قررت محكمة القضاء الإداري، إحالة الدعوى المقامة من سمير صبري المحامي بالنقض، ضد الداعية مبروك عطية، لمنعه من الظهور على شاشات التلفزيون، إلى هيئة مفوضي الدولة.
وقال صبري، في دعواه التي حملت رقم 45936 لسنة 74: بعد أن أصبح الدعاة هم المرجع الذي يتجه إليه المسلمون في حالة وجود أي تساؤل في أمور دينهم، فالدعاة هم من يوجهون الناس إلى صحيح الدين وإعطائهم الفتاوى التي تعينهم في أمور دينهم ودنياهم، وأصبح الدعاة فئة يجب أن تتمتع بقدر من العلم واللباقة وحسن الأداء لجذب المشاهد إليهم، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر العديد من الدعاة الذين اتخذوا الدين حرفة لهم دون أن يكونوا مؤهلين، لذلك نجد العديد من خريجي جامعة الأزهر لا يملكون الحجة الكافية من أجل تقديم الفتاوى للمسلمين.
وأضافت الدعوى: "لا يوجد خلاف على ما يملكه الداعية مبروك عطية من علم باعتباره عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة، وكان قبل ذلك أستاذ دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود جامعة الملك خالد بمدينة أبها بالمملكة العربية السعودية، إلا أنه ومنذ بداية ظهوره على شاشات التلفزيون أصبح مادة للسخرية والتهكم من هذا الأسلوب الذي ينتهجه في الظهور على شاشات التلفزيون فله العديد من الفيديوهات خاصة بحلقات ظهر فيها يقوم فيه بالجلوس في الشارع مع سيدة ويقوم ببيع الخضروات" وفق تعبير الدعوى.
وقال صبري، في دعواه إن هذا الأمر لا يليق بداعية وعالم أزهري يتخذه الناس قدوة ومرجع لهم وبعض الألفاظ التي يتخذها في حلقاته محل السخرية والتهكم فالداعية يجب أن يلتزم بالحد الأدنى من سلوكيات التخاطب مع الناس والظهور على شاشات التلفزيون وأن يتحسس ألفاظه وحركاته وإيماءاته التي يتخذها سواء بقصد أو بدون، إلى أن وصل الأمر أن بعض الأشخاص قام بأخذ الفيديوهات المقتبسة من حلقات برنامجه وقاموا بتقليده والسخرية منه عبر منصات وصفحات السوشيال ميديا.
وقالت صحيفة الدعوى إن مبروك خرج في إحدى الحلقات وتحدث عن جماعة الإخوان وقال عليها "جماعة زي الفل ومفيهاش إرهابيين" في إشارة منه إلى تأييد تلك الجماعة وأفكارها وما يتخذونه من أفعال وعلى الرغم من صدور حكم من المحكمة نهائي يفيد بإدراج تلك الجماعة كجماعة إرهابية مسلحة أسست على خلاف القانون، وكان الغرض من تأسيسها مهاجمة الدولة وسياساتها وتعطيل العمل بالدولة بالقوة عن طريق الإرهاب، فلا يمكن أن يكون عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بدولة جمهورية مصر العربية التي أذاعت الدين إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي قبل الدولة التي نزل فيها القرآن ويجب أن يكون ممثل تلك المؤسسة الأزهرية والمتمثلة في عميد كلية الدراسات الإسلامية التي يتخرج منها كل عام الآلاف من الدعاة والإسلاميين والأزهريين أن يمثلها مبروك عطية في شخصيته محل السخرية والتهكم، وفق نص الدعوى.
وأضاف سمير صبري، من خلال متابعة آرائه في العديد من حلقاته نجد أنها تتسم بسمة أساسية ألا وهي التناقض؛ ففي الوقت الذي يستنكر فيه الأمر يعود ويؤيده في موضع آخر، فيجب أن يتسم الداعية في ظهوره أمام شاشات التلفزيون أن يكون وجيها ومؤهل للظهور على أي وسيلة إعلامية ويلتزم بالحد الأدنى من سلوكيات التخاطب والتحدث والأداء والحركات إلى نهاية ما يتصف به من اتباع الأداء المنضبط لرجل الدين كونه قدوة شكلا وموضوعا لجميع الدعاة والأزهريين مما يجعل ظهوره على شاشات التلفزيون بهذا الشكل محل سخرية وتهكم مما يكون جديرا معه إصدار حكم بعدم ظهوره على شاشات التلفزيون.