فسر الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، واقعة السائق "محمود حسين اللاهوني"، المنتحر شنقًا بمنطقة كفر العلو بمدينة حلوان، جنوب محافظة القاهرة، بسبب وفاة زوجته الثانية.
وأشار إلى أن الضحية كان يعاني من اكتئاب شديد لم يتنبه لحالته أحد أو لم يهتم بها المحيطون به، بالإضافة لمعاناته بـ"الاكتئاب السوداوي".
وأضاف فرويز لـ"أهل مصر"، أن "الاكتئاب السوداوي"، مرض جيني متوارث من الأب أو الأم، ينشط لدى الفرد في حالة وجود استعداد نفسي داخلي له وعندما تواجهه أي مشكلات حتى وإن كانت بسيطة، فور فقدان الحبيب أو أعز شخص عنده.
وأكد استشاري الطب النفسي، أن هذا النوع من الاكتئاب يدخل فيه صاحبه قبل ثلاثة أسابيع على الأقل من الانتحار، مشيرا إلى أن أعراض هذا المرض تتمثل في الرفض التام للحياة، وقلة النوم لفترات طويلة، والرفض للطعام، وعدم الرغبة في لقاء أي شخص، مضيفا أن الشخص يبدأ فى الإقلال من الحركة والتفكير المستمر فى أشياء سيئة مثل أن يؤذي نفسه أو المقربين منه قائلا: "كان الأولى بأهله باهتمامه، لأن البعض لم يسأله ولم يهتم بأموره".
ووصف أستاذ الطب النفسي حالة الضحية، أنه دخل في حالة اكتئاب نفسي شديد وأهمل في علاجه ان كان ذهب الي دكتور نفسي، و الأهل هم المسؤلين الأساسين في وفاته لإهمالهم الشديد في حالته.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية التي أشرف عليها النقيب أحمد الدالي معاون مباحث حلوان، أن المتوفى لجأ للانتحار بسبب حزنه على وفاة زوجته التي وافاتها المنية منذ قرابة 20 يوما، دفعته إلى التخلص من حياته شنقا عن طريق حبل مصنوع من البلاستيك ربط طرفه في الحامل الحديدي بمروحة السقف وصنع منه مشنقة.
البداية عندما تلقى المقدم محمد السيسي رئيس مباحث حلوان، بلاغا يفيد فيه بالعثور على سائق مشنوقا داخل شقته بمنطقة كفر العلو بمدينة حلوان بالقاهرة، وبالانتقال والمعاينة تبين العثور على جثة "محمود حسين اللاهوني" الشهير بـ(رجولة) سائق ميكروباص، في العقد الثالث من العمر، ويرتدي كامل ملابسه وتبين أنه انتحر مشنوقا داخل شقته حزنا على وفاة زوجته.
حرر المحضر اللازم بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيقات، التي أمرت بتشريح الجثة وإعداد تقرير بالصفة التشريحية للجثمان، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء.