أكد عدد من خبراء الاقتصاد أن توجيهات الدولة نحو إصدار العملات البلاستيكية خلال الفترة المقبلة، سينعكس مردوده على النهوض بالاقتصاد المصري، نظرا لأن العمر الافتراضي لاستخدام العملات البلاستيكية يصل إلى 3 سنوات على عكس العملات النقدية الورقية التي تستغرق استعمالها كحد أقصى 12 شهرًا، ما يساعد على تخفيض تكلفة إعادة تدوير العملات الورقية التي تصل إلى 2% من الدخل القومي، فضلا عن القضاء على الاقتصاد الموازي ومحاربة تزيف العملة، بالإضافة إلى مساهمة العملات البلاستيكية في تدعيم استراتيجية الدولة نحو تفعيل منظومة التحول الرقمي المرجو.
إعادة تدوير العملات الورقية يحقق خسائر 2 % من الدخل القومي
قال تامر ممتاز، الخبير الاقتصادي، إن تخطيط الجهات المعنية نحو إصدار العملات البلاستيكية تسهم في النهوض بالاقتصادي المصري خلال المرحلة المقبلة، نتيجة تخفيض تكلفة جمع وإعادة اصدار العملات النقدية الورقية الغير ملائمة للاستخدام، مشيراً إلى أن العملة الحالية دورة استعمالها لا تتعدى 10 شهور، ما يؤدي إلى وصول حجم خسائر تلف تلك العملات إلى 2% من الناتج القومي بالدولة.
تخفيف أعباء التكلفة المرتفعة لطباعة العملات الورقية
وأضاف ممتاز في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن المواد المصنعة للعملات البلاستيكية المستهدف إصدارها قد يصل عمرها الافتراضي إلى 3 سنوات، ما ينعكس بالإيجاب على تخفيف أعباء تكلفة طباعة العملات النقدية الورقية عدة مرات متتالية لإعادة تدويرها وطرحها مجدداً إلى السوق المصري، مشيراً إلى أن العملات البلاستيكية توفر على الدولة التكلفة المرتفعة لإنتاج العملات الورقية الأخرى.
تدعم منظومة التحول الرقمي المرجوة
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن العملات البلاستيكية تعد أحد الخطوات الهامة نحو تطبيق منظومة التحول الرقمي التي تسعى الدولة على تحقيقها في الفترة الحالية، لأنها تدعم استراتيجية البنك المركزي في خفض نسب التعاملات النقدية الكاش، مشيرا أن هناك العديد من المواطنين ليس لديهم ثقافة قبول التعاملات عبر ماكينات الصرف الألى الخاصة بالبنوك المختلفة، نتيجة وجود بعض المخاوف من حدوث عطل أثناء صرف بعض العملات الورقية من الماكينات.
القضاء على الاقتصاد الموازي ومحاربة تزيف العملة
وفي السياق ذاته، قال محمد عبد الرحيم، الخبير الاقتصادي، إن دول العالم تتخذ في طباعة العملات العديد من الاتجاهات المختلفة والغير تقليدية عن العملات الورقية العادية، نظرًا لأن العملة البلاستيكية عمرها الافتراضي أطول نسبياً بالمقارنة بالعملة الورقية التقليدية، كما تتميز بأنها ذات تكلفة منخفضة بسبب تقليل تكلفة الطباعة، بالإضافة إلى صعوبة تزوير النقود البلاستيكية لانها مصنوعة من موادة عالية الجودة مما يحد انتشار الفساد والقضاء على الاقتصاد الموازي الخفي، ومحاربة تزييف العملة.
تسهم في وضع تصور لتصميمات جديدة للعملة المصرية
وأضاف عبد الرحيم في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن الدولة المصرية بدأت في تنفيذ الطبعة الجديد من فئة الـ'10 جنية ' المصنعة من مادة البوليمر، مشيرًا أن البنك المركزي يعتزم تدشين أكبر دار نقد في مقره الجديد الجاري بالعاصمة الإدارية عن طريق استخدام احدث المعدات التكنولوجيا لإنتاج العملات في العالم.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه من الممكن وضع تصور لتصميمات جديدة للعملة المصرية أو إصدار فئات جديدة في المستقبل، مؤكدًا أن مصر غنية بعشرات الأماكن التراثية التي يمكن وضعها علي العملة عند التفكير في تغير تصميم فئة معينة من الفئات النقدية.
تُخفض انتقال عدوى الأمراض والاوبئة بين المواطنين
وتابع حديثه، أن العملات البلاستيكية تخفض نسب حدوث انتقال الأمراض والاوبئة بين المواطنين، خاصة في ظل تطبيق الاجراءات الاحترازية للحد من تفشى جائحة فيروس كورونا كوفيد - 19 في جميع أنحاء العالم، نظرا لأن العملات الورقية تعد أحد مصادر المتداولة التي تساعد على انتقال العدوى بين الأشخاص.