استطاع الفنان محمود عزازي أن يثبت حضوره المميز في الساحة الفنية، بفضل موهبته المتفرّدة وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة ومعقّدة، جمعت بين الكوميديا والدراما والرموز التاريخية والفنية، فترك بصمة واضحة في كل عمل شارك فيه، سواء على خشبة المسرح أو عبر الشاشة.
لفت عزازي الأنظار بقوة من خلال تجسيده لشخصيتي الزعيم عادل إمام والعندليب عبدالحليم حافظ، لا سيّما في العرض المسرحي 'نوستالجيا ٨٠ ٩٠'، الذي قدّم خلاله شخصية عادل إمام ببراعة استثنائية، جعلته محط إعجاب الجمهور والنقاد على حدّ سواء.
ورغم هذا النجاح الكبير، إلا أن الفنان أشار إلى أن ارتباطه بتجسيد هاتين الشخصيتين قد طغى على باقي أدواره التي قدّمها في أعمال متنوعة، قائلا:'تجسيدي لشخصيات بحجم الزعيم والعندليب، وما يرتبط بهما من جماهيرية ضخمة، كان له تأثير بالغ على مسيرتي الفنية، إلى حدّ أنالجمهور بات يراني فقط في إطار عبدالحليم أو عادل إمام، متغافلًا عن أدوار أخرى اجتهدت فيها بصدق، وقدّمتها بحب شديد، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي رغم نجاحها'.
وأوضح عزازي أنّه قدّم على مدار مشواره الفني شخصيات عديدة عكست تنوّعه وقدرته على التلوّن، من أبرزها شخصية 'الشربيني' في فيلم 'ورقة شفرة'، و'علوان' في مسلسل 'بحر'، و'إدجار' في مسلسل 'سره الباتع'، و'أكرم'في مسلسل 'أبواب الخوف'، مؤكدًا أنّ هذه الأدوار أحبّها الجمهور، لكن لم تُسلّط عليها الأضواء كما ينبغي.
ويُعدّ دور 'علوان' في مسلسل 'بحر' من الأدوار الأقرب إلى قلبه، حيث جسّد شخصية صعيدية محورية وسط صراعات عائلية متشابكة، في عمل درامي ناقش قضايا اجتماعية مهمة، أبرزها الثأر والعادات الراسخة في المجتمعات الريفية، وشارك في بطولته نخبة من النجوم، منهم ماجد المصري، دياب، حنان سليمان، حسني شتا، وعبدالرحمن أبو زهرة، وهو من تأليف أحمد عبدالفتاح، وإخراج أحمد صالح.
أما في مسلسل 'أبواب الخوف'، فقد قدّم عزازي شخصية 'أكرم'، في عمل تدور أحداثه في إطار من الغموض والرعب، حول الصحفي والمترجم آدم ياسين، الذي يخوض مغامرات متكررة مع قوى ميتافيزيقية وأسرار غامضة، وشارك في البطولة عمرو واكد، ريهام أيمن، عمرو عابد، ومن إخراج أحمد خالد.
وفي مسلسل 'سره الباتع'، المأخوذ عن قصة قصيرة للأديب يوسف إدريس ومن إخراج خالد يوسف، تألق عزازي في شخصية 'إدجار'، ضمن حبكة درامية تمزج بين الماضي والحاضر، حيث تدور الأحداث حول رحلة بحث عن أسرار المجاهد الشعبي 'السلطان حامد'، الذي تصدّى للحملة الفرنسية، في خط سردي يتقاطع مع صراعات حديثة تتعلق بتهريب الآثار.
وفي السينما، قدّم عزازي أدوارًا بارزة في أفلام مثل 'ورقة شفرة' و'سمير وشهير وبهير'*، واستطاع أن يوازن بين الأداء الكوميدي والدرامي، مشيرًا إلى أنه يحرص دائمًا على اختيار أدوار مختلفة تثبت تنوع أدواته كممثل.
واختتم عزازي تصريحاته قائلًا:
'من وجهة نظري، الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع أن يغيّر جلده في كل عمل، ويتنقل بين الأدوار دون أن يقع في فخ التكرار. لا يزال لديّ الكثير لأقدّمه، وإن شاء الله القادم سيكون أقوى وأعمق على المستوى الفني.'
بهذا الطموح والإصرار، يواصل محمود عزازي بناء مسيرته الفنية بثقة، مؤمنًا بأن الموهبة الحقيقية لا يمكن أن تغيب طويلًا عن أعين الجمهور.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
