وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين، هي الأولى للرئيس المصري منذ توليه منصبه في 2014.
علق «سالم مبارك آل شافي»، سفير قطر لدى مصر، على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قطر، الزيارة الأولى له إلى الدوحة منذ توليه السلطة.
وقال السفير القطري، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إن زيارة الرئيس المصري تأتي في إطار الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الأخوية بين الدوحة والقاهرة، والتي تكللت بزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لجمهورية مصر العربية في شهر يونيو الماضي، ومحادثات القمة التي أجراها مع السيسي، والتي تركزت على سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى أن العالم بأكمله يمر بظروف استثنائية، وهناك العديد من النزاعات والحروب والجبهات المفتوحة، الأمر الذي يتطلب تفعيل الدور الدبلوماسي، والتشاور المستمر بين قيادتى البلدين لتبادل وجهات النظر والتباحث إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا.
علق اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، على زيارة السيسي إلى قطر، موضحًا أن الأخيرة لديها امكانيات كبيرة جدا في المنطقة العربية وتقوم بأدوار أساسية، تشاركنا في ملف هام وهو الصراع العربي الاسرائيلي، بخلاف وجود علاقات كبيرة لها بطرفي الصراع، وتدخل طرف مع مصر في موضوع التهدئة لأن الأهداف واحدة.
أضاف وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن التضامن العربي في ظل المعطيات الموجودة في المنطقة يحتاج إلى تنشيط وفاعلية كبيرة.
ولفت «رشاد» إلى حدوث عملية هجوم شديد من المنظمات الإقليمية على الوحدة العربية خلال السنوات الماضية، وأصبح التجمع العربي في حاجة لإعادة صياغة، ففي منطقة الشرق الأوسط، نجد أن هناك صراع كبير جدا، وبدأت إسرائيل تعطي ظهرها للقضية الفلسطينية ولا أمل منها.
ووفقا لتصريحات اللواء محمد رشاد، فإن إيران لا يهمها توقيع الاتفاق النووى الإيراني، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها موقف سلبي من عملية تهدئة الموقف نسبيًا في الشرق الأوسط.
«أثيوبيا وسد النهضة يحتاج لتضامن عربي»، محور هام من الوارد أن تتطرق إليه زيارة السيسي إلى قطر، تحدث عنه اللواء محمد رشاد، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار التنشيط المطلوب، لأن مصر هى ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط، فلدينا بعض المشكلات الاقتصادية إضافة إلى الإرهاب، إذ لا زلنا نواجه الإرهاب المرتكز في منطقة سيناء.
يؤكد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر جزء من التنشيط العربي، فقطر لديها إمكانيات كبيرة للبدء في دفع الأمور لمستوى أكثر مما هو موجود فيه الآن، إضافة إلى أن مصر لديها من الأزمات ما يستحق أن نبدأ التحرك للإستثمارات، من أجل إحداث تنمية اقتصادية، وهذا كله الهدف من الزيارات الرسمية للرئيس السيسي إلى المنطقة العربية والمنطقة الأوروبية.
وتابع «رشاد» منوهًا بأن قطر تحديدًا لديها نشاط كبير جدا وتقوم بدور فعال في مجال الاستثمار وغيرها، ومصر في أشد الحاجة للوحدة العربية، الذي أصيب بغيبوبة نتيجة للمواقف الحادة من النشاط الإقليمي لكل من إيران وتركيا وإسرائيل، مختتمًا بأن القضية الفلسطينية هى «لُب الصراع» في الشرق الأوسط.
قال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر هي الأولى من نوعها، و غدا يوجد لقاء يجمع الرئيس السيسي مع الأمير تميم، موضحا أن الرئيس السيسي يصطحب وفد رفيع المستوى بعدد من الوزراء خلال زيارته إلى قطر.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أكد «راضي» أن زيارة الرئيس السيسي، اليوم، إلى قطر تأتي قبل محطات هامة على المستوى الدولي، حيث يوجد القمة العربية في الجزائر، والقمة الخاصة بالمناخ في مصر والتي تستضيفها شرم الشيخ، مشددا على أن الوطن العربي والأمة العربية تمر بوقت دقيق جدا، ويوجد أزمات وقضايا في المنطقة لم تُحل بعد، أن مصر موقفها ثابت من عودة مفهوم الدولة الوطنية، وعودة التعامل مع الحكومات المركزية والجيوش الوطنية، ومؤسسات الدول بعيدا عن أي تنظيمات مسلحة أو ميليشيات.
وواصل المتحدث بإسم الرئاسة موضحًا أنه يوجد مناقشات عديدة بين مصر وقطر منذ قمة العلا إلى اليوم، وكان هناك زيارات على أعلى مستوى بين الدولتين بالتبادل، والتي كان آخرها زيارة منذ شهرين في الدوحة، ويوجد العديد من الأمور التي تمت تسويتها بين مصر وقطر، مشددا على أن مصر مع التضامن العربي والتقارب العربي والتعاون مع الأشقاء العرب، وهذا ما يؤكد عليه الرئيس السيسي دائمًا، مؤكدًا أن يد مصر ممدودة للجميع للتعاون لمصلحة الشعوب، وحل أي أزمات بشكل إيجابي وشكل منفتح لفتح آفاق جديدة لمصر والوطن العربي.