة التي تساعدني على أن أسير في الصفوف الأولى بين المكافحات من أجل المثل الإنسانية الرفيعة'.