بأكثر من 20 دقيقة من التصفيق، استقبل جمهور فينيسيا الفيلم التونسي صوت هند رجب للمخرجة كوثر بن هنية، وهو مرشح تونس لتمثيلها في جوائز الأوسكار الـ 98، استقبالًا حميمًا ومؤثرًا للغاية في عرضه العالمي الأول بالمهرجان العريق.
ووقف المشاهدين بعد انتهاء العرض لأكثر من عشرين 20 دقيقة كاملين مع تصفيق حار للفيلم، وملئت القاعة هتافات "فلسطين حرة" مصحوبة بدموع الحضور، وهي المدة الأطول التي استمر بها تصفيق الجمهور خلال المهرجان حتى الآن.
وأتى هذا الاستقبال على خلفية قصة الفيلم المؤلمة، التي تدور أحداثها في 29 يناير 2024، تلقى متطوعو الهلال الأحمر اتصالاً طارئًا. طفلة في السادسة من عمرها عالقة في سيارة تحت نيران الاحتلال في غزة، تتوسل لإنقاذها. وبينما كانوا يحاولون إبقاءها على الخط، بذلوا قصارى جهدهم لإحضار سيارة إسعاف إليها. كان اسمها هند رجب.
وقبل عرض الفيلم للجمهور اليوم، ظهر طاقم العمل بأكمله على السجادة الحمراء حاملين صورة للطفلة هند رجب التي قُتلت برصاص الاحتلال في غزة، بالإضافة إلى الممثل العالمي خواكين فينيكس والممثلة روني مارا اللذان ظهرا بدبوس معلقًا على ملابسهما دعمًا للقضية الفلسطينية.
وفي المؤتمر الصحفي السابق بعرض الفيلم، اُستقبلت المخرجة كوثر بن هنية وطاقم العمل بحفاوة بالغة صاحبتها وصلة من التصفيق الطويلة، وشهد حضورًا واسعًا من الصحفيين والنقاد،
افتتحت المؤتمر بطلة الفيلم الممثلة سجى كيلاني بكلمات مؤثرة "بالنيابة عنّا جميعًا كممثلين: ألا يكفي هذا؟ ألا يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتهميش، والتدمير، والاحتلال المستمر"
أما بطل الفيلم الممثل معتز ملحيس، قال أنه مر بتجارب مشابهة في طفولته. مضيفًا: "أنا من جنين، في الضفة الغربية، لذا عندما كنت في العاشرة من عمري، عشت هذا النوع من الحياة، مثلما يحدث الآن في غزة». وأكمل : «شعرت وكأنني عدت إلى طفولتي، لم يكن الأمر سهلًا، شعرت وكأنني متُّ ألف مرة عند سماع صوت هند".
وفي وقت سابق كان قد أعلن موقع Deadline أن نجوم هوليوود، براد بيت، وخواكين فينيكس، وروني مارا، والمخرجين ألفونسو كوارون، وجوناثان جليزر، من بين الأسماء البارزة التي انضمت إلى فريق عمل الفيلم كمنتجين منفذين، وذلك بعد إعجابهم بالفيلم. كما يشارك ديدي غاردنر، وجيريمي كلاينر من شركة الإنتاج "بلان بي" التابعة لبراد بيت كمساعدو إنتاج.
ومن بين الشخصيات العامة البارزة الأخرى التي انضمت إلى المشروع كمنتجين منفذين، الصحفية المنتجة جيميما خان، ورجل الأعمال الكندي والمؤسس السابق لشركة "ليونزجيت" فرانك جيسترا، ومصممة المجوهرات والشخصية الاجتماعية البارزة سابين غيتي.
وقد ظهرت بالفعل الملامح الأولية لجولة سينمائية مبهرة للفيلم، فبعد عرضه العالمي بمهرجان فينيسيا، سيشهد "صوت هند رجب" عرضه الأول بأمريكا الشمالية بمهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ثم سينافس بالمسابقة الرسمية لمهرجان BFI لندن السينمائي، وقسم Perlak بمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا حيث ينافس على جائزة الجمهور، وقسم السينما العالمية بمهرجان بوسان السينمائي الدولي بكوريا الجنوبية.
وفي حديثها مع Deadline عن الفيلم قالت بن هنية "كان بهذا المشروع وهج خاص، شيء آني وحي. طوال سنوات عملي كمخرجة، لم أتخيل يومًا أن يكون من الممكن الانتهاء من فيلم خلال 12 شهر فقط.
هكذا بدأ كل شيء: كنتُ في خضم حملة الأوسكار لفيلم "بنات ألفة"، وأستعد نفسيًا لدخول مرحلة ما قبل الإنتاج أخيرًا في فيلمٍ كنتُ أكتبه لعشر سنوات. ثم، أثناء توقفي في مطار لوس أنجلوس الدولي، سمعتُ تسجيلًا صوتيًا لهند رجب تتوسّل المساعدة. حينها، كان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. على الفور، شعرتُ بمزيج من العجز والحزن العارم. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تتأرجح تحتي".
مضيفة "هذا الألم، هذا الفشل، ملكٌ لنا جميعًا. هذه القصة ليست عن غزة فحسب. إنها تُعبّر عن حزن يتخطى الحدود الجغرافية. وأعتقد أن الخيال (خاصةً عندما يُستمد من أحداث حقيقية مُثبتة ومؤلمة) هو أقوى أدوات السينما. أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة أو الشرود المصاحب لتصفح الانترنت السريع. السينما قادرة على حفظ الذاكرة. السينما قادرة على مقاومة النسيان".
الفيلم من كتابة وإخراج كوثر بن هنية وهو إنتاج تونسي فرنسي مشترك لكل من نديم شيخ روحه لشركة Tanit Films و Mime Films وأوديسا راي لشركة RaeFilm Studios، وجيمس ويسلون لشركة Jw Films Production.
تتولى MAD Distribution التوزيع بالسينمات والعروض الثقافية للفيلم بالعالم العربي، بينما تعمل Sunnyland (مجموعة A.R.T) كموزع رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتولى شركة The Party Film Sales إدارة المبيعات العالمية وتمثيل الحقوق في أمريكا الشمالية بالتعاون مع شركة CAA Media Finance.
شارك في بطولة الفيلم سجا الكيلاني ومعتز ملحيس وكلارا خوري وعامر حليحل، وتصوير خوان سارمينتو جي، ومونتاج قتيبة برهمجي، ماكسيم ماتيس، وكوثر بن هنية، وموسيقى تصويرية أمين بوحافة، ومصمم الإنتاج باسم مرزوق.