حالة من الذهول والفزع أصابت المارة في منطقة منشأة ناصر، بعدما قرر أحد الأطفال 16 عامًا، ذبح صديقه الذي يصغره بعام في وسط الشارع، ليقف الجميع متحيرًا، متسائلون عن السبب الذي حول براءة طفل صغير، إلى مجرم يحمل سلاح ويذبح آخر بهذه الطريقة البشعة، دون خوف.
خيوط القضية كشفتها تحريات رجال الأمن بوجود 'الصديق الخفي'، الذي بدء في التفرقه بينهما ليكره كل منهما الآخر، وتتحول صداقتهم لعداء، مستغلاً الطفل ' الشيطان الصغير'، الخصام بينهما ليجلس مع كل منهما منفردًا، وبدلا من أن يحاول الصلح بدء في الإيقاع، وإخبارهما بتحدثمها بطريقة سيئة، حتى ازداد العداء بينهما، واستشاط كلا منهما غضبًا، حتى أصبح يتمنى كلا منهما قتل الآخر.
وروي أحد شهود العيان، ليلة الحادث، وأثناء سير المتهم في الشارع، شاهد صديقة الآخر الذي يبلغ من العمر15 عاما، فذهب إليه لمعاتبته على الكلام الذي حاول صديقهما الثالث الإيقاع بينهما من خلاله، والذي يحمل بعض الشتائم، ولكن استطاع الشيطان زرع الكره بينهما، فلم يتحمل الصبي صاحب الـ15 عاما كلام صديقة وأراد أن يتركه اثناء الحديث معه، مما جعله يستشيط عضبا من فعلته فحدثت بينهما مشادة كلامية، تطورت إلى أن استل صاحب الـ16 عاما مطواة من ملابسه، وأصابه بجرح ذبحي بالرقبة في وسط الشارع تسبب في وفاته ثم فر هاربا، وتم نقل الجثة للمستشفى، تحت تصرف النيابة العامة.
تعود أحداث تلك الواقعة عندما تلقى اللواء أشرف الجندي، مساعد وزير الداخلية، لقطاع أمن القاهرة، إخطارا من اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة للمباحث، بورود بلاغ لقسم شرطة منشأة ناصر، بمقتل طالب بدائرة القسم، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة.
وبالفحص تبين العثور على جثة ه. ع طالب، 15 عاما، مصاب بجرح ذبحي بالرقبة، وبالتحريات وسماع أقوال الجيران وشهود عيان للوقوف على ملابسات الواقعة، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني عليه، طالب 16 عاما، بسبب مشادة كلامية بين المتهم والمجني عليه قام خلالها المتهم بذبح المجني عليه أمام المارة وفر هارباً.
وعقب تقنين الإجراءات تمكن رجال مباحث منشأة ناصر من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، حرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات، التي طلبت انتداب الطب الشرعي، والتصريح بالدفن، وسرعة إجراء تحريات المباحث، حول ظروف وملابسات الواقعة، والتحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغها، وسماع الشهود والجيران وحبس المتهم 4 ايام على ذمة التحقيقات.