اعلان

"أحمد".. من بكالوريوس حاسبات ومعلومات إلى بائع ملابس جاهزة: لقب مهندس يسعدني ويحزنني.. لم أندم على سنوات الدراسة ولن أضحي بشهادتي (صور)

أحمد سمير المنطاوى،

لم يمنعه لقبه كونه «مهندس برمجيات» من أن يقف فى مكان عمله ليبيع الملابس الجاهزة الراقية، ذات الماركات المستوردة، حيث عرف تلك التجارة منذ سنوات عقب طلب ابن عمه منه أن يساعده فى بيع الملابس الجاهزة للشباب، وهو ما ساعده على حب تلك المهنة، وكغيره من الشباب الذين يتخرجون من الكليات المختلفة ولم يجدوا وظيفة، ففكر فى أن يكسب رزقه وأن يكون له مصدرًا للدخل، لم ينتظر أن تسعى إليه الوظيفة، فقرر البحث عنها مهرولا، وسعى إلى إيجاد فرصة عمل تغنيه عن الحاجة والسؤال، ففتح محل للملابس الجاهزة.

أحمد سمير المنطاوى، البالغ من العمر 24 عاما، خريج كلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنصورة، وأحد أبناء محافظة كفر الشيخ، فتح محلا كبيرا لبيع الملابس الجاهزة، تكلف عشرات الآلاف من الجنيهات، وشهد إقبالا كبيرًا من الشباب خلال الفترة الماضية، الذين يذهبون إلى شاب مثلهم تشجيعا له على مواصلة جده واجتهاده فى عمله.

يقول «أحمد»، «تخرجت من الثانوية العامة عام 2012م، بمجموع 94%، والتحقت بعدها بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنصورة، وفى الصيف تلقيت عرضًا من ابن عمى لمساعدته والعمل معه فى محل لبيع الملابس الجاهزة بمدينة بيلا، وكانت هذه هى المرة الأولى التى أعمل بها، وأشعر أننى أعمل شيئًا مفيدًا، وأحببت موضوع التجارة، وكنت محبوبا من جميع الزبائن بفضل الله، وظللت أعمل فى محل الملابس أذهب الى كليتى صباحًا وإلى عملى مساءً، وكان هناك وقتا للكلية والعمل والمذكراة أيضا بتنظيم منى، حتى تخرجت من كليتى بتقدير جيد، وذهبت لأداء الخدمة العسكرية، وانتهيت منها، وعندما تخرجت لم أجد وظيفة فأخذت التجارة مهنة لى».

ويضيف «أحمد»،: «تعلمت الكثير فى سوق العمل، وأخذت الخبرة الكافية فى هذا المجال، ومع ذلك كنت ناجحًا أيضًا فى دراستى، واعتليت المناصب الكبرى فى كليتى، حيث كنت رئيسًا لاتحاد طلاب الكلية، بجانب عملى، وأرى أن مؤهلى من المؤهلات العليا، ومجاله فى سوق العمل كبير، ولكن ينتظر منا الصبر والمثابرة، ولن أضحى بمؤهلى، فقد تعبت كثيرا حتى وصلت الى ما أنا فيه الآن، وأهم شئ فى هذه الأيام هو الصبر والتفاؤل والأمل والطموح فى الحياة، وأرى نفسى ممتازا فى التجارة، كونى أسلوبى جيد مع الزبائن، وليس معنى ذلك اننى سوف أترك شهادتى ولن أعمل بمؤهلى، بل العكس .. ولكن كل وقت وله أذان».

ويتابع «أحمد»، «افتتحت مشروعى الجديد منذ أكثر من شهر، حتى استقر فى حياتى ولو مؤقتا، حيث إننى تعودت على العمل، وأصبح رقم واحد فى حياتى، وبفضل الله لدى طموح كبير، ولن أتخلى عنه، ولكن لا بد علينا من الصبر، فمن الصعب تحديد المستقبل ولكن لا شك أن هناك تطلعات اليه، وأنا سأظل أعمل ولدى يقين أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع تعبى، ولكنى أرى اننى سوف أصبح شيئا كبيرا فى مجالى سواء بمؤهلى أو من خلال تجارتى، وهذا ليس من فراغ بل بتشجيع من والدى ووالدتى وأخى الوحيد، وأصدقائى الذين هم نعمة كبيرة فى حياتى» .

ويوضح «أحمد»، «سأظل أعمل بالتجارة أيضا حتى وإن عملت بمؤهلى، فقد جاء فى الأثر أن تسعة أعشار الرزق فى التجارة، ولا أنكر أننى قد افتتحت مشروع محل الملابس الجاهزة حتى يتثنى لى المذاكرة وأخذ المزيد من الكورسات التى من الممكن أن تفيدنى إن عملت بمؤهلى كمهندس برمجيات، ولكن التجارة ستظل شئيًا أساسيًا فى حياتى، لأننى أحبها والحمد لله الذى أكرمنى بتعليم جيد، ولن أضحى بشهادتى أبدا وأنا متفائل خير، ومهما كانت الظروف صعبة فلابد أن يكون عند الإنسان ذرة أمل، وعلى الشاب أن يسعى ويكد ويتعب وهو صغير حتى يرتاح وهو كبير».

ويؤكد «أحمد»، «لقب مهندس يسعدنى ويحزننى فى نفس الوقت، حيث يسعدنى لأننى قد تعبت فى التعليم، ومررت بظروف صعبة، أشعر من خلالها اننى قد فعلت شيئا جيدا فى حياتى، أما ما يحزننى بالفعل، هو أننى لم أعمل فى مجالى حتى الآن ولكن هناك دافع لدى أن أذاكر، حتى أكون ما أريد، ولم أشغل بالى بالألقاب».

وعن نصيحته للشباب قال، «نصيحتى للشباب أن يبحث كل منهم على عمل، وأن يسعى من أجل ذلك، وعدم الاعتماد على العمل من خلال الشهادة والمؤهل فقط، فالعمل ليس شيئا مخجلا، ولكل مجتهد نصيب، أنا أرى أن الشاب إن لم يتقاضى راتبًا أكثر من 3 إلى 4 آلاف جنيه فى الشهر فلن يعمل، وهذا شئ خاطئ، فعلى الإنسان أن يعمل، وكل شئ يأتى فى وقته، وهناك الكثير من الشباب فضلوا الجلوس على المقاهى والكافيهات، بدلاً من البحث عن فرصة عمل تغنيهم عن الحاجة، ومد اليد إلى الوالدين، وأقول لهم لابد أن يكون ليدكم طموح فى الحياة، وضع لنفسك هدفًا تسير عليه وتسعى إليه، تحدى واصبر، وأعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بمناسبة عيد تحرير سيناء.. الإفراج بالعفو عن 476 من النزلاء المحكوم عليهم