مرافعة تاريخية عظيمة، أبداها ممثل النيابة العامة في قضية مقتل نيرة أشرف، طالبة جامعة المنصورة، ترافع فيها ضد المتهم الصادر ضده، أمس الثلاثاء، قرارًا بإحالته إلى مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامه، نظير الإتهامات المسندة إليه.
«ألقى المتهم بشرفه أرضا، وتخلى عن كرامته، ستكونين لي حتما ولن تكوني لغيري»، تصف النيابة المتهم بقتل نيرة، مضيفة: «تملكه الهوى المسعور، فراح يبحث عن حساباتها، حتى تمكن منها تارة أخرى، وأخذ يحدثها وأرسل لها العديد والعديد من الرسائل النصية، والكثير من المحادثات، بزعم وجود علاقة عاطفية بينهما، وسيل من الملاحقات لا يتحملها بشر، ولا يقوى على مجاراتها أي إنسان، أرسلها المتهم يلومها على حظر اتصالاته، تناسى ما يعنيه هذا الحظر، وهو رفض صريح قاطع، لوجود أي علاقة بينهم، وأخذ يعبر لها عن مكنون قلبه، أو يغضب لعدم ردها.
تابع ممثل النيابة: «نعم سيدي الرئيس فلم تكن تبادله الأحاديث والمراسلات، ولم تكن تجيبه، وان اجابته كانت تجاوبه بكلمة واحدة، فتكون تلك الكلمة قد أغنته عن طول صمتها واعراضها منذ بداية مراسلاتها، وهو انعكاس آخر لشهوة الانانية التي تتملكه، فقد كان المتهم يحدث نفسه بمراسلتها، ولسان حال المجني عليها، يتساءل في عجب ما باله، ماذا أصابه ماذا يريد مني، دعني وحالي ليس بيننا سوى الزمالة، ومع هذا لم ينقطع ولم يتوقف، فقد كان يدور في فلك علاقة زائفة».
أضافت النيابلة أن المجني عليها أرادت أن تعلي من شأنه وكرامته، وما كان من المتهم إلا أن أوهم نفسه بأنها تقصد إهماله وإهانته، وهنا نقول له والله ما أهانك أو أذلك إلا نفسك، لا أهانك إلا أفكارك الزائفة، واعتقادك الفاسد.
ذكر إحالة المتهم إلى الجنايات- حصلت أهل مصر على نسخة منه - أن المتهم محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله، قام بقتل المجني عليها، نيرة أشرف أحمد عبد القادر، عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها انتقاما منها لرفضها الارتباط به وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مخططا لقتلها حدد فيه ميقات أدائها اختبارات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة، موعدًا لارتكاب جريمته ليقينه من تواجدها بها، وعين الحافلة التي تستقلها وركبها معها.
أوضح أمر الإحالة، أن المتهم استقل الحافلة التي استقلتها "نيرة" مخفيا سكينًا بين طيات ملابسه، وتتبعها حتى وصلت أمام الجامعة، فباغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضًا على أثرها.
كما أضاف بأن المتهم استمر في التعدي عى الفتاة الضحية بطعنات ونحر عنقها قاصدًا إزهاق روحها خلال محاولات البعض الدفاع عنها وتهديده إياهم محدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها على النحو المبين بالتحقيقات.
وأضافت التحقيقات أن المتهم أحرز سلاحًا أبيض، سكينًا، بدون مسوغ قانوني على النحو المبين بالتحقيقات.
تحقيقات سريعة ناجزة، أجرتها النيابة العامة في أقل من 48 ساعة، في حادث مقتل نيرة طالبة جامعة المنصورة، التي لفظت أنفاسها الأخيرة، على يد زميلها بالكلية، في مشهد مأسوي للغاية أمام أسوار جامعة المنصورة.