بدأت صباح اليوم جلسات الدورة الثامنة والثلاثون لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد عبر الدائرة التلفزيونية، بحضور الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزراء الداخلية العرب.
اجتماع وزراء الداخلية العرب
واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وقال: 'نجتمع اليوم عن طريق الاتصال المرئي نظرا لتداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد التي تفرض علينا اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي، مما يحرمنا من فرصة اللقاء بكم وجهاً لوجه ويقلل من زخم الحوارات والنقاشات واللقاءات الثنائية التي تشكل أحد أهم عوامل نجاح الدورات السنوية لهذا المجلس الموقر، وإن حرصكم على عقد هذه الدورة عن طريق الاتصال المرئي إنما يترجم تصميمكم على تعزيز التعاون الأمني العربي وعزمكم على مواجهة التحديات التي تطرحها هذه الجائحة على الأمن العربي'.
وتابع: 'لقد سعت الأمانة العامة - في ضوء توجهات المجلس - إلى العمل على مواجهة تداعيات هذه الجائحة من خلال إجراءات عدة تمثلت أولا في عقد اجتماع تشاوري مع الدول الأعضاء ركَّز على انعكاسات الأزمة الصحية على الأمن، وكان مناسبة تبادلت من خلالها الدول الأعضاء التجارب الناجحة والممارسات الفضلى في هذا المجال. كما كانت هذه الجائحة محور نقاشات مستفيضة في مختلف المؤتمرات والاجتماعات سواء تلك التي عقدت في نطاق الأمانة العامة او بالتعاون مع بعض الهيئات الإقليمية والدولية، حيث انصب الاهتمام على جوانب متعددة منها الأمن الصحي في المنافذ، والتعامل الأمني مع السياح للحيلولة دون انتشار الأوبئة والفيروسات، والحد من انتشار فيروس كورونا في المؤسسات العقابية والإصلاحية، واستهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية أثناء فترة الجائحة ودور أجهزة الأمن والحماية المدنية في مواجهة هذا الوباء، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي، وهو دور يجعل هذه الأجهزة ـ إلى جانب الطواقم الطبية - في صدارة المتدخلين ويفسر التضحيات الكبيرة بالأرواح التي بذلتها في سبيل ذلك'.
وأشار أمين مجلس وزراء الداخلية العرب، إلى أنه رغم التباطؤ الذي عرفته كل جوانب الحياة بسبب هذه الجائحة، فقد حققنا منذ الدورة الأخيرة للمجلس عدة مكتسبات على صعيد بناء الصرح الأمني العربي وخطونا خطوات واسعة في مسيرته المظفرة وسأقتصر هنا فقط بسبب ضيق الوقت، على فريق الخبراء العرب المعني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها.
وأشار إلى أن هذا الفريق يكون آلية تنفيذية لتبادل المعلومات الذي نصت عليه المادة الرابعة من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، خاصة بعد حث مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دوراته الثلاث الأخيرة، الدول الأعضاء على أن يكون تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية من خلال الأمانة العامة لمجلسكم الموقر، علاوة على التقارير الاستشرافية حول التهديدات الإرهابية التي سيقوم الفريق بإصدارها بصورة دورية، وهو ما سيسمح باتخاذ اجراءات استباقية لمواجهة تلك التهديدات.
الأنشطة المشتركة
وفي سياق التعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية كانت الفترة الماضية حافلة بالأنشطة المشتركة التي مثلت قيمة مضافة للأجهزة الأمنية العربية، بما أتاحته من فرص للاطلاع على التجارب الإقليمية والدولية وفي هذا الإطار انتظمت يوم 1 ديسمبر الماضي أول مائدة مستديرة تقنية أورو-عربية حول أمن الحدود بمشاركة مختلف الدول الأعضاء في المجلس وفي الاتحاد الأوروبي، وكانت فرصة لاستعراض آفاق التعاون الأوروبي العربي في أمن الحدود. وتبادل التجارب في مواجهة جائحة كوفيد 19. وقد جاءت هذه المائدة المستديرة تمهيدا لمؤتمر أورو-عربي رفيع المستوى حول أمن الحدود من المتوقع أن ينعقد في الخريف القادم بحول الله.
مؤتمر أورو_ عربى
وتالع: 'أود أن أشير هنا إلى أننا لمسنا من مختلف الهيئات الأوروبية المعنية بالشأن الأمني سواء مكتب المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب، ووكالة إنفاذ القانون (يوروبول)، ووكالة حرس الحدود والسواحل (فرونتكس) وغيرها من الوكالات والمديريات المعنية، التأكيد على أهمية مشاركة مجلسكم الموقر وأمانته العامة في الحوار الاستراتيجي بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، خاصة أن الشأن الأمني ومكافحة الإرهاب يمثلان جانباً مهماً من هذا الحوار'.