اعلان

الإنسان في فكر آباي قونانباي.. كتاب جديد لـ خالد غانم يتحدث عن الشاعر الكازاخي الشهير

خالد غانم
خالد غانم
كتب : أهل مصر

نشر الدكتور خالد السيد غانم، مدير عام البحوث بوزارة الأوقاف، كتابه الجديد المعنون باسم 'الإنسان في فكر آباي قونانباي'، الذي يتحدث عن الشاعر الكازاخي العظيم والمفكر والمنوّر 'آباي قونانباي،، الذي وضع أسس الأدب الكتابي الكازاخي القومي.

وقال غانم، في مقدمة كتابه، إن الأديان اهتمت ببناء الإنسان في كثير من المجالات روحيًّا وسلوكيًّا وثقافيًّا، إذ برز المصلحون كلما جاد بهم الزمان وظهروا في المكان، مُقدِّمين ما يُصلح من شأن الإنسان، وما يرشده للسلوك الأقوم والطريق الأرشد.

وأضاف في مقدمته، أنه دون مواربة نجد الاهتمام بالإنسان من البواعث الحثيثة نحو تقدم المجتمعات، ورقي الأوطان، وتنوع الحضارات، وكل إنسان له دور كبير في هذا الوجود، يسهم من خلاله في وعي المجتمع، وتشكيل الفكر.

وأكد، أنه وإذا كانت دول شرق آسيا كانت محط أنظار المثقفين، وموطن الملهمين والمصلحين، في الزمان القديم، ومرورًا بحركة الفكر المستنير في التيارات التنويرية الحديثة؛ فإن كازاخستان من الدول التي تسابق الزمن في هذا المجال.

وتابع: 'لقد نَعِمَتْ كازاخستان بكثير من المفكرين والعلماء الذي قدموا إسهامات بارعة، ورؤى فكرية وثقافية متنوعة'.

وأوضح، أنه من استقراء التاريخ نرى الإمام الفارابي، والإمام المروزي والإمام الفاريابي، والإمام السغناقي، والإمام الميرغناني، وأحمد اليسوي، والشاعر الحكيم آباي كونانباي، وغيرهم الكثير في التراث القديم، والفكر المعاصر.

الإنسان في فكر آباي قونانبايالإنسان في فكر آباي قونانباي

وأردف: 'ولعل العناية بالإنسان أحدُ أسرار اهتمام كازاخستان بأعمدة التراث القديم، والمُضي قُدما نحو حركة بعْث إحياء هذا التراث في الفترة الأخيرة ـ ولا تزال ـ وأن التنقيب عن تراث قدَّم إسهامات متنوعة في الحضارة اتجاه محمود وملحوظ، ويُعَدُّ هذا الاهتمام بمثابة إرهاصات اجتماعية جديدة نحو بناء الإنسان'.

وشدد على أنه إذا كانت التجربة الشعرية هي إحدى بواعث ارتجال الشعر أو الحبكة النثرية، فإن الشاعر آباي كونانباي قد خاض في أعماق الجانب الإنساني؛ ليسرد لنا بعض أقاصيصه وأركانه، كي نستهدي بها في ضروب الحياة، ومعترك الدنيا.

وأشار إلى أنه 'لقد صدرت أقوال أباي من قلبِمؤمنٍ متوجعٍ، وفكر توجس خيفةً على الانسان،يخشى دنيا الناس التي غمرها التكالب، واستشرى فيها التملق والنفاق، ويشرح في إخلاص بارز لضمير مستتر من الخوف والتوجس، وحُق لكازاخستان أن يكون شاعرنا آباي في قائمة الخالدين، وأحد أعلام الشعراء والحكماء'.

وقال إن الكتابة عن الشاعر آباي ليست من قبيل الترف الفكري، بل إن البحث في تراثه ـ في هذا العصر ـــ من باب الفرائض لا النوافل، ولهذا شَرعتُ في هذا البحث الموسوم بـ( لإنسان في نظر آباي كونانباي).

وتابع: 'قد قمت بجمع أفكار الشاعر الحكيم آباي كونانباي عن الإنسان، وتبويبها، واخترت لكل مقطوعة عنوانًا، يعالج الفكرة التي من أجلها قمت بتدوين هذا الكتاب، وفي ختام كل جانب إنساني، قمتُ بشرحه والتعليق عليه تحت عنوان ( تحليل وتبيان )، وذلك بمعالجات متنوعة، وأساليب متعددة، مثل: الأسلوب الأدبي، والعلمي، والاجتماعي، والديني'.

وأردف: 'وكوْن أن هذا الموضوع يتعلق بجانب السلوك، والاتجاه الحياتي والإنساني فأهميته ملحوظة، وآثار تطبيقه لا شك معروفة، وذلك لمن يريد أن يرسم صورة لمجتمع مشرق، يتمتع بالسلوك النبيل، ويحظى بالعمل القويم، ويجد لنفسه مكانًا سامقًا في الصفوف الأولى للرقي والحضارة'.

وأكد أن المُطالع للمكتوب يرى أننا نعايش أقواله آباي، ونقدم رؤية تحليلية ذات دراسات متنوعة، والغاية من هذا السردتقديم صورة حقيقية للإنسان في عين آباي، والتغلب على بواعث الشر بداخل النفس البشرية، وتنمية الخير والمعروف، والذي عُرِف ـ فيما بعد ـ بعلوم التنمية البشرية والسعادة الإيجابية، ونقدم أنموذجًا للشخصية الكازاخية في التعامل مع النفس، والعلاقة مع الآخرين.

وأوضح: أنه بهذه التوطئة يمكننا تسْطير نبذة إجمالية عن موضوع الكتاب، وقد حفزني الشعور ـ بالرغبة الحثيثة لتدوين هذه الكلمات ـ بعد مخالطتي لتراث آباي من جديد، والذي أيقظ بهجة المعرفة بداخلي، وألهب مشاعر الحب نحو دراسة تراث شاعرنا الحكيم، وفجر الحب بجوانحي مجددًا لكازاخستان وللشعب الكازاخي، وأحيَا بداخلي مرة بعد أخرى الشوق للاطلاع على التراث الثقافي لكازاخستان.

واختتم: 'عسى أن تكون هذه الكلمات هداية للمرتاب، وغاية للأحباب، وسبيلًا نستهدي به الخير والرشاد'.

وقدم للكتاب، السفير السابق لكازاخستان بمصر، أرمان إيساغالييف، إذ قال في التقديم: 'تَحلُ علينا بعد أيام ذكرى مرور مائة وخمسة وسبعين عامًا على ميلاد آباي كونانباي،ويُعد آباي علامة مُشرِقة فى تاريخ كازاخستان، فعندما نقرأ قصائده وأغانيه وكلماته التنويرية، نشعر بالروح الوطنية بوضوح، ولذلك تعتبر أعمالهتعبرعنظواهرفكرية وثقافية وإجتماعية فريدة، مما يكسبها وصف 'عالم آباي'.

وأوضح، أنه مما يُثلِج صُدُورِنا أن مصر لها علاقة وثيقة بكازاخستان، ففى القاهرة وتحديدًا فى حى المعاديتم تسمية أحد الشوارع باسم 'آباي' عام 1998م، كذلك تم تسمية الكثير من الشوارع باسم آباي فى العديد من مدن العالم، ومن بينها باكو، وطشقند، وبيشكيك، وكييف وبرلين وغيرها من المدن، وفى أكتوبر عام 2016م، أقيم فىالقاهرة بحديقة الحرية نصب تذكاري للشاعر آباي رمزًا للصداقة بين الشعوب،بقرب النصب التذكاري لأمير الشعراء أحمد شوقي.

وتابع، أنه فى هذا العام، وبمبادرة من رئيس كازاخستان قاسم جومارت توقاييف تم تنظيم برنامج ثقافي لقراءة أعمال آباي، ومما يزيد سعادتنا وسرورنا أن العديد من أصدقائنا المصريين قد دعموا هذه المبادرة وشاركوا فيها، وكما قال آباي العظيم: 'ثق فى قلبك فى كل عمل'... وهنا يمكنني أن أقول:يُخبِرني قلبي أن كل من يهتم بتراث هذا الشاعر العظيم ـ مثلأبناءمصروكازاخستان ـ يتمنونالخير والسلام لبعضهم البعض'.

وقال إن الاتجاه الأبرز الآن هو ترجمة أعمال الشاعر العظيم آباي ونشرها بعشر لغات عالمية، حيث تتم ترجمة أعمال آباي إلى العربية والإنجليزية واليابانية والإسبانية والإيطالية والصينية والألمانية والروسية والتركية والفرنسية،ويعمل علماء مصريون وكازاخ على ترجمة أعمال آباي إلى اللغة العربية، ومن بينهم الأستاذ الدكتور خالد السيد غانم عالم الأديان المصري الشهير.

وتابع: 'اسمحوا لي من جديد أن أعرب عن خالص امتناني وتقديري وسعادتي في تقديم هذا الكتابالموسوم بـ ( الإنسان في فكر آباي كونانباي ) لعالم الأديان المصري المحترم الأستاذ الدكتور خالد السيد غانم،والذي استطاع من خلال هذا الكتاب أن يوضح بعض الحقائق المتنوعة حول نظرة الشاعر آباي للإنسان؛ لتكون بداية حقيقية لإنسان جديد، مما يُعدُّ بمثابة شرف لي أن أسجل تقديمًا لهذا الكتاب القيِّم، الذي يحمل مفاهيم فسيولوجية وسيكلوجية ودينية وغيرها للشاعر آباي'.

والجدير بالذكر أن الدكتور خالد السيد غانم ليس مشهورًا في مصر فقط، بل معروفًا في كثير من بلدان العالم، وذاعت شهرته وسيرته الحميدة في مدن كازاخستان، ومشاركاته العلمية على المستوى الدولي، وشهد له الأكاديميون في كازاخستان ـ كما رأينا ـ بشمولية الثقافة والوعي الفكري، كما أنه معروف بعلاقته الدبلوماسية.

ومما يذكر أن الكاتب يهتم ـ منذ سنوات ـ بالدراسات العلمية المتعلقة بتراث وعلماء كازاخستان، وهذا ليس أول مؤلف له عن علماء كازاخستان، فقه سبق وأصدر عدة بحوث في هذا الشأن بكازاخستان.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً