طبيب بلا قلب.. أسرة الطفل «أسامه» تتهم استشاري جراحة باستئصال «فِتاق» سليم من جسده (مستند- صور)

الطفل الضحية قبل دخوله غرفة العمليات
الطفل الضحية قبل دخوله غرفة العمليات
كتب : أهل مصر

ضحية جديدة للإهمال الطبي الذي يسيء للمنظومة الطبية السليمة التي تتبناها وزارة الصحة والسكان وترفع شعارها دومًا، سطره محضر الشرطة المحرر بمركز منيا القمح التابع لمحافظة الشرقية، بعدما أجرى أحد الأطباء عملية جراحية بطريق الخطأ لطفل صغير لم يتخط السادسة من عمره، تسبب في إصابته بجرح كبير أسفل البطن، واستئصال جزء من جسده بشكل خاطيء.

الطفل مع زملائه بالمدرسةكان 'أسامه' صاحب الست سنوات، كأى طفل يمارس حياته بشكل طبيعي يذهب إلى مدرسته ويعود ليلعب مع أبيه وأمه وأشقائه بمنتهى المرح والحيوية، حتى شعر ذات ليلة بألم أسفل معدته، أخبر والده فذهب به إلى عيادة الطبيب لإجراء الكشف عليه، ومن هنا بدأ جحيم مسلسل 'أسامه' مع طبيب بلا قلب.

أخبر الطبيب والد الطفل بأن ابنه في حاجة لإجراء عملية جراحية لاستئصال ما يعرف بـ«عِرق الفتاق» الواقع أسفل البطن من الناحية اليمنى، ونتيجة لألم وشكوى الطفل المتكررة، اتفق والده مع الطبيب على إجراء العملية الجراحية داخل مستشفى خاص، لسرعة إجراءاتها نوعًا ما، وبغية أن يكون ابنه تحت أعين الطبيب المتعاقد مع المستشفى الخاص.

بالفعل اتفق الطبيب مع والد أسامه على إجراء العملية الجراحية داخل مستشفى تسمى 'العاصمة' بمنيا القمح، وأعطاه خطاب تحويل للذهاب إليها في اليوم التالي مباشرة.

الطفل قبل دخوله غرفة العمليات

يقول أحمد سعد اليمني، والد الطفل إنه تم إدخال ابنه إلى غرفة العمليات وتم تخديره لإجراء العملية، بدون إجراء أية أشعة توضيحية قبل إجرائها، على غير ما هو معتاد، وحين سأل عن ذلك فلم يجبه أحد.

يستكمل والد الضحية حديثه موضحًا أن ابنه خرج من العملية، بتاريخ العاشر من نوفمبر الماضي، ثم عاد به إلى منزله بأمر الطبيب الذي أخبره بنجاح العملية، واستقرار حالة الطفل، وفي ذات الليلة عاود الإبن شكواه من نفس المنطقة، ثم كرر شكواه ثانيًا ، فتوجهوا به إلى عيادة الطبيب مجددًا- ويدعى'نبيل عامر' استشاري جراحة عامة - الكائنة بقرية 'كرديدة' التابعة لمركز منيا القمح، وهنا كانت الطامة الكبرى، بعدما أخبرهم الأخير أنه تدخل جراحيًا بشكل خاطيء، فبدلًا من استئصال 'عِرق الفتاق' الواقع في الناحية اليمني، قام بشق الطفل من الناحية اليسرى بالخطأ واستئصال عضو 'عرق الفتاق' السليم الواقع بالناحية اليسرى، وأن 'العِرق' المُصاب لا يزال في مكانه، لم يتم استئصاله بعد.

وقعت كلمات الطبيب على أسرة الطفل كالصاعقة، وهو ما قابلهم الأخير بقوله 'متخافوش أنا هعمل له عملية تانية!'، جن جنون أسرة الطفل، وسألوه (لماذا لم تخبرنا بهذا الخطأ يوم إجراء العملية؟)، صمت الطبيب ولم ينطق بكلمة واحدة غير عابئًا بفعلته، ليتوجه به الأب إلى مستشفى منيا القمح المركزي، للإطمئنان عليه، وبإجراء الأشعة اللازمة تبين أن 'عِرق الفتاق' من الناحية اليمني ما زال موجودًا وقائمًا، وأنه يوجد فتح وعملية جراحية من الناحية اليسرى (السليمة)، أسفل البطن.

تقرير طبي صادر عن مستشفى عام بحالة الطفل

وذكر التقريرالطبي الصادر عن مستشفى منيا القمح العام أنه بالكشف الظاهري على الطفل، تبين وجود فتق إربي أيمن، وبالإطلاع على أشعة السونار، تبين وجود فتق إربي أيمن وبالكشف على المريض تبين وجود آثار لعملية جراحية بالمنطقة الإربية اليسرى.

تسائل والد الطفل بكل حسرة وألم: 'أنا معرفش لما الدكتور فتح بطن ابني من الناحية الغلط، عمل إيه ويا ترى ابنى تعرض لعملية تجارة أعضاء بشرية ولا لأ؟'، يصمت الأب ثم يعاود شرح مأساة طفله، الذي لم يعد قادرا على اللعب مع أشقائه وأقرانه، مشيرا إلى أن القدر هو من تدخل لكشف إهمال الطبيب، الذي أوقعه القدر في طريقهم.

يعاود الأب حديثه لـ«أهل مصر» مشيرا إلى أنه دفع كافة نفقات العملية الجراحية إلى الطبيب، يث تقاضى منه مبلغ 5 آلاف جنيه، ولم يقصر مع الطبيب في شيء - على حد قوله - في سبيل الإطمئنان على صحة ابنه وإجراء العملية بالشكل السليم، إلا أن الطبيب تسبب في إحداث جرح كبير في جسد الطفل، ربما تتسبب له في عاهة مستديمة مدى الحياة، فضلا عن حالة الألم النفسي الكبير الذي انتاب الطفل والأسرة كاملة.

«أروح فين ربنا ينتقم من الدكتور اللي مابيراعيش ربنا، حسبنا الله ونعم الوكيل في اللى أذى ابني، ضنايا تعبان يا ناس وكل ما أشوفه قلبي بيتقطع عليه»، يقول والد الطفل الضحية، بكل مرارة وأسى، موضحًا أنه حرر محضر بمركز شرطة منيا القمح، حمل رقم 41707 لسنة 2021 جنح منيا القمح، اتهم فيه الطبيب بالإهمال الطبي الجسيم، مطالبًا باتخاذ اللازم قانونًا قبله، وإحالة ابنه المريض إلى الطب الشرعي لمعرفة الضرر الطبي الواقع عليه تحديدا، وإصدار أمر بضبط وإحضار الطبيب لمواجهته بما هو منسوب إليه من اتهامات.

كما اتهم والد الطفل، الطبيب، بالكذب وإدخال الغش والتدليس عليهم، وإقناعه بأنه تم إجراء العملية الجراحية المتفق عليها، وتقاضيه أجره وأجر المستشفى، واكتشافه فيما بعد بأن العملية لم تتم، إضافة إلى قيام الطبيب بإجراء عملية عن طريق الخطأ واستئصال جزء سليم من جسده، وإحداث ضررًا طبيًا.

وطالب والد الطفل، بالاستعلام من مستشفى العاصمة التخصصي بمدينة منيا القمح، مكان إجراء العملية الجراحية، عن ملف الطفل المريض وضم التقارير الطبية الخاصة بحالته على وجه السرعة.

قال مصدر قضائي لـ«أهل مصر»، إنه تقرر استدعاء الطبيب المشكو في حقه، لسماع أقواله ومواجهته بأقوال أسرة الطفل الضحية، للوقوف على ملابسات وظروف الواقعة على وجه الدقة، في الوقت الذي دلت عنه تحريات الشرطة الأولية، أنه سبق اتهام الطبيب بواقعة مشابهة في وقت سابق.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: مستمرون في جهود التنمية الشاملة لتحقيق تطلعات المصريين نحو مستقبل أفضل