أصدرت أسرة العندليب الراحل عبد الحليم حافظ بيانًا جديدًا، أوضحت فيه العديد من الأمور المتعلقة بعلاقته بالفنانة الراحلة سعاد حسني، وذلك بعد تجدد الجدل مؤخرًا حول حقيقة زواجهما.
وجاء في البيان المنشور على الصفحة الرسمية للأسرة بموقع فيسبوك:
"بيان من أسرة الفنان عبد الحليم حافظ، لكل من يهمه معرفة الحقيقة بخصوص موضوع الخطاب، ونعلم أن هذا البيان طويل، لكن نتمنى أن تقرؤوه كاملًا لكثرة الأحداث والتفاصيل:
في ظل غياب المصداقية والعتمة الشديدة والهجوم المتكرر على الفنان عبد الحليم حافظ في الثلاثة أيام الماضية، الذي لطالما أثْرى العالم العربي بفنه وإبداعه، وعلى أسرته التي حافظت على تراثه الفني بالكامل لأكثر من ٤٨ عامًا، ولم تتخلَّ عنه مثلما فعل بعض الورثة لفنانين آخرين، وليس في مصر فقط بل في العالم كله، وقلّما حافظت أسرة فنان على تراثه الفني ومقتنياته الشخصية كل هذه المدة، وليس كما يقول بعض الصحفيين والجماهير إن أسرة حليم ليست أمينة على تراثه وممتلكاته؛ ولذلك نحب أن نوضح أكثر من نقطة لعل الأمور تتضح أمام الجميع، ولكم في النهاية الحكم والاحترام:
أولًا: نحن كأسرة الفنان عبد الحليم حافظ نتعرض لموجة صارمة من الإشاعات التي لم تنلْ فقط من حليم، بل ومن الفنانة سعاد حسني أيضًا، منذ أكثر من ٣١ عامًا، عندما أشيع من بعض الأشخاص أنهما متزوجان عرفيًّا، رغم أنهما لم يعلنا في حياتهما أنهما قد تزوجا، وظلّت العلاقة بينهما يسودها الود والاحترام. وتخيّل معي مثلًا أن يتم زجُّ اسم والدك أو خالك أو أحد أقاربك بأنه متزوج عرفيًّا بعد وفاته بـ١٧ عامًا، ولا يوجد أي إثبات أو دليل مادي من الشخص الذي يدّعي عليه هذا الأمر.. ماذا ستفعل؟ ستتحرى الدقة أولًا، وإن لم يثبت هذا الأمر رسميًّا فستدافع عن سمعته وسمعة الشخص الآخر أيضًا من مثل هذا الادعاء الكاذب والإشاعات المغرضة.
نحن كأسرة حليم ظللنا صامتين لعقود كثيرة حينما ظهرت هذه الإشاعة، والطرف الآخر لا يأبى أن يصمت، وظل يكرر هذا الأمر، ونحن نلتزم الصمت احترامًا للأموات، ولكننا قد فاض بنا الكيل، لأنهم لا يريدون أن يصمتوا ويتركوا الأموات في مثواهم، وظلوا يرددون هذه الإشاعة حتى يومنا هذا.
الذين يعرفون أسرة حليم جيدًا يعلمون أننا لا نسعى وراء شهرة أو أموال، وإلا كنا قد تخلينا منذ عقود عن كل ما ترك حليم من منزل ومقتنيات وتراث فني، ولكننا لم نفعل ذلك حفاظًا على ما قدّمه من تاريخ لفنه وجمهوره في الوطن العربي والعالم أجمع. وكانت وصية حليم أن يظل منزله مفتوحًا لمحبيه.
من يعرف أسرة حليم جيدًا سيعرف أنهم يفتحون بيته منذ عقود، لآلاف من الزوار حول العالم الذين يزورون بيته مجانًا، ولا نقبل حتى أن يتم دفع أي إكرامية للعاملين بالمنزل أو الحراس بالعقار، حتى لا يُقال إن شخصًا ما زار بيت حليم ودفع مقابلًا ماديًّا، أيًّا كان منصبه، سواء شخصًا بسيطًا أو حتى شخصًا ذا منصب أو أحد المشاهير، فمنزل حليم مفتوح دائمًا لكل محبيه حول العالم بدون تفرقة. ولم نكن يومًا باحثين عن شهرة أو تريند كما يدّعي البعض، وإلا فكنا قد فعلنا ذلك منذ سنوات عديدة، وليس الآن، فماذا تغيّر؟
ثانيًا: بالنسبة للجواب الذي أثار الجدل.. فنحن لم يكن في نيتنا الإساءة للفنانة العظيمة سعاد حسني التي نحبها ونحترمها، ولم يكن في نيتنا أن نُشيع مشاعرها للجماهير، ونحن نعتذر إذا كنا قد سببنا الضيق والإزعاج لمحبيها، ولكننا أردنا فقط أن نُثبت أن العلاقة بينهما كانت علاقة حب ومشاعر طيبة، وانتهت بدون زواج، والبينة في الأصل على من ادعى. وأنا أعلم جيدًا أن معظم محبيهما كانوا يتمنون لو تزوجا، ونحن أيضًا كنا نتمنى ذلك لأننا نحب الفنانة سعاد حسني كما يحبها الجميع.
وكما يقول الكثير، فالجواب لا يثبت أنهما لم يتزوجا، ولكن أيضًا لا يوجد من البداية أصلًا أي شيء يثبت أنه قد تم الزواج، غير الإشاعات التي طالتهما من بعض الأشخاص الذين كانوا يريدون إلقاء الضوء عليهم في الماضي والحاضر. ولو كان أهل الفنانة حريصين ويريدون أن يحترموا سيرتها وتاريخها وسيرة حليم وتاريخه، لكانوا قد كذّبوا هذه الإشاعات في وقتها، كما كذّبناها نحن، وما زلنا نكذّبها حفاظًا على سمعتهم وسيرتهم الطيبة. فليس من العيب أن يتزوجا، حتى ولو لم يكن زواجًا معلنًا، ونحن كنا سنكون أول من يفرح بأن الفنانة الكبيرة جزء من عائلتنا، لأننا نحبها كما يحبها الجميع. ولكن من العيب أن يُشاع عليهم هذه الزيجة بدون أن تحدث، فقط لأن إعلاميًّا شهيرًا، من المفترض أنه كان صديقًا لهم، قرر أن يُروّج هذه الإشاعة في الماضي، وبعد ذلك أنكرها على الملأ في إحدى البرامج التلفزيونية، ولكن أسرتها ظلّت ترددها وتكررها حتى يومنا هذا. فمن المخطئ؟ الذين يحاولون الدفاع عن سمعة الطرفين، أم الذين يحاولون إقحام اسمهم دائمًا بأنهم قد تزوجوا لمدة ست سنوات ونصف عرفيًّا؟
هل من المعقول فنان بشهرة عبد الحليم حافظ، وفنانة بشهرة سعاد حسني، أن يتزوجا كل هذه المدة بدون علم الأهل والأصدقاء؟ فالدائرة المقربة لحليم، مثل أهله وأصدقائه، ومنهم صديقه مجدي العمروسي، والأستاذ محمد عبد الوهاب، والفنان أحمد رمزي، والفنان عمر الشريف، والمايسترو صالح سليم، والملحن محمد الموجي، والملحن كمال الطويل، والموسيقي مجدي الحسيني، وأصدقاء مشتركون مثل صلاح جاهين وآخرون، أنكروا هذا الأمر، ولم يعلموا بمثل هذه الزيجة. فهل من المعقول فنان بحجم حليم، وفنانة بحجم سعاد حسني، أن يتزوجا ست سنوات ونصف، ولا يعرف كل المحيطين بهم؟
حليم لو غاب عن منزله ساعة، لكان كل الناس الذين يعرفونه يعلمون أين ذهب وأين غاب.
ولماذا سينكر زواجه من الفنانة سعاد حسني، وهو لم ينكر حبه لها من البداية؟ هل حفاظًا على شهرته؟ فلو لشهرته وحرصه على غيرة المعجبات، ما كان قد أعلن أنه يحبها، وأنكر علاقة الحب أيضًا.
هناك تسجيلات بصوت حليم يتحدث فيها عن حياته، وأقر بأنه أحب الفنانة سعاد حسني، ولكن الزواج لم يحدث لأمور عديدة، منها مثلًا أنه كان دائمًا يبحث عن ربة منزل لا تعمل، وتهتم به وبشؤونه وبحالته الصحية السيئة، والفنانة سعاد حسني لم تكن لتترك الفن أبدًا، لأنها كانت نجمة كبيرة، وهذه واحدة من أهم نقاط الخلاف بينهما. وسوف تظهر هذه المذكرات قريبًا، ولكنها الآن في حوزة شركة الإنتاج، فلا يمكن نشرها من طرفنا قبل أن ينشروها، وإلا رجعوا علينا قانونيًا. وحين تُنشر من قبلهم، ستتضح الحقيقة كاملة بدون أي تجريح أو إساءة لأي طرف.
وعندما وجدنا الخطاب، نشرناه فقط لنُثبت أن العلاقة قد انتهت من طرف حليم، على الأقل في وقتها، ولم نكن نريد أن نُسيء أو نفضح مشاعر إنسانة، كما يقول البعض، وإن حدث ذلك فنحن نعتذر عن هذا الأمر، لأننا نحترم مشاعر الآخرين، والفنانة سعاد حسني تستحق منا كل التقدير والاحترام، لأن العلاقة بينها وبين أسرة حليم ظلّت علاقة صداقة وطيدة حتى بعد رحيل حليم.
ثالثًا: الادعاء بعدم رد حليم على خطاب الفنانة سعاد حسني وتركها حزينة وتعيسة، فهذا ليس حقيقيًّا، لأن حليم ظل طوال حياته محتفظًا بعلاقته الوطيدة والقوية بالفنانة سعاد حسني، والجميع يعلم أنه كان بجانبها أثناء المشاكل التي تعرضت لها من أشخاص ذوي نفوذ حينها، وكان أول من تصدى لهم حتى يبتعدوا عن طريقها تمامًا، وتعرض لمشاكل كثيرة بسبب هذا الموضوع، لكنه ظل صامدًا، لأنه اعتبر سعاد مسؤولة منه، حتى وإن لم تكتمل قصة الحب بالزواج. فمن يدّعي أن حليم ترك سعاد حزينة ومكسورة، فهو في الحقيقة لا يعلم شيئًا، والدليل على كلامنا أن البرقية التي أُرسلت لحليم من سعاد بمناسبة عودته إلى الاستوديو كانت بعد انفصالهما بفترة، وكانت تذهب لتطمئن عليه كما كان يفعل حليم معها أيضًا.
سعاد حسني كانت آخر قصة حب في حياة حليم، وظل بعدها وحيدًا لفترة طويلة، لسنوات وسنوات، بدون أي قصة حب، لأن المرض ازداد قسوة عليه حتى وافته المنية سنة ١٩٧٧.
رابعًا: نحن على أتم الاستعداد لتقديم الخطاب المنشور، الذي يدّعي البعض أنه مزوَّر، للجهات المختصة لفحصه والتأكد من صحته، لأننا كعائلة متأكدون من صحته، ولا ننشر غير الحقيقة، ونتحمّل كل المسؤولية إذا ثبت العكس. ولكن في المقابل، نريد أن تتقدم أسرة الفنانة سعاد حسني بتقديم النسخة الأصلية من عقد الزواج العرفي الذي يدّعون أنهم وجدوه في خزنتها بعد وفاتها، ومن المفترض أنه في حوزتهم الآن، للجهات المختصة، وإذا ثبت أن العقد صحيح، فسنتقدم باعتذار رسمي لأسرة الفنانة سعاد حسني، وسنعلن أن الزواج قد تم فعليًّا في وقتها. وإذا ثبت العكس، فنحن لا نريد شيئًا غير أن يتوقفوا عن هذه الإشاعة السخيفة التي طالتنا وطالتهم لسنوات عديدة، ولن نقاضيهم عن أي شيء. أليس هذا عدلًا؟
خامسًا: نحن نشكك في هذا العقد لأسباب عديدة:
١- العقد مكتوب فيه "جمهورية مصر العربية" مع أنه في ذلك الوقت كانت الجمهورية العربية المتحدة.
٢- من قام بعقد الزواج العرفي هو شيخ الأزهر حينها، فهل من المعقول أن شيخ الأزهر سيعقد قرانًا عرفيًّا؟! بالإضافة إلى أنه لا يوجد إمضاء لشيخ الأزهر، ويوجد فقط بصمة يد! فهل من المعقول أن شيخ الأزهر حينها لم يكن يعرف الكتابة؟
٣- الشهود: أولًا، لا يوجد إمضاء لهم على العقد، بل مكتوب "الإمضاء" بالآلة الكاتبة فقط!! وهم: الفنان الكبير يوسف بك وهبي، والإعلامي وجدي الحكيم. ثانيًا، هل فنان بحجم يوسف بك وهبي سيكون شاهدًا على زواج عرفي، حتى ولو كان العريس هو حليم والعروسة سعاد حسني؟ ثالثًا، عندما سُئل وجدي الحكيم عن زواج حليم، قال: سمعت هذا الخبر، ولكنني لم أره بنفسي. فكيف يكون شاهدًا على الزواج ولم يحضر؟! رابعًا، أين أصدقاء حليم المقربون أو أهله؟ أليس منهم شاهد واحد على الأقل؟ فعلاقة حليم بالفنان يوسف بك وهبي والإعلامي وجدي الحكيم لم تكن بقوة علاقته بباقي أصدقائه الذين تم ذكرهم أعلاه.
٤- الفنانة سعاد حسني كانت قاصرًا في هذا الوقت، فهل من المعقول أن شيخ الأزهر سيعقد قران قاصر دون ولي أو وكيل؟!
٥- التوقيع لا يمتّ بصلة لتوقيع عبد الحليم حافظ.
سادسًا: نعم، كانت هناك قضية تشهير مرفوعة من أسرتنا ضد أسرة الفنانة سعاد حسني، وتم خسارة القضية لأن أسرة الفنانة أنكرت أنها تعرف شيئًا عن موضوع الزيجة، وأن من أطلق الإشاعة هم أشخاص آخرون سمعوا بها مثلهم مثل باقي الجمهور. ولذلك خسرنا القضية، لأنهم أنكروا أنهم أشاعوا زواج حليم وسعاد حسني. وبعد ذلك بدأوا يتحدثون عن الموضوع مرة أخرى وكأنه لم يحدث شيء، ولذلك نشرنا الخطاب أملًا في أن يتوقفوا..!!
سابعًا: نحن لم ندّعِ أبدًا أن أسرة الفنانة سعاد حسني طلبت منا أي شيء يخص الميراث، فالأمر ليس متعلقًا بأي شيء مادي تمامًا، وإنما متعلق بسمعة إنسان وإنسانة أشيع أنهما تزوجا، وهذا لم يحدث. ولو حدث، لعلم الجميع.
هناك العديد من المغالطات التي تؤكد موقفنا، وعدم صحة هذه الإشاعة. ونحن لم ننكر أبدًا أن حليم كان يحب الفنانة سعاد حسني ويحترمها، وكان بجانبها حتى بعد أن انتهت العلاقة العاطفية، وظلا صديقين. ونحن كأسرته كنا نتمنى أن يتزوج حليم وتكون له زوجة وأسرة وأولاد، وهذا للأسف لم يحدث نظرًا لظروفه الصحية ووفاته في منتصف عمره.
نرجو من حضراتكم أن تتوقفوا عن الإهانة والسب، سواء كان لحليم أو لأسرته، ومن ناحية أخرى للفنانة سعاد حسني أو أسرتها، فهم في رحاب الله. ونحن كأسرهم من يعاني من مثل هذه الإساءات. ونعتذر إذا كنا قد سببنا الضيق لجماهيرهم بنشر الخطاب، ومرة أخرى نؤكد أن النية لم تكن أبدًا فضح مشاعر إنسان. ومن باب حسن النية، فسوف نقوم بحذف المنشور والخطاب حتى لا نتسبب في أي ضرر نفسي أو عاطفي آخر لمحبيهم، ولن نتحدث أو نعلق عن هذا الموضوع مرة أخرى. لذلك وجب علينا التوضيح، ولكم منا كل التقدير والاحترام، ونعتذر مرة أخرى عن الإطالة.
نرجو من الإخوة الصحفيين والإعلاميين نشر هذا البيان بالكامل على المنصات والمواقع والقنوات، وليس جزءًا منه، لكي نتمكن من إيضاح الأمر بالكامل لكافّة الجمهور في الوطن العربي، وإلا سنرجع قانونيًّا على من نشر جزءًا فقط أو مقتطفًا من هذا البيان لإثارة الجدل.
نرجو منكم إعادة نشر هذا البيان على صفحاتكم..
أسرة الغائب الحاضر الفنان عبد الحليم حافظ – ٢٠ مايو ٢٠٢٥.