كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرًا؛ عندما ظهرت نتيجة الشهادة الإعدادية، في جميع المحافظات، في حين كان يترقب الكثير ظهور النتيجة، وفي أحد منازل منطقة العمرانية بالجيزة، كانت أسرة طالبة بالصف الثالث الإعدادي على موعد مع الفرح والزغاريد، بعد أن نجحت ابنتهم بتفوق في الامتحان، وحققت مجموعًا كبيرًا، بلغ 95%.
لجأت الطالبة لوالدها بعد تحقيق المطلوب؛ ليحقق وعده لها بشراء "موبايل" لها، كما وعدها في حالة نجاحها، ولكن الأب أوهمها بالهدية، وأن الفتاة مقبلة على مرحلة الثانوية العامة، التي تحتاج العديد من الأموال للدروس الخصوصية، لتستشيط الفتاة غضبًا وتلجأ إلى الانتحار.
وحول هذه الواقعة، تقول الدكتورة عزة عبدون أستاذ علم الاجتماع، إن أسباب الانتحار لها روابط نفسية قديمة تراكمت فوق بعضها ولا يوجد انتحار لهذا السبب، وإنما الفتاة دخلت في حالة إحباط من والدها تحديداً قائلة: "الذي أوهما بالهدية، ولو تتبعنا التاريخ التطوري للضحية سنجد كل الدوافع التي دفعتها للانتحار".
وتضيف أستاذ علم الاجتماع لـ"أهل مصر"، أن تحريات الأجهزة الأمنية تبين الجانب القانوني من المسألة، ولكن الجانب التربوي لن يظهر في تلك التحريات، معلقة: "عمرها ما هتعرف تتكلم فيه البنت، فيه أسباب نفسية وهي عندها نوع من أنواع الاكتئاب المتراكم والأسرة متجهلاه".
ولفت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الوقائع المشابهة لمثل تلك الواقعة يرجع أسبابها إلى إهمال الأب والأم، مشيرا إلى أن الأسرة يجب أن تركز وتضع الأبناء أسفل الميكروسكوب؛ لملاحظة التغيرات النفسية عليهم؛ كالذين يتنمرون بهم أثناء المذاكرة وبعدها، وفي أيام الامتحانات وبعدها، وحالات الانتحار التي تحدث خلال الفترة الحالية، نتيجة من نتائج الاكتئاب وهو مرض نفسي ينتج لأسباب مرضية.