ما إن علم 'سعودي الجنسية'، يبلغ من العمر 42 عاما، بغلق المطارات بسبب جائحة كورونا، ولم يتمكن من العودة إلى بلدته، فقرر الجلوس داخل شقته القاطنة بشارع بورسعيد بمنطقة السيدة زينب، ولم يدر أنه يقضي اللحظات الأخيرة، حيث قُتل على يد فتاتين كان على علاقة بإحداهما، بمساعدة شابين.
بعد مرور عدة أيام من ارتكابها، أصبحت الجريمة البشعة حديث سكان العقار 22، وترك الجناة، الشاب السعودي، بعدما أنهوا حياته، لسرقة 3 هواتف محمولة، وتابلت وألفي جنيه وزجاجات عطر باهظة الثمن بحسب ما جاء في اعترافات المتهمين أمام رجال المباحث.
شقة المجني عليه
'أهل مصر'، انتقلت إلى العقار 22، شارع بورسعيد، على بعد أمتار من قسم شرطة السيدة زينب، وبالتحديد بجوار عمر أفندي، لكشف تفاصيل الواقعة، والحديث مع شهود العيان.
في البداية يقول أحد الجيران الذي كان متَواجدا لحظة حضور رجال المباحث، برفقتهم فريق النيابة لمعاينة الجثة: 'يوم الواقعة سمعت أحد السكان بيقول للبواب إن فيه رائحة كريهة منبعثة من الشقة المجاورة ليه، بقالها كام يوم، وبيسأل مين اللي ساكن فيها، لحد ماجه حد من قرايبه بيخبط على باب الشقة، ومحدش بيفتح'.
وتابع: 'أحد أقارب المجنى عليه، عانى كثيرا لفتح باب الشقة، للاطمئنان على المجنى عليه، بعد غلق تليفونه المحمول، لأكثر من أسبوع، وفى وقت فتح باب الشقة عُثر عليه، مكبل اليدين، وبه أثار خنق في الرقبة'.
شقة المجني عليه
وبعد الانتهاء من سرد تفاصيل الواقعة، التقينا عم شحاتة بواب العقار الذي كان يقيم فيه القتيل سعودي الجنسية، ورفض الحديث عن الواقعة، بعدما أصابته حالة من الخوف والقلق: 'أنا من ساعة ماشوفته منزلينه رجال الإسعاف أنا مش بنام، ومش هتكلم في الموضوع دا'.
'ماكناش قاصدين نموته، كنا هنخدره ونسوق اللي معاه بس'.. بهذه الكلمات جاءت اعترافات المتهمين تفصيليًا حول الحادث، وقالت فتاة إنها تعرفت على المجني عليه قبل بضعة أشهر من الواقعة، ثم بدأت تتردد على شقته وتقضى معه بعض الوقت، وعلمت أن لديه نقودا وممتلكات في الشقة، فاختمرت في ذهنها فكرة شيطانية بسرقته، واتفقت مع صديقة لها وشابين آخرين على أن تقوم بتخديره ثم يتسلل الباقون إلى الشقة للسرقة ويفرون هاربين، ولكنها لم تتمكن من تخديره، فصعد اثنان من المتهمين الثلاثة الآخرين وقاما بتوثيقه بملابسه ثم خنقه، لسرقة الشقة.
وأمرت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، تحت إشراف المستشار أحمد الكاشف وكيل النيابة، بتشريح جثة المجني عليه، لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن، كما أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وكشفت التحقيقات، أن المجني عليه سعودى الجنسية، ولم يتمكن من العودة إلى بلده بسبب أزمة كورونا وغلق المطارات، فجلس في شقة سكنية ملكه بمنطقة السيدة زينب، وأنه كان على علاقة بإحدى الفتيات وكانت تأتي له من وقت إلى آخر، وتبين أن وراء ارتكاب الحادث أربعة متهمين 'فتاتين وشابين'، واتفقا على تخدير المجني عليه وسرقته بمساعدة المتهمة الأولى التي كانت تتردد على مسكنه بالسيدة زينب.
وأوضحت التحقيقات أن أحد أقارب المجني عليه أكد إنه كان يحاول الاتصال بالمجني عليه وكان الهاتف مغلقا لأكثر من يومين، ولم يتمكن من الوصول إليه فذهب إلى شقته للسؤال عنه وأخذ يطرق على الباب دون إجابة، وفور دخوله الشقة بمساعدة الجيران وجده مقتولا وموثقا من اليد والقدمين، فأبلغ الجهات الأمنية ، وان المسروقات عبارة عن٣ هواتف محمولة، وتابلت وألفي جنيه وزجاجات عطر باهظة الثمن.
تفاصيل الواقعة بدأت بتلقي قسم شرطة السيدة زينب بلاغا من أحد الأشخاص يفيد بعثوره على قريبه مقتولا داخل شقته في ظروف غامضة، وانتقلت النيابة إلى مكان الحادث، وبمناظرة جثة المجني عليه، تبين أن الواقعة حدثت قبل أربعة أيام أمرت من اكتشافها وتعرض الجثة للتعفن، وتحرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة التحقيقات التي أمرت بالقرارالسالف ذكره.