عقدت وحدة الدراسات الفلسفية والتأويلية في المعهد العالمي للتجديد والعربي، ندوة فكرية بعنوان: 'إشكالية الهوية في غائية الخطاب إلى ضرورة المشروع'
شارك في الندوة الدكتور عصمت نصار، أستاذ الفلسفة الإسلامية والفكر العربي الحديث، بقيم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، الذي ألقى الضوء على أهمية التفكير الناقد، كنهج منتج للآراء والتصورات.
أهمية قضية الهوية العربية
وأشار إلى أهمية هذا الفكر في مناقشة القضايا المهمة، وبخاصة قضية الهوية العربية، والإشكاليات التي تواجه تعريفها ومضمونها والمسائل ذات الصلة بها.
وقال: 'إذا نظرنا إلى مصطلح الهوية العربية فسندرك أنه يعاني من تعقيدات في التعريف عما هو موجود بشأن مصطلح القومية Nationalism، في الفكر الغربي الحديث، حيث ورد في معظم المعاجم السياسية والاجتماعية بمعاني متباينة مثل: الوطنية, الأمة , الجنس, الأصل، كما وضعته معظم التعريفات في إطار اللغة والمعتقدات والتقاليد والأعراف ووحدة المكان والمصير والمصالح والمقاصد'.
وأشار الدكتور نصار إلى أن قضية الهوية لم تُعد مقولات خطابية ولا شعارات غنائية؛ بل ضرورة حتمية واجبة التحقق بتخطيط علمي ينطلق من الواقع المعيش ويرمي إلى النظر للمستقبل بأعتبار العرب فاعل وليس مفعول.
ولفت إلى ضرورة العزوف عن الشيفونية المضللة سواء بين الرأي العام القائد للزعمات العربية والسلطات القائمة أو في مُخيلة الرأي العام التابع حيث الثقافة السائدة في كل الأقطار العربية وأخيراً بين تصورات الرأي العام القائد وأهل الحل والعقد والمجددين الحقيقيين المسئولين عن حركة الأمة العربية وتقدمها إلى الأمام أو إلى الخلف.
كما دعا إلى التخلص من كل قيود معوقات البوح وحرية الفكر والرأي والعمل على إنهاض الأذهان الراقدة لتلج أبواب الصمت وتحريضها على قيادة ثورة المستنيرين التي تنشد البناء وليس الهدم.
وأوضح أن و تفعيل الخطوات العملية التي تُحيل الهوية اللفظية إلى وقائع وواقعات تثبت أن العرب أمة ووطن له حدود أمنة ومصانة تأوي شعوب متحابة متناغمة في العيش بمنآي عن العصبية الدينية أو الحزبية الأيديولوجية أو الرجعية العرقية, أي أمة تعبر عن كيان واحد اقتصاد واحد (عملة وسوق وإستثمار طاقات وموارد) وقرار سياسي ودستور أعلى يدين بالعلم والمصلحة التي لا تناقد مشخصات الهوية التي لا تفصل في الولاء والإنضواء في رفعة القومية والإخلاص في الولاء للوطنية.
وشدد على مراجعة المشخصات العقدية وتخليصها من الأوهام والأكاذيب وإعادة تربية الأذواق والبرامج التربوية والتعليمية وذلك لإنتاج جيل جديد من شبيبة راقية جديرة بحمل الهوية العربية التي تعبر دوماً عن يقظة التفكير الناقد وأصالة العقل الراجح الذي لا تضلّه الأكاذيب ولا تصرفه عن مقصده الأهواء والمطامع الزائفة.