"الفيروس اللعين" الذي أصاب الجميع بالفزع، "أحلام" ربة المنزل البسيطة التي هداها تفكيرها إلى تحضير خلطة مطهرات لتحمي بها أفراد أسرتها من الإصابة بوباء كورونا، بعد أن عجزت عن توفيرها بسبب ارتفاع الأسعار واختفائها من الأسواق ، لم تعرف أن نهايتها ستكون بسبب تلك الخلطة.
قبل يوم من وقوع المأساة كانت "أحلام" تقوم بتعقيم منزلها وملابس وأيدي أبنائها وزوجها ، ببعض مواد التنظيف الكميائية التي خلطتها سويا وماهي إلا لحظات ليسقط كل أفراد الأسرة مغشيا عليه، ليسمع أحد الجيران استغاثة الصغار ويسرعوا بنقلهم إلى المستشفى لإنقاذ حياتهم، وقبل وصولهم تقطع الأم الأنفاس وترتتقي إلى بارئها، ويظل زوجها وأطفاله تحت الملاحظة الطبية بالعناية المركزة لحالتهم الحرج.
وبتلقي قسم شرطة أوسيم بلاغ بالواقعة ، تم تشكيل فريق بحث دلت تحرياته تحت إشراف اللواء طارق مرزوق مدير أمن الجيزة، والرائد محمد مجدي رئيس مباحث قسم شرطة أوسيم، أن الأم المتوفاه تدعى " أحلام.م" 36 عاما، ومقيمة داخل شقة سكنية بمنطقة أوسيم، كانت تقوم بتنظيف الشقة وتعقيمها بمواد مركزة ضارة، وأثناء ذلك أحضرت أصناف من المنظفات المركزة وخلطتها مع بعضها نتج عنها تسرب مواد سامة الأمر الذي تسبب فى وفاتها نتيجة استنشاقها تلك المواد.
وأضافت التحريات أن تسرب شوائب من المواد السامة أدى إلى إصابة زوجها " مسعد" وأبنائها الثلاثة " محمد - رودينة - حبيبة" بالاختناق نتيجة غلق جميع نوافذ الشقة، وقام الأهالي المنطقة بنقلهم إلى مستشفى أوسيم العام لتلقيهم العلاج اللازم، ومن جانبها أصدرت النيابة العامة بشمال الجيزة، قررًا بالتصريح بدفن المتوفية.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي قسم شرطة أوسيم إشارة من المستشفى تفيد باستقبال 5 أشخاص أسرة واحدة زوج وزوجة و3 أطفال، مصابين بأعراض تسمم ووفاة الأم متأثرة بإصابتها، وبالانتقال والفحص تبين أنه أثناء قيام المتوفاة بتحضير خلطة لتعقيم المنزل نتج عن ذلك انبعاث غازات سامة أدت إلى وفاتها وإصابة زوجها وأبنائها، وتم التحفظ على الجثة داخل مشرحة المستشفى، وتم تحويل الزوج إلى مركز السموم لعدم استقرار حالته، وتم تحرير محضر بالواقعة.