لم يكن يعلم 'خالد عماد' الشاب العشريني، أن حياته ستنتهي عقب اتصال من صديقه الذي كان ينتظره لمشاهدة مباراة الزمالك.
لحظات قليلة ثم خرج عماد ليقابل صديقه الذي ينتظره أسفل العقار للذهاب لمشاهدة مباراة الزمالك، ليتفاجأ بمشاجرة صاحب العقار مع صديقه أحمد محمدي، بسبب وقوفه أمام العمارة.
'أنت واقف ليه هنا يا بني يلا من هنا، أنا مستني خالد صاحبي، روح استناه بعيد'، هكذا دار الحوار بين صاحب العقار وصديق خالد، قبل أن يتدخل الأخير ويقول لصاحب العقار 'إيه يا عم معتز ده أحمد صاحبي كان واقف مستنيني علشان رايحين نتفرج على الماتش'.
ثم استدرجهما المتهم داخل عقاره الكائن بمنطقة اللبيني، ليخرج سلاحا ناريا من طيات ملابسه ويطلق النار عليهما، فأصيب 'خالد' بـ طلق بالوجه فسقط على الأرض غارقا في دمائه جثة هامدة، بينما صديقه 'أحمد' أصيب بساقه، وفر المتهم هاربا.
'خالد كان سندي ودراعي اليمين'، هكذا بدأ والد الضحية، ويعمل ميكانيكي حديثه لـ'أهل مصر'، مضيفا: 'كان يعمل معي في ورشة السيارات الخاصة بي، وذلك ليعينني على تعليم أشقائه الثلاثة، منذ أن كان طفلا في المدرسة، عقب حضوره إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، يتناول الغداء ثم يلحق بي إلى الورشة حتى أصبح ميكانيكي شاطر يستطيع أن يتحمل مسئولية نفسه'.
وتابع: 'رغم مشقة العمل استطاع أن يكمل تعليمه وحصل على 'دبلوم تجارة'، ثم جهز نفسه للتقديم إلى التجنيد حتى يستطيع ممارسة حياته الطبيعية دون أي عوائق، ولكن لم يستطع التقديم، وذلك لصغر سن إخوته، وبعدما وصل سن المجني عليه إلى الـ25 وكبر شقيقه الذي يليه ويدعى 'أحمد'، فقرر خالد تقديم أوراق الجيش'.
ويضيف الأب: 'في يوم الأحد كان خالد معي في العمل بورشة الميكانيكا، وقبل الانتهاء من العمل قال لي يلا يابابا عايزين نقفل علشان ألحق المباراة'.
ويتابع: 'نجلي كان شابا رياضيا، ويحب مشاهدة مباريات ناديه المفضل الزمالك، فذهب إلى المنزل في عجالة وتناول مع أشقائه وجبة العشاء قبل أن يتصل به صديقه أحمد محمدي'.
ويواصل والد المجني عليه: 'أثناء وقوف أحمد محمدي أسفل العقار شاهده صاحب العقار فحاول طرده فأخبره أنه ينتظر خالد عماد، فحدثت بينهما مشادة كلامية، وشاهد خالد ما يفعله المتهم بإهانة صديق عمره، فحاول تهدئة الوضع إلا أن المتهم كان ينوي على الشر'.
ويستمر الأب في وصف المشهد الذي لا يفارق خياله: 'عقب خروج نجلي من المنزل بدقائق سمعت صوت أعيرة نارية في الشارع، فأسرعت إلى شرفة الشقة لمعرفة ماذا يحدث في الشارع، وفوجئت بزوجتي تصرخ من الغرفة المجاورة وتخبرني بأن خالد ملقى أرضا وغارقا في دمائه فخرجت مهرولا إلى الشارع بملابسي الداخلية في محاوله مني لإسعاف نجلي ونقله إلى المستشفى، ولكن فشلت والجميع ينظر إلي كأنه فيلم وتم نقله بمساعدة أحد أصدقائه إلى المستشفى ولكن فارق الحياة'.
ولم يتمالك الأب نفسه، ليكمل المشهد، شقيقه عاطف: 'عماد والد الضحية ليس له أي علاقة بالمتهم 'معتز'، غير أنه كان يستأجر منه شقة ولا يوجد خلافات سابقة بينه وبين المتهم، وعقب الجريمة تفاجأنا أن المتهم ادعى في محضر الشرطة عقب القبض عليه، أنه ارتكب الجريمة وأطلق النار اعتراضا على جلوسهما أعلى سيارته الملاكي، وتسببهما في خدشها، وهو أمر عار تمامًا من الصحة'.
وتابع: 'سمعت من بعض الأهالي أن المتهم كان دائما يقوم بترويعهم في المنطقة بإطلاق أعيرة نارية في الهواء دون سبب، وأنه من محافظة أسيوط ولديه أكثر من عقار في المنطقة، ويقيم في نفس العقار محل الواقعة في الطابق التاسع، وتم اتهامه في قضية قتل سابقة'، مختتما: 'القصاص وحده يبرد ناري'.