صدر للشاعر أحمد عايد ديوان 'خفيف وقاتل' عن دار سديم، ويتكون من ٢٣ قصيدة تفعيلة، وهو الديوان الثامن في إصدارات عايد الشِّعرية.
جوائز ودواوين أحمد عايد
يذكر أن الشاعر أحمد عايد حصل على العديد من الجوائز منها: منحة 'كلام للشباب' للشعراء الشباب تحت سن 25 سنة- الاتحاد الأوربي بالتعاون مع المعهد الإيطالي بالقاهرة- 2013، وجائزة مركز طلعت حرب- 2014، والجائزة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عن ديوان 'رماد أخضر'- 2014، وجائزة لجنة الشِّعر بالمجلس الأعلى للثقافة عن ديوان 'خريطة إلى منفى'- 2015.
وصدر له: رماد أخضر، والمعتزل، ووقت، وأحتسي قهوتي.. أهذي، وكما تصف المياه غزالة، وسبع كلمات زرقاء، وهي تلك مملكتي.
من قصائد الديوان
شَاعِرٌ لَا أَعرِفُهُ
شَفِيفٌ كَأَنَّ الوَجُودَ مِيَاهٌ
خَفِيفٌ كَأَنَّ يَدَيهِ هَوَاءٌ
يُحَرِّكُ مَا عَنَّ دُونَ انتِبَاهٍ
وَيُخفِي الظِّلَالَ وَرَاءَ الظِّلَالِ
وَلَا يَدَّعِي حِكمَةً فِي الفِعَالِ
مُجَرَّدُ حَدسٍ.. يُصَدِّقُ مَا ظَنَّ
دُونَ ارتِيَابْ
يَنَامُ وَحِيدًا؛ لِئَلَّا تُزَاحِمَهُ الحُلمَ
أُنثَىٰ، وَيَحلُمُ دَومًا بِأُنثَىٰ.. لَدَيهِ
فَدَادِينُ فِي الحُلمِ.. كَادَ يَصِيرُ
إِلٰهَ الخَيَالِ/ إِلٰهَ السَّرَابْ
يُطَمئِنُ كُلَّ الوَحِيدِينَ.. يُشعِلُ
أُصبُعَهُ فِي الظَّلَامِ لَهُم، وَيُغَنِّي
كَأُمٍّ تَهُشُّ الكَوَابِيسَ عَن طِفلِهَا:
'لَا تَخَفْ يَا صَغِيرِي.. أَنَا هَٰهُنَا
وَيَدِي سَتَصُدُّ الذِّئَابْ'.
وَفِي اللَّيلِ يَجلِسُ خَلفَ القَصَائِدِ
يَشحَذُ مُفرَدَةً مِن خَيَالٍ شَحِيحٍ
يُنَادِي عَلَىٰ عَبقَرِ الشَّعَرَاءِ، وَيَبكِي
كَلَامًا.. يُمَزِّقُهُ.. لَا يُلَائِمُهُ.. وَيُجَنُّ،
وَيَهوِي عَلَىٰ الأَرضِ مِثلَ
نَدًىٰ فِي الضَّبَابْ
يَقُولُ: 'أَنَا ضِدُّ نَفسِي، وَضِدُّ
الكَلَامِ، وَضِدُّ الخَيَال، وَضِدُّ
الزَّمَانِ، وَضِدُّ تَضَادِّي، وَضِدُّ
الحَيَاةِ، وَضِدُّ الممَاتِ،
وَضِدُّ دُرُوسِ الغُرَابْ'
يُؤَرجِحُ سَاقًا، وَيَغمِزُ عَمدًا
لِشَخصٍ يَرَاهُ جَلِيًّا وَلَسنَا نَرَاهُ
يُنَادِي عَلَىٰ شَبَحٍ غَارِقٍ فِي التَّلَاشِي
يَضُمُّ يَدَيهِ عَلَىٰ فَخِذَيهِ، يُوَارِي
الدُّمُوعَ بِوَردَتِهِ، ثُمَّ يَصرُخُ حَتَّىٰ
يَصِيرَ المدَىٰ وَاسِعًا وَاسِعًا،
وَيَغِيبُ الوُجُودُ..
يَغِيبُ الغِيَابْ..