لم تجد الأستاذة الجامعية مفرا أخرا لإنقاذ زوجها من طلقات نارية أصابت جفنيها بالإغلاق الجبري من شدة هولها بعد أن أنهالت عليهما كقطرات جمر لا يمكن إيقافها، سوي الدفاع عنه حتي الموت لتفديه بروحها كي يبقا نصفها الأخر علي قيد الحياة، في مشهد هو الأول من نوعه تقدم سيدة روحها فداءا لزوجها في قضايا الثأر بصعيد مصر.
كمشهد سينمائي لا يصدقه عقل ويغمض الصغار عنه أعينهم، فوجئا الزوجان بطلقات الرصاص تنهال عليهما دون سابق إنذار من قبل أحد الأشخاص كان قد وقع في السابق خلافات بين عائلته وعائلة الزوج ليقرر الإنتقام من الزوجان والناس نيام ينتظرون لحظة الاحتفال بعيد الأضحي المبارك، إلا أن أصوات الرصاص تعال ضجيجها عنان السماء.
وسط دائرة مغلقة وقع الزوجان وطفلهما الصغير الذي لم يتجاوز العشر سنوات صوب الطلقات النارية ليتحامي الصغار بين جنبات والديهما ولإستمرار الطلقات تدفق الطلقات النارية قدمت الزوجة التي تعمل مدرس مساعد بجامعة المنيا حياتها ثمنا لحماية زوجها وبقاءه علي قيد الحياة لتسقط الزوجة أرضا وبجوارها طفلها الصغير ينتظرون لحظة إفاقة والدتهما إعتقادا منهما بأنها فاقدة للوعي، في حين سقط الزوج أرضا متأثرا بإصابته بطلقات نارية.
هرع الأهالي إلي الشارع ليلا ليجدوا الزوجان غارقان في دمائهما وبرفقتهما طفلهما الصغير يهمس بين أحضان والديه في خوف، ليبدأ الأهالي في محاولة إنقاذ الزوجان، ليسفر الحادث عن وفاة الزوجة الأستاذة الجامعية ويتم نقل الزوج إلي العناية المركزة بإحدي المستشفيات بمحافظة المنيا.
انتقلت الأجهزة الأمنية علي الفور إلي موقع الحادث ليتبين أن هناك خلافات سابقة بين أسرة الزوج وإحدي العائلات وقعت منذ عدة أشهر راح ضحيتها شخص، مما دفع الطرف الثاني للإنتقام وقاموا بالتربص للزوج أخذا بالثأر، ما أسفر عن وفاة الأستاذة الجامعية بطلقة في الرقبة، فيما أصيب زوجها ب4 طلقات وتم نقله إلي العناية المركزة بمستشفي المنيا الجامعي، ليكون أول حادث ثأر يقع في محافظات الصعيد تقدم خلالها زوجة حياتها فداءا لزوجها ونجلها.
وسادت حالة من الحزن بين أعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة المنيا عقب الأعلان عن نبأ استشهاد الدكتورة أمل عبد الحميد، الأستاذ المساعد بكلية دار العلوم جامعة المنيا، واحتسبها الجميع شهيدة قدمت حياتها فداءا لزوجها ونجلها، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض علي مرتكب الواقعة.