قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة اليوم الخميس إن طاقة استيعاب ميناء بيروت للواردات من القمح والحبوب غير المطحونة الأخرى هوت إلى نحو الخمس، أو أقل، مقارنة بمستواها قبل انفجار هائل حطم صوامع الحبوب بها مع منشآت أخرى.
وقال عبد الله الوردات مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان لرويترز إنه لا يرى أن لبنان مقبل على أزمة غذاء، غير أنه قال إن البرنامج يتابع عن كثب ومستعد للتدخل إذا اقتضت الضرورة.
كانت طاقة ميناء بيروت تستوعب ما بين عشرة آلاف و15 ألف طن تقريبا من القمح والواردات غير المطحونة الأخرى يوميا قبل انفجار الرابع من أغسطس آب الذي دمر صوامع الحبوب الوحيدة بالبلاد وحول المستودعات وباقي منشآت الميناء إلى ركام.
لكن الوردات قال إنه جرت استعادة طاقة محدودة لاستيعاب الحبوب غير المطحونة تتراوح بين 1500 وثلاثة آلاف طن يوميا، مما يسمح لبرنامج الغذاء العالمي لإفراغ حمولة شحنة تبلغ 12 ألفا و500 طن من دقيق القمح، أو حوالي نصف الإمدادات الشهرية للبنان.
في غضون ذلك، يقول مسؤولون بالميناء إن مرفأ الحاويات، وهو أكثر قربا من بؤرة الانفجار، نجا من الضرر نسبيا، وهو قادر الآن على تلبية احتياجات واردات الحاويات.
وقال الوردات "كان تقييمنا الأولي (للانفجار) هو أن هذا سيكون حقا عنق زجاجة على نحو خطير... لكن لحسن الحظ بما يكفي، فإن ما توقعناه في الآونة الأخيرة هو أن القطاع التجاري في لبنان يتعافى بشكل سريع".
وقال إن استجابة مستوردي الحبوب التجاريين، والذين تمكنوا من تحويل بعض الإمدادات على الأقل إلى موانئ أصغر حجما، تشير إلى أن احتياجات السوق تجري تلبيتها وأن برنامج الغذاء العالمي يمكنه تعليق الخطة الطارئة لاستيراد 100 ألف طن من القمح.
لكن الوردات قال إن هناك حاجة ملحة لإعادة بناء طاقة استيعاب الحبوب غير المطحونة بميناء بيروت، والتي كانت تستوعب في العادة من 70 بالمئة إلى 80 بالمئة تقريبا من احتياجات لبنان.
والحاجة إلى تدفق الواردات بسلاسة هي الأكثر إلحاحا لأن لبنان ليس لديه احتياطيات من الحبوب. ويمكن لصوامع ميناء بيروت استيعاب نحو 120 ألف طن، وهي إمدادات ثلاثة أشهر تقريبا، لكنها تستخدم كأماكن تخزين مؤقتة. وكانت تحوي نحو 15 ألف طن عندما تحطمت في الانفجار.
وقال الوردات "نشجع دائما الحكومات أو قطاعات بعينها على أن تكون لديها احتياطيات من الغذاء تكفي لثلاثة أشهر. لماذا؟ لأن مهلة الحصول على أي مشتريات من الخارج تحتاج ما بين شهرين وثلاثة أشهر".
وقال إن المطاحن أعلنت أن لديها طاقة لاستيعاب 120 ألف طن. وقال "لكن الأرقام تحتاج تأكيدا".
وقبل الانفجار، كانت الحكومة تقول إن هناك خطط لخلق أماكن تخزين تستوعب حوالي 40 ألف طن.