عَصف الحرمان بالشقيقان وتوالت عليهم الأيام متثاقلة، متباطئة، ومتراخية وأزمتهما المالية ثابته دون تغير، رغبة جامحة عصفت بهما، وثورة من الرغبات والمتطلبات تتوال بالزيادة، وتسلط الحرمان عليهما للبحث عن المال، فما كان منهما إلا أن سلكا طريق الشيطان ولو كان ذلك سبيله الغدر والخطف، واتخذا القرار وعقدا صفقة المليون جنيه، برفقة 5 أشخاص أخرين مقابل خطف ابن الثري العربي قريبهما.
وضعوا سيناريو تنفيذ الجريمة، وكيفية استدراج الطفل واحتجازه، وما هي إلا ساعات حتى وقفت عصابة المدرس على بعد بضعة أمتار من بيت الطفل، إذ إندرج الشقيقان اللذان يرتبطان بعلاقة قرابة بوالدة الطفل في إحدى شوارع الهرم، يتتابعان بعين زائغة ضحيتهما، إلى الشارع الذى يقيم به، وفور مشاهدته استدرجوه بحجة تسليمه هدية أرسلها له خاله الذى يعمل بإحدى الدول العربية أيضا، ثم اختطفوه داخل سيارة.
واتخذت إحداهما الكرسي الأمامي بجواره، وأخذ يتجاذب معه أطراف الحديث بصوت متدفق خشية أن يفتضح أمرهما ، بينما يرمق الأخرين بنظرات بين الحين والآخر من خلال المرآة التي أمامهم ومن خلفهم وخوفا من اكتشاف أمرهما، إذ تم احتجاز الطفل بداخل شقة ملك أحدهم بمنطقة الطالبية، واتصلوا بوالدته، وطلبوا فدية مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه.
عصفت الرياح بما لا تشتهي السفن، وبعد مرور 24 ساعة اكتشفوا إبلاغ والدة الطفل لضباط مباحث، وتحريرها محضرا بخطف ابنها، وسرعان ما توصل رجال المباحث لهويتهم، فأطلقوا سراح الطفل وفروا هاربين، دون الحصول على الفدية.
بداية الواقعة
البداية كانت عندما تلقى مباحث قسم شرطة الهرم، بلاغا من ربة منزل، يفيد بخطف طفلها صاحب 8 سنوات على يد مجهولين، وتم مطلبتها بفدية مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، واشتباهها فى شخصين شقيقين يرتبطان بعلاقة قرابة بها، أنهما وراء خطف ابنها لمروره بضائقة مالية.
عقب تقنين الإجراءات تم التوصل لهوية المتهمين، وخلال تحديد الأماكن التى يترددون عليها، أطلق المتهمون سراح الطفل، وعاد لأسرته دون تعرضه لإيذاء، وسرعان ما تم القبض على المتهمين السبعة، وأرشدوا عن الهاتف المستخدم في التواصل مع والدة الطفل، والسيارة المستخدمة في خطفه.
اعترافات المتهمين الـ7
جاءت اعترافات المتهمين على النحو التالي: 'أن اثنين منهم شقيقان، يرتبطان بعلاقة قرابة بوالدة الطفل، نتيجة لمرورهما بضائقة مالية، قررا خطف الطفل، طمعا فى ثروة والده، الذى يعمل فى إحدى الدول العربية، واتفقوا مع باقى المتهمين الخمسة، للحصول على فدية مليون جنيه'.
وأضاف المتهمون، أنهم اكتشفوا إبلاغ والدة الطفل لضباط مباحث قسم شرطة الهرم، عن الواقعة، وتحريرها محضرا بخطف ابنها، وتوصل رجال المباحث لهويتهم، فأطلقوا سراح الطفل وفروا هاربين، دون الحصول على الفدية.