تزوج المتهم "عبداللطيف ع، أ" الشاب، من المجني عليها "مني م" وأنجبا 3 أطفال "ولد وبنتين"، خلال فترة وزجهما التي استمرت قرابة الـ 12 عاما، وكانت الخلافات دائمة بين الزوجين داخل المنزل المكون من غرفتين وصالة، وعند نشوب الخلافات بينهما يتدخل الأهالي لحلها وتهدأ الأمور وتعود إلى طبيعتها مرة آخرى، ولكن تلك المرة نشبت بينهما مشاجرة أقدم خلالها الزوج على قتل زوجته خنقا وتخلص من جثتها داخل خزان صرف صحي "طرنش" وبنى طبقة أسمنتية عليها لإخفاء جريمته.
لم يكتفي الزوج بجريمة وحاول إبعاد الشبة عن نفسه وأبلغ أسرتها بما حدث بينهما، وأخبرهم أنها تركت المنزل على إثر تلك الخلافات التي نشبت بينهما فانتظرت أسرة المجني عليها عودة ابنتهم إلى المنزل، ولكن الانتظار طال فبدأ شعورهم بالقلق والخوف على ابنتهم سيطر على وجدانهم، فقدموا ببلاغا إلى قسم الشرطة للبحث عنها وبرفقتهم الزوج الذي يحاول إبعاد الشبهة عن نفسه، ولكن سرعان ما بدأت الحقيقة في الوضوح، بعدما تبين أن الزوج وراء ارتكاب الجريمة، حيث قتلها عمدا ودفنها داخل خزان الصرف الصحي بالمنزل محل سكنهما، وتم القبض عليه واعترف بارتكابه الجريمة الشنعاء دون أن يشعر أبنائه الثلاثة.
ويقول شقيق المجني عليها: "كانت تحب ترضي زوجها بشتى الطرق لدرجة أنها ساعدته في شراء سيارة نصف نقل ليعمل عليها، وكانت تقدم له الكثير من المساعدات المالية التي كانت تحصل عليها من أسرتها، كل هذا لم يشفع لها عند زوجها الذي مثل بجثتها، بعدما نشبت بينهما خلافات على مصاريف البيت وتطورت إلى تشابك بالأيدي حاولت الزوجة الدفاع عن نفسها".
وتابع شقيق المجني عليها: "المتهم قام على إثر هذه الخلافات بالاعتداء عليها بعصا خشبية حتى سقطت على الأرض وجلب قطعة قماش ولفها حول رقبتا وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وبعد الجريمة قال لنا إنه لا يعلم إلى أين ذهبت، وبدأ في البحث معنا عليها حتى يبعد الشك عنه ولكن تحريات الأجهزة الأمنية توصلت إلى أنه وراء ارتكاب الجريمة، وتم القبض عليه ويتم التحقيق معه"، مشيرا إلى أن المتهم كان دائما يفتعل المشاكل مع شقيقته لطمعه في ورثها.
وقال المتهم خلال التحقيقات، إن زوجته رفضت معاشرته يوم الواقعة، ونشبت بينهما مشاجرة وتخلص منها بضربها بـ "شومة"، ثم خنقها بقطعة قماش، وتخلص من الجثة عن طريق نزع بعض السيراميك الأرضي ودفنها في المجاري "الطرنش"، وبعد ذلك قام ببناء السرميك مرة آخرى".
تعود تفاصل الواقعة، عندما تلقى مركز شرطة منشأة القناطر بلاغًا من "عبداللطيف ع ع أ" في العقد الرابع من عمره، سائق، مفاده تغيب زوجته "مني م" في العقد الرابع من عمرها في ظروف غامضة، ومقيمين بجزيرة وردان بدائرة المركز، وبعمل التحريات وسؤال أسرة المتغيبة أقروا بوجود خلافات زوجية بين نجلتهم وزوجها "المبلغ" واتهموه بالتسبب في تغيب نجلتهم.
وبتكثيف التحريات وانتقال قوة أمنية إلى منزل المبلغ وبالفحص والمعاينة تبين وجود طبقة اسمنتيه حديثة التكوين، وبإعادة مناقشة الزوج وتضييق الخناق عليه أقر بوقوع مشاجرة بينه وبين زوجته أقدم فيها بالتعدي عليها ضربا وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وكذا أقدامه على إزالة الأرضية من أعلى خزان صرف صحي "طرنش" وقيامه بدفن الجثة ووضع طبقة اسمنتيه عليها للهروب من جريمته ثم الاتصال بأهلية زوجته وإبلاغهم بتغيب نجلتهم في ظروف غامضة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات والتي أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ودفن جثة المجني عليها عقب إعداد تقرير الصفة التشريحية.