في ذكرى رحيله.. "طارق كامل" فارس قطاع الاتصالات الذي يعيش في القلوب

طارق كامل
طارق كامل

أسلوبه البسيط وتعامله الرقيق وإنسانيته التي سيطرت على منصبه أجبرت من حوله على إحترامه قبل حبه لذلك تسبب خبر رحيله باكر اليوم في صدمة كبيرة وحزن طاغ لكل المهتمين بشئون قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إنه الدكتور طارق كامل وزير الإتصالات السابق الذي لم يختلف إثنين على شخصه المحترم قبل دوره المؤثر في تطوير قطاع الاتصالات خلال فترة توليه مسئولية الوزارة والتي قاربت لسبع سنوات بعد أن عمل كمستشار أول لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مدار خمسة أعوام قبل أن يصبح وزيراً كان لأيامه بالوزارة أن تمتد لولا قيام ثورة يناير التي أطاحت بالحكومة أجمعها.

فخلال تلك الفترة عمل طارق على توطين التكنولوجيا وتمكين قطاع الإتصالات من مختلف الخدمات والأعمال والمشروعات ودعمها بأحدث الأساليب المتقدمة ونصًب جهده لذلك, ولم يلق بالاً للمعوقات التي اعرتضت طريقه لتحقيق أهدافه في تنمية أعمال القطاع بما في ذلك الإتهامات التي طالته بقطع خدمات الإتصالات عن المتظاهرين وقت الثورة ولم يكن له أية دور في ذلك.

ولد طارق في القاهرة مارس عام 1962 وبدأ حياته المهنية كمهندس دعم شبكات في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بمجرد تخرجه من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1985، ثم أصبح باحثًا مساعدًا في معهد بحوث الإلكترونيات بعد أن حصل على زمالة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) لنيل الدكتوراه بين عامي 1989 و1992،التي حصل عليها في مجال الشبكات الحاسوبية من جامعة التكنولوجيا في ميونخ عام 1992 ليُعين بعدها مديراً لقسم الاتصالات والشبكات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.

وخلال هذه الفترة عمل طارق أيضاً كسكرتير الجمعية المصرية للإنترنت، وكأستاذ شبكات بمعهد بحوث الإلكترونيات وفي مايو 1999، أصبح نائب رئيس المؤسستين.

كما شغل منصب عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة سابق بمركز معلومات الشبكات الأفريقية AFRINIC، وتولى رئاسة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب منذ عام 2004 إلى عام 2008، وكذلك منصب رئيس مجلس وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التابع للاتحاد الإفريقي في الفترة من 2006 وحتى

2008.

وبعد ثلاث سنوات، أصبح أميناً في جمعية الإنترنت (ISOC) بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة. انضم طارق كامل إلى مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات في عام 2000 حيث لعب دوراً محورياً بها على مدار أربعة أعوام وكان من ضمن الشخصيات التي قادت نحو نزع تملك الشركة المصرية للاتصالات ترخيص يتيح لها تقديم خدمات الهاتف المحمول لأسباب ترتكز على أهمية منح مثل هذا الترخيص لشركات استثمارية مقابل عائد استثمارى ضخم يضخ بخزانة الدولة وهو ما لم يكن من الممكن ان تتيحه الشركة المصرية للاتصالات بوصفها حكومية.

كما كان عضو مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات في الفترة من 2000 إلى 2004، وعضو مجلس إدارة صندوق مصر لتنمية التكنولوجيا بالشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم الشركات الناشئة والحاضنات التكنولوجية في الفترة من 2002 إلى

2004، كما يُعد أيضاً خبير مصري في قضايا حوكمة الإنترنت العالمية.

وساهم بشكل كبير في تطوير صناعة التعهيد والنقل إلى الخارج في مصر،حيث قاد الفريق المحلي والعالمي لصياغة استراتيجية وطنية وتنفيذها مما دعم مصر في ريادة الصناعة كنموذج إقليمي له دور في مراكز الاتصال وتعهيد نظم الأعمال وتعهيد خدمات المعرفة والخدمات القائمة على الابتكار.

واصل طارق مسيرة العطاء ونشر العلم في كل مكان على الرغم من مرضه الذي اكتشفه مصادفة أثناء قيامه بفحوص طبية عادية عقب خروجه من الوزارة ظل يصارعه في عدة جولات بدأت من باريس وإنتهت في جنيف بسويسرا.. فيظل يتحمل آلامه يعالجه قبل أن يعاجله الموت ليخسر معركة الحياة ..فوداعاً فارس قطاع الإتصالات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً