لم يتخيل أولياء أمور مدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات بمنطقة كرداسة في الجيزة، أن يحل عليهم اليوم الدراسي الأول بكارثة، فبدلًا من استقبال أطفالهم بمشاعر البهجة والسعادة، استقبلت أسرة طفلتها جثة هامدة، بينما أصيب 15 طالبة أخريات، في مشاهد من الرعب والفزع سيطرت على أول يوم دراسة.
إحدى أولياء الأمور في مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات، التابعة إلى بإدارة كرداسة التعليمية في محافظة الجيزة، قالت إنها ذهبت مع ابنتها في السابعة صباحًا إلى المدرسة، لكى تطمئن عليها، وعندما تطرقت لسؤال إدارة المدرسة عن موعد انتهاء اليوم الدراسي، أخبروها بأنه سينتهي في الحادية عشر صباحًا، قائلة: «بنتي كانت في مدرسة خاصة ودة كان أول يوم ليها في المدرسة الحكومي، وقولتلهم متخرجوهاش أنا هاجي أخدها بنفسي عشان بخاف عليها».
وأشارت والدة الضحية، في تصريحات صحفية لها، إلى أنها تلقت خبر سقوط سور مبني مدرسة المعتمدية على بعض الطالبات من إحدى أولياء الأمور، موضحة أنها ذهبت مسرعة إلى المدرسة لكى تبحث عن نجلتها والاطمئنان عليها.
تابعت: «جريت بسرعة على المدرسة لقيت المنظر صعب، وفضلت أدوّر على بنتي مكنتش لاقياها في عربيات الإسعاف ولا في المدرسة ولقيتها واقعة في مكان بعيد وجسمها كله متخشب ومش بتتكلم».
أوضحت والدة إحدى الطالبات المصابات أن نجلتها كانت بين الطالبات الذين أصيبوا بالواقعة، وتم نقلها إلى مستشفى الموظفين بحي العجوزة، وأشارت إلى أن الحادث تكدس أعداد كبيرة من الطالبات على سلم المدرسة، مما أدى ذلك إلى انهياره، قائلة: «البنات كانوا نازلين فسحة والعدد كان كبير والسور كان بقاله كتير بايش، خدهم ووقع».
أمر المستشار عدلي جاد، رئيس هيئة النيابة الإدارية، بفتح تحقيق عاجل في واقعة انهيار سور سلم مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات، التابعة لإدارة كرداسة التعليمية بمحافظة الجيزة، والذي أسفر عن إصابة عدد من الطالبات.
وكلف رئيس الهيئة، النيابة الإدارية بالجيزة القسم الثاني بسرعة التحقيق في الواقعة، والعرض عليه فور انتهاء التحقيقات.
على صعيد التحقيقات الجنائية، أمر النائب العام، اليوم الأحد، بالتحقيق في واقعة انهيار سياج خرساني بمدرسة المعتمدية الإعدادية للبنات بكرداسة، حيث انتقل فريق من النيابة العامة إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال المسئولين والشهود بها، بينما انتقل فريق آخر لمناظرة جثمان فتاة متوفاة بمستشفى إمبابة العام، وسؤال المصابات به، واللاتي بلغ عددهن خمس عشرة مصابة.
ذكرت النيابة أنها تلقت إخطارًا من الشرطة مفاده أنه عقب الانتهاء من الفسحة بالمدرسة صباح اليوم الأحد الموافق الثاني من شهر أكتوبر الجاري وأثناء صعود الطالبات إلى فصولهن تدافعن على درج السلم المؤدي للطابق العلوي، مما أدى لانهيار جزئي بالسياج الخرساني للدرج، وقد بلغ الانهيار نحو مترين، مما أسفر عن إصابة عدد منهن ونقلهن إلى المستشفى.
شكلت النيابة فريقًا للتحقيق، انتقل إلى المدرسة محل الواقعة لمعاينتها وسؤال مديرها، ومشرف الدور، ومشرف اليوم، ومسئولي الأمن والصيانة بها، وكذا سؤال المسئولين بهيئة الأبنية التعليمية ورئيس حي كرداسة، وسائر من يمكن سؤالهم من الشهود.
انتقل فريق آخر من النيابة إلى مستشفى إمبابة العام لسؤال المصابات ومناظرة المتوفاة، حيث وقفت النيابة العامة حتى ساعته على إصابة خمس عشرة فتاة، ووفاة واحدة من جراء الواقعة.
وسوف تعلن النيابة العامة عن تفصيلاتها حين انتهائها والوقوف على تصور لكيفية وسبب وقوع الحادث.
أعلنت غرفة عمليات نقابة المعلمين، استطلاع رأي عدد من معلمي مدرسة المعتمدية بنات بكرداسة بعد واقعة صباح اليوم، وسقوط جزء من سلم الدور الأرضي، نتج عنه إصابة 7 طالبات ونقلهم للمستشفى، للوقوف على حقيقة وتفاصيل الواقعة.
وذكر الأمين العام لنقابة المعلمين، أن ما جاء من تفاصيل لغرفة عمليات نقابة المعلمين يؤكد أن 'المدرسة لم تجرى بها أي صيانة للمبنى قبل انطلاق الدراسة، للوقوف على جاهزيتها لاستقبال الطلاب، وهو ما تسبب في سقوط 3 سلالم وجزء من السلم بالدور الأرضي خلال تحرك عدد من طالبات المدرسة'.
وأوضح على سطوحي رئيس اللجنة النقابية للمعلمين بكرداسة، في تصريحات صحفية أن المدرسة التي حدثت بها الواقعة تعمل فترتين دراسيتين، صباحا مدرسة المعتمدية بنات، وبعد الظهر مدرسة الشهيد محمد علي عبد المنعم بنين، وهو ما يكشف خطأ كبير في عدم صيانة المبنى قبل بدء العام الدراسي، نظرا للكثافة الطلابية الكبيرة التي تستخدم المدرسة على فترتين دراسيتين.
وأشار رئيس غرفة العمليات الرئيسية، إلى أن خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، وجه اللجنة النقابية بكرداسة للاطمئنان على غرف المعلمين بالمدرسة والتأكد من سلامتها، وتقديم كل الدعم لأسر الطالبات السبع المصابين، حتى خروجهن، والحرص على تقديم معلمي المدرسة كل ما فاتهمن من تحصيل دراسي عقب شفائهن والعودة للدراسة.
وقرر خلف الزناتي، نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، تشكيل غرفة عمليات مركزية لمتابعة أحوال المعلمين مع انطلاق العام الدراسي الجديد، على أن 'تكون غرفة العمليات برئاسة محمد عبد الله، الأمين العام للنقابة'.