أسدلت الدائرة التاسعة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار خليل عمر عبدالعزيز، اليوم الخميس، الستار في القضية المتداولة إعلاميا بـ« قضية الآثار الكبرى»، وقضت بمعاقبة رجل الأعمال حسن راتب، بالسجن 5 سنوات وغرامة مليون جنيه، و10 سنوات للبرلماني السابق علاء حسانين و5 آخرين، لإدانتهم بالإتجار في الآثار وتمويل عصابات البحث عنها وتزييفها، وإجراء أعمال حفر في أربعة مواقع مختلفة.
تستعرض «أهل مصر» أبرز المحطات التي مرت بها القضية.
حرص حسن راتب وعلاء حسانين على الظهور بشكل هاديء أمام المحكمة، طيلة جلسات المحاكمة التي استغرقت نحو 10 جلسات، وأبديا تفاؤلهما بالحكم الذي سيصدر في القضية، وقبيل جلسة الحكم اليوم، تبادل البرلماني السابق علاء حسانين الحديث مع دفاعه، وردد 'حسانين' ممسكًا بسبحته: «خير إن شاء الله».
بينما تبادل رجل الأعمال حسن راتب الحديث مع دفاعه قبيل جلسة الحكم ممسكا بالمصحف، في حالة هدوء.
انتهت النيابة العامة من تحقيقاتها مع رجل الأعمال حسن راتب والنائب الأسبق علاء حسانين وآخرين، في القضية المتهمين فيها بالإتجار في الآثار وتمويل عصابات البحث عنها وتزييفها، وإجراء أعمال حفر في أربعة مواقع مختلفة، وأمرت بإحالتهم إلى محكمة الجنايات في ضوء الإتهامات المنسوبة إليهم.
أُحيطت القضية المتهم فيها 23 متهم، بسرية خلال التحقيقات الموسعة التي أجراها فريق المحققين مع المتهمين، واستمرت جلسات التحقيق معهم على مدار أكثر من خمسة أشهر، ظهر خلالها رجل الأعمال حسن راتب بالكلابشات داخل نيابة جنوب القاهرة داخل محكمة زينهم.
في جلسة الخامس من مارس الماضي، دار حوار طويل بين النائب الأسبق علاء حسانين ومحاميه والقاضي، حاول فيه الدفاع إظهار الجانب الإيجابي في حياة موكله، إلا أن المحكمة ردت بشكل حاسم قانونا على محاميه الذي التزم الصمت أمام القاضي.
أميرة سعودية
علاء حسانين طلب من القاضي الحديث قائلًا: «بحق شهر شعبان المفترج تسمعني يا فندم»، ليتدخل محاميه موضحًا توقيع مذكرة تفاهم بين موكله 'حسانين' ورجل الأعمال حسن راتب وأميرة سعودية، والتي بموجبها حصل موكله على 50 مليون جنيه من حسن راتب في إطار شرعي، محاولا نفى تهمة الاتجار وتمويل عمليات البحث عن الآثار.
عندي كلام خطير
قاطعت المحكمة محامي علاء حسانين وسألته عما إذا كانت هذه المذكرة موثقة، فارتبك الدفاع وأجاب 'اسالوا علاء حسانين'، فعاود القاضي سؤال المحامي مرة ثانية 'هل المذكرة موثقة؟'، فأجاب الدفاع بـ«لا»، وأثبت القاضي إجابة المحامي في محضر الجلسة، فتدخل «حسانين» قائلًا: «يا فندم أنا راجل وطني ، ومش عاوز أقول كلام خطير قدام الناس والإعلام».
تاريخي كله إنجازات
استكمل محامي علاء حسانين، حديثه أمام المحكمة، مشيرا إلى عدد من الإنجازات قدمها موكله للبلاد، وذلك خلال فترة توليه منصب نائب في مجلس النواب، قائلًا: 'المباحث مجبتش سيرة هذه الإنجازات رغم إنه رفض 10 مليون دولار من جمعية خاصة تحمل إسم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من أجل مصلحة مصر'.
توقف المحامي قليلا ثم استكمل حديثه للمحكمة «علاء حسانين وطني وراجل بيحب بلده والدولة كرمته في أكتر من مناسبة»، دافعًا بعدم جدية التحريات.
مأمورية خاصة للإيقاع بعلاء حسانين وحسن راتب
في 24 من يونيو الماضي، ألقت مأمورية أمنية بوزارة الداخلية القبض على علاء حسانين، النائب البرلماني الأسبق، بمدينة الشيخ زايد، بعد إجراء التحريات اللازمة عليه، بعدها بخمسة أيام وتحديدًا مساء يوم 29 من يونيو الماضي، ألقت قوة أمنية مكبرة القبض على رجل الأعمال حسن راتب، بمدينة 6 أكتوبر، في ضوء ما كشفت عنه التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الرقابية، لاتهامه بتمويل عمليات التنقيب عن الآثار التي كان يضطلع به النائب علاء حسانين، المشهور إعلاميا بـ'نائب الجن والعفاريت'.
آخر ظهور لحسن راتب قبل القبض عليه
كان الظهور الأخير لرجل الأعمال حسن راتب، قبل القبض عليه بأيام، في زيارته فرعي جامعة خاصة به، وافتتاح مبنى جديد، ولقائه بالعديد من طلاب الجامعة.
أفاد أحد المتهمين خلال التحقيقات، بمشاركة المتهم حسن راتب في تمويل عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، وأكدت تحريات الشرطة ذلك وصلته بزعيم التشكيل، حتى أصدرت النيابة قرارًا بضبطه وإحضاره.
راتب: تعرفت على علاء حسانين في حلقة ذكر
وخلال التحقيقات معه، أنكر حسن راتب جميع الاتهامات المنسوبة إليه، مؤكدا انقطاع علاقته بالنائب علاء حسانين، منذ عام ونصف، مضيفا أنه تعرف علي حسانين في إحدى حلقات الذكر التي كانت تقام في منزل رجل الأعمال، وقرر وجودَ تعاملات مالية بملايين الجنيهات بينه وبين زعيم التشكيل العصابي علاء حسانين البرلماني السابق وخلافات حولها في وقت سابق.
فيما اصطحب رجال الأمن رجل الأعمال حسن راتب إلي قسم الشرطة في سيارة ترحيلات مقيدًا بالكلابشات، لحين إيداعه بحجز قسم الشرطة التابع له.
قررت النيابة العامة، حبس رجل الأعمال حسن راتب احتياطيًا في واقعة اتهامه بالاتجار في الآثار وتورطه فى تمويل النائب السابق علاء حسانين، وواجهته النيابة بأقوال شقيق البرلماني السابق علاء حسانين، واعترافاته عن عمليات تنقيب الآثار واتهامه بتمويل بملايين الجنيهات، لكنه أنكر معرفته بالمتهمين وتمويله.
عثرت قوات الأمن على 227 قطعة أثرية مع المتهمين، والعثور على أماكن الحفر والمخازن المستخدمة لإيهام الضحايا بأنها مقابر أثرية تم استخراج الآثار منها، وجاء من أبرز المضبوطات 36 تمثالا، و52 عملة مختلفة، كما تم ضبط العديد من الأدوات التي استخدمها المتهمين في التنقيب عن الآثار.
أفاد أحد المتهمين خلال التحقيقات، بمشاركة المتهم حسن راتب في تمويل عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار، وأكدت تحريات الشرطة ذلك وصلته بزعيم التشكيل.
اتهمت النيابة باقي المتهمين بالانضمام إلى العصابة المشار إليها وإخفاء البعض منهم آثار بقصد التهريب وإجراء أعمال حفر في المواقع الأربعة المذكورة بقصد الحصول على الآثار بدون ترخيص.
4 مواقع حفر
أقامت النيابة العامة الدليل قِبل المتهمين من شهادة 15 شاهدًا منهم مُجري التحريات والقائمون على ضبط المتهمين نفاذًا لإذن النيابة العامة، وتعرف بعضهم على عدد من المتهمين خلال عرضهم عليهم عرضًا قانونيًّا في التحقيقات، وما ثبت للنيابة العامة من معاينتها مواقع الحفر الأربعة، وفحص ومشاهدة هواتف بعض المتهمين وما تضمنته من مقاطع مرئية وصور لقطع أثرية ومواقع للحفر ومحادثات جرت بينهم بشأنها، وما انتهت إليه اللجنة المشكلة من المجلس الأعلى للآثار من فحص القطع الأثرية المضبوطة ومشاهدة المقاطع المرئية والصور المشار إليها بهواتف المتهمين، وما ثبت بتقرير اللجنة المشكلة من منطقة آثار مصر القديمة من معاينتها مواقع الحفر وفحص الأدوات والآلات المضبوطة.